هنيئاً للجنة الأحزاب الحريصة على مصلحة الوطن.. هنيئاً للحزب الحاكم ذى الثلاثة ملايين عضو.. هنيئاً لجماعة الإخوان المسلمين الخبيرة بما يصلح البلاد والعباد.. هنيئاً لكل المهادنين والخانعين والمتقبلين للأمر الواقع... هنيئاً لكل النخب والمثقفين الذين فضلوا وقدموا الإنحياز للأيديولوجية على مصلحة الوطن فلم يذكروا الوسط ولو ببنت شفه... هنيئاً لكل المفسدين والفاسدين والهاربين بأموال الشعب... هنيئاً للمتطرفين والمتشددين من كل الأديان... هنيئاً لكم جميعاً... فقد تم رفض حزب الوسط... لقد تم وأد المحاولات الحثيثة لمن يريد أن يضيف جديداً للحياة السياسية، ويقدم مصلحة الوطن على أى شىء آخر، اطمأنوا جميعاً.. ستبقوا سابحين فى نفس المياه الراكدة العفنة الآسنة... كلٌ لن يراوح مكانه.. لن نعطى الفرصة للتغيير الحقيقى... لن نقبل بدخول أطراف جديدة للمعادلة السياسية، لن يتقاسم معنا أحد كعكة الوطن، ستظل الأدوار على الساحة كما هى.. حسب الاتفاقات غير الموقعة.. فقد زال الخطر.. لقد تم رفض الوسط للمرة الرابعة . ولكن.. ماذا بعد رفض الوسط، هل انتهى مشروع الوسط؟ هل نجح النظام بتعنته وتصلب أفكاره قبل شرايينه.. أن يقتل الأمل فى مؤسسى الوسط ومحبيه؟.. هل سيجعلهم يكفرون بالوطن وبالاهتمام بالشأن العام؟... هل سيهتز الانتماء للوطن داخل نفوسهم؟... هل سيشعرون أنهم مواطنون درجة خامسة.. منزوعو الحقوق السياسية الطبيعية ألا وهى حق المشاركة فى إدارة شؤون الوطن ومحاولة إصلاح الأوضاع المتردية!؟ أقولها بكل ثقة... مشروع الوسط الفكرى والسياسى والحضارى.. لن يموت.. ومؤسسو الوسط الذين أفنوا قرابة أربعة عشر عاماً من أعمارهم وصحتهم وأموالهم من أجل هذا الوطن ورفعته... لن يبخلوا بأن يفنوا ما تبقى من العمر فى مواصلة المطالبة بحقهم المشروع فى المشاركة السياسية من خلال الأطر الشرعية!! م. معمارى / طارق الملط [email protected]