وضع الرئيس مبارك رؤيته التاريخية لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية بجانب إسرائيل في مقال له لصحيفة النيويورك تايمز الأمريكية اثناء مشاركته القمة الخماسية وانطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. جاءت هذه الرؤية التاريخية في لحظة حاسمة بعد ان جدد الرئيس أوباما الأمل في السلام وانتهاز هذه الفرصة التاريخية التي قد لا تأتي مرة أخري وتضيع كما ضاعت فرص السلام الضائع. أكد الرئيس مبارك في مقاله التاريخي علي ضرورة العمل علي انجاح هذه المفاوضات المباشرة واستعادة الثقة والشعور بالأمن والأمان بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي ووجه رسالتي الانسانية إلي هذين الشعبين وحكومتيهما بأنه خلال خدمته بالقوات الجوية شاهد الآثار المأساوية التي خلفتها الحروب بين العرب واسرائيل وكرئيس لمصر عاصر وشارك من اليوم الأول مراحل النجاح والفشل والانكسار لمسيرة السلام ولم يدخر جهدا للدفع بها الي الامام وما يزال يعمل ويتطلع لاكتمالها ونجاحها منذ مؤتمر مدريد 1991 واكد علي انه لم يعد من المقبول ان نفشل في اقامة سلام عادل ننهي به قرنا من الصراع والحروب وسفك الدماء بعد ان وقعت مصر أول اتفاق سلام مع اسرائيل وطالب الرئيس مبارك اسرائيل بأن تمد يدها للسلام ولا تضيع هذه الفرصة التاريخية. وأكد الرئيس مبارك في رسالته لإسرائيل ان السلام والمستوطنات تعمق الاحتلال الذي يسعي الفلسطينيون إلي انهائه واقامة دولتهم المستقلة ووجه رسالته الي الفلسطينيين بضرورة انهاء الانقسام الداخلي لانهم لن يستطيعوا ان يقيموا سلاما في ظل هذا الانقسام الداخلي ووجه رسالته إلي العالم العربي بأن حلم السلام اصبح حقيقة وفي تناول الجميع وان علي الدول العربية ان تواصل السعي من اجل اثبات جدية مبادرتها للسلام من خلال اتخاذ خطوات جدية تخاطب بها امال الشعب الاسرائيلي في السلام والتطبيع، كما اكد الرئيس في رؤيته التاريخية ان مصر التي استضافت كثيرا من مفاوضات السلام في شرم الشيخ وطابا والوصول إلي تفاهمات طابا التي رسمت الملامح الاساسية للتسوية السلمية علي استعداد لاستضافة المفاوضات المباشرة التي تبدأ يوم 41 سبتمبر الحالي بشرم الشيخ بين الرئيس أبو مازن ونتنياهو في حضور هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية. الرئيس مبارك سيبذل جهدا مكثفا لانجاح هذه المفاوضات لتصبح مفاوضات نهائية وحاسمة تقضي إلي اتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين في غضون عام وقد أكد الرئيس مبارك لنتنياهو ان يكون مستعدا لانجاز تاريخي يسجل باسمه بتوقيع اتفاق سلام نهائي. اقول للاسرائيليين والفلسطينيين تمسكوا بهذه الرؤية التاريخية لمبارك ولا تضيعوها.