قالت مصادر سياسية اسرائيلية ان الاصداء الواردة من واشنطن بعد اطلاق المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين ايجابية للغاية. وأعربت عن اعتقادها بأن الجانبين ينويان الدخول في مباحثات جدية. وأعرب السفير الاسرائيلي في واشنطن مايكل اورين عن تفاؤله بشأن المفاوضات وقال ان لقاءات واشنطن كانت جدية وصريحة ومن كل ما أراه أستطيع القول إنه اجتماع تمّ بنوايا جيدة وكذلك بروح من الودّ". وفي الجانب الفلسطيني، قالت مصادر مطلعة لصحيفة الحياة اللندنية ان أجواء الوفد الفلسطيني الي قمة واشنطن وتحديداً في دائرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس انقلبت 180 درجة بعد التوتر الذي رافق بدايتها . وعزت المصادر هذا الارتياح الي الحرص الأمريكي علي طمأنة الجانب الفلسطيني الي جدية واشنطن في السعي الي حل لجميع قضايا الوضع النهائي وكذلك الي نجاح الاجتماع الثنائي بين عباس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كسر الجمود بينهما وإطلاق نقاش جدي وموسع في الكثير من القضايا. ومن جانبها،قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان المفاوضات يجب ان تترافق مع تغييرات علي الارض بشكل يبني الثقة ويزيد من التبادل بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وأكدت أن الولاياتالمتحدة ملتزمة تماما بالعمل مع الجانبين ودعم جهودهما لاقامة دولة فلسطينية قادرة علي الحياة وضمان أمن اسرائيل ليعيش الطرفان جنبا الي جنب. وأعلنت كلينتون ان القدس يمكن ان تتحول الي "رمز للسلام والتعاون" بين الاسرائيليين والفلسطينيين في حال تمكنوا من حل النزاع المزمن في الشرق الاوسط. وقالت في مقابلة مع تلفزيون فلسطين والقناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي "ان الطرفين يعلمان ان عليهما التفاوض حول هذه النقطة لكي لا تكون القدس بعد اليوم بؤرة توتر ولكي تصبح رمز السلام والتعاون". كما اوضحت ان القيود التي تفرض علي حركة الفلسطينيين الذين يريدون الانتقال الي المساجد والكنائس في القدسالشرقية هي "علي جدول اعمال" المفاوضات. ومن جانبه، كشف رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عن رفض الجانب الفلسطيني في ختام اجتماعات ولقاءات الرئيس الفلسطيني محمود عباس في واشنطن المقترح الذي تقدم به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي يقضي بتشكيل 12 لجنة فلسطينية - إسرائيلية للمفاوضات. وقال عريقات في تصريح لصحيفة "الدستور" الأردنية إن الرفض جاء لأن نتنياهو يرغب في المماطلة وتضييع الوقت فلا مفاوضات في هذه المرحلة. وأضاف أن هذا الموقف واضح لأنه يتيح الانطلاق من النقطة التي توقفت عندها المفاوضات في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني. وعن دور اللجنة الرباعية وغياب مبعوثها توني بلير عن اللقاءات في واشنطن، قال عريقات: "إن الولاياتالمتحدة قالت إنها تتحدث أيضا باسم اللجنة الرباعية الدولية وبلير شارك في الافتتاح، كما أن حضور الرئيس حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني كان مميزا ومهما جدا". وأشار إلي أنه في نهاية الشهر الجاري سيعقد لقاء بين أعضاء اللجنة الرباعية الدولية برئاسة الولاياتالمتحدة ولجنة المتابعة العربية برئاسة قطر في نيويورك لتقييم الوضع. وأكد عريقات أن وزيرة الخارجية الأمريكية ستشارك في القمة بين "أبو مازن" ونتانياهو يومي 14 و15 سبتمبر الجاري وستزور المنطقة. في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان ان المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية يجب ان ترتكز علي القضايا الامنية والاقتصادية مشيرا الي انه ليس مقتنعا بإمكان ايجاد حل للقضايا التي وراءها مشاعر قوية مثل القدس والمستوطنات واللاجئين. واعرب الوزير ليبرمان عن اعتقاده بأنه يجب علي الطرفين التوصل الي اتفاق مرحلي يسري مفعوله للمدي البعيد. ومن جانبها، قالت صحيفة الاندبندنت إن علي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يتخلي عن قاعدته السياسية اليمينية. وذكرت الصحيفة أن البيت الأبيض أكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أجري مباحثات مع الرئيس أوباما سبقت ممارسة الضغوط علي الجانب الفلسطيني، إلا أن الإدارة الأمريكية رفضت الكشف عن طبيعة تلك المحادثات، وطبيعة الوعد الذي قدمه نتنياهو لأوباما. ومن المقرر أن يعقد الطاقمان المفاوضان الاسرائيلي والفلسطيني برئاسة اسحق مولخو وصائب عريقات اجتماعاً بحضور أمريكي في مدينة أريحا غدا تحضيراً للجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين الجانبين المقرر عقدها في الرابع عشر من الشهر الحالي.