في الوقت الذي انتظر فية فقراء المسلمين اخبارا سارة عن مساعدتهم خلال رمضان وقيام اهالي الخير بتوزيع شنطة رمضان التي ينتظرها الكثير من الفقراء الا ان هناك من جهز واستعد وتعاقد وأبرم الصفقات علي مسلسلات رمضان وانشغل الجميع بالمسلسلات وأبطالها ومواعيد عرضها حصريا . بدع جديدة استفحلت وتوغلت لتأكل قيما نبيلة عايشها المصريون علي مدار السنين مسلمين ومسيحيين. اختفت روح المشاركة وطغت المسلسلات والخيم الرمضانية.. لكنني أتساءل لماذا كل هذه الملايين من رجال الاعمال الذين اقتحموا الفضاء وصاروا نجوما في يوم وليلة بفضائياتهم التي تبعثر الملايين في الهواء والابتعاد عن مجالات الانتاج وبناء المشروعات التي تفيد شباب البلد واقتصاده. لقد تحول رمضان الي شهر المسلسلات بدلا من العبادة والرحمات والتكافل.. فهل يعيد هؤلاء الرجال ملياراتهم للاسهام في بناء الاقتصاد الوطني والاتجاة للمشروعات الجادة وترشيد الملايين الضائعة علي المسلسلات.. صار رمضان مولد السيد البدوي الذي يخرج الفقير منه بلا حمص في سطوة الاعلام الخاص الباحث عن المكسب بأي وسيلة حتي لو سحقنا القيم في سباق محموم بين الفضائيات للظفر بأكبر كم من المسلسلات التي فاقت ميزانياتها المليارات التي تكفي لبناء المصانع وتزويج غير القادرين وسد رمق المحتاجين.. اننا لانطلب منع المسلسلات لكن الحكمة مطلوبة والاسراف حرام وبيوت المسلمين تحتاج لكل هذه الملايين.. فبامكان رجال الفضائيات ضخ جزء من ميزانية مسلسلاتهم لاعمال الخير وتبني مشروع تشغيل العاطلين وخلق فرص عمل لهم والمشاركة في المشروعات الصغيرة والمساعدة في فتح البيوت.. ياليتهم يفعلون.. يبدو أن احلام الفقراء قد تبددت هذا العام في شنطة رمضان لانها لا تحوي سكر وزيت وقمر الدين بل حوت مسلسلات وبرامج بالمليارات.