علي الرغم من أن شهر رمضان هو شهر الصفاء إلا أن تيار السلفية الذي يمثله في مصر جماعة أنصار السنة، والتيار الصوفي الذي يعبر عنه الطرق الصوفية يجدون في شهر رمضان ساحة للسباق بينهما، فيحاول كل منهما تكثيف جهوده في هذا الشهر لجذب الجماهير إليه، بل ويتعدي الأمر إلي زيادة الاتهامات لاسيما من جانب السلفية للصوفية بأن ما يقومون به بدع وخرافات مما يفتح بابا جديدا للسجال بين التيارين. وفي البداية كان لابد من التعرف علي جهود كل تيار وما بذله خلال الشهر الكريم داخل المجتمع، فمن جانبه يوضح الشيخ أبوالعطا عبدالقادر مسئول العلاقات العامة بجماعة أنصار السنة المحمدية أنه خلال شهر رمضان كان هناك نشاط ملحوظ للجماعة حيث يعتبر موسما دعويا ثقافيا تستغل فيه الجماعة الدعوة للتقرب من الناس خلال هذا الشهر من خلال المحاضرات والدروس والندوات التي تعقدها الجماعة داخل المركز العام وفي مساجدها المنتشرة في مختلف أنحاء الجمهورية، بالإضافة إلي طبع العديد من الكتب والرسائل الرمضانية والمطبوعات التعليقية ككتاب حال النبي في رمضان وأحوال السلف في رمضان ومطويات رمضان والصيام والقيام ورمضان. وقال إن جماعة أنصار السنة قامت بتقديم شنطة رمضان لما يزيد علي 053 ألفاً من الفقراء والمساكين وكذلك توزيع العديد من المساعدات العينية علي الفقراء والمساكين المسجلين بقوائم الفقراء والمحتاجين كملابس العيد والأحذية وتوزيع مبالغ نقدية قبل عيد الفطر، كما تقوم إدارة الأيتام والتكافل بتوزيع عيديات نقدية علي جميع الأيتام مقدارها 081 جنيها بخلاف شنطة رمضان وملابس العيد. أشار إلي أنه بالإضافة للجهد المادي يتم أيضا تكثيف الجهد الفكري من خلال توزيع كتيب مع مجلة التوحيد عن فضائل رمضان وما هو الواجب عمله في هذا الشهر الكريم مع عقد مسابقات للقرآن الكريم في مختلف فروع الجماعة، ومنها فرع حلوان الذي يعقد مسابقة تكون جوائزها أكثر من 03 ألف جنيه بجانب عدد من العمرات للفائزين. من جانب الطرق الصوفية أكد الشيخ الحسيني الجوهري شيخ الطريقة الجوهرية الأحمدية أن شهر رمضان يعتبر الكتاب الختامي للعام كله لذلك استعدت له الطرق الصوفية حيدا حيث يقوم معظمها بفتح أبوابها كل ليلة ويعقد ندوة وحضرة يكون فيها ذكر واستغفار وصلاة علي الرسول صلي الله عليه وسلم ويكون شيخ الطريقة موجوداً في هذه الحضرة كل ليلة للإصلاح بين الناس وطرح الخصومات بعيدا وأنه يحرص علي أن يكون الجميع متحابين وليس بينهم أي خصومات، مشيرا إلي أنه بجانب الحضرة يكون هناك اجتماع يوميا مع الأحباب لاعطائهم الإرشادات والنصائح التي تساعدهم في حياتهم وتحرم أجسادهم علي النار. أما عبدالحليم العزمي المتحدث باسم العزمية أن الطريقة العزمية تقوم بزيارات يوميا للمحافظات خلال شهر رمضان بجانب الحضرات التي تكون يوم الأحد من كل أسبوع بمسجد أبوالعزايم بالإضافة إلي الاحتفالات بغزوة بدر لليلة القدر وغيرها من الاحتفالات بجانب الدروس والتي تكون في شهر رمضان بصفة يومية. ومن جانبه أكد الشيخ محمود أبوالفيض شيخ الطريقة الفيضية أنه خلال شهر رمضان يكون هناك احتفالات واطعام للفقراء وإقامة موائد للرحمن وإقامة الحضرات التي تكون بصفة أسبوعية في أماكن مختلفة بجانب السرادق اليومي الموجود في مسجد القاهرةالجديدة الخاص بالطريقة الفيضية. تبادل اتهامات وإلي جانب هذا السباق الصوفي السلفي في رمضان تظهر الاتهامات المتبادلة لاسيما من السلفية التي وجهت نقداً لاذعا لحضرات وحلقات ذكر الصوفية حيث وصفتها بأنها طريقة مبتدعة لا أساس لها من الكتاب أو السنة وإنما هي من أهوائهم، حيث يؤكد الشيخ أسامة سليمان عضوممجلس أنصار السنة أن هذه الحضرات وحلقات الذكر ما هي إلا أمور محدثة في الدين وهي بدعة ليس لها علاقة بالدين أو بالعبادة لأن العبادات توقيفية وهم يأتون بأشياء من أهوائهم ليس لها دليل لا من الكتاب أو السنة. وأضاف أن من يأتي بعبادة جديدة فعليه الدليل وهذه الأشياء يأتي بها الصوفية لا دليل له ولا سند يقوي من موقفهم بصحة هذه العبادات، مشيرا إلي أن من يقول إن هذه الأشياء هي من باب البدعة الحسنة فهذا استخفاف بالدين لأنه ليس في الإسلام شيء اسمه بدعة حسنة لأن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة هي في النار وما هي إلا مبررات لأفعالهم لكي تجذب الناس إليها مستغلين اسم الدين في هذه الأفعال. من جانبها نفت الطرق الصوفية هذه الاتهامات التي وجهتها لها السلفية، حيث أكد عبدالحليم العزمي المتحدث باسم العزمية أن قولهم إنها بدعة غير صحيح وإن كانت بدعة فهي بدعة حسنة وذلك لما سئل عمر بن الخطاب عن صلاة التراويح فقال نعم البدعة هذه. أضاف أنه بدلا من الهجوم علي الصوفية والحضرات الأولي أن يهاجموا الخيام الرمضانية وغيرها لأن الحضرات يكون فيها ذكر وصلاة علي النبي وكل هذا ما أمر به رسول الله صلي الله عليه وسلم، كما أنه بدلا من هذا الهجوم أن يوجه أنصار السنة نظرهم للفقراء والمساكين ويصرفوا النظر عن الصوفية الذين يعبدون الله إلي ما لا يعبد الله وينتقدونهم أفضل. كما يؤكد الشيخ محمود أبوالفيض شيخ الطريقة الفيضية أن هذه الحضرات وحلقات الذكر هي تجميع للشباب بدلا من جلوسهم علي المقاهي أو الاتجاه إلي الإدمان مشيرا إلي أن من ينتقد من يجتمع علي ذكر الله هو منحرف فكريا أو مجنون ومن يقول إنها بدعة فهذا غير صحيح ولكن يجب الاعتراف بأن هذه الحضرات صحيحة ولكن هناك أخطاء في السلوكيات داخلها والجلوس للنقاش للوصول إلي الطريق الصحيح بدلا من المهاجمة طوال الوقت بدون دليل واحد والاكتفاء بقولهم بدعة فقط دون أن يذكر حتي ولو دليل صغير واحد.