تغمرني فرحة كبري كلما دعيت لحضور استلام طائرة جديدة لشركة مصر للطيران الشركة الوطنية الأم. هذه المرة التي سبقتها مرات عديدة كانت لمصانع الايرباص بتولوز لاستلام أولي الطائرات الجديدة من طراز الايرباص 033/003، وهي احدي خمس طائرات تصل تباعا لتدعيم الأسطول بجانب طائرات أخري من نوعيات مختلفة. كنا أشبه بأبوالعروسة وأمها ذاهبين لحضور حفل زفاف، فالطائرة كانت في أبهي صورة وأجمل مظهر بجانب ما تحويه من قمة تكنولوجيا الاتصالات والأمان والراحة، فهذه هي الأولي التي تزود بالقدرة علي الاتصال للركاب بالمحمول واستخدام النت بجانب كبر حجمها واتساعها فهي تستطيع نقل 103 راكب. قضينا ليلة استلام الطائرة وقبل الاقلاع بها داخل كابينة القيادة وكابينة الركاب كل منا يبدي اعجابه بشيء محصلته هذه الطائرة الجميلة. الكابتن علاء عاشور رئيس شركة الخطوط الجوية لمصر للطيران والذي قاد الرحلة للقاهرة مباشرة كان يدعو كل الحاضرين لجولة بصحبة »العروس« وكانت فرحة غامرة. من الصباح الباكر وعند التاسعة كانت الطائرة قد أقلعت بنا في رحلة تستغرق خمس ساعات ونصف الساعة ودار الحديث بيننا وبين مسئولي الشركة حول الامكانيات التي تحتويها الطائرة والدراسات الخاصة، بأن تكون كل طائراتنا علي نفس المستوي أو أكثر. والحقيقة أسعدني ان أعرف انه بعد ان تم تزويد بعض طائراتنا بخدمات تتعلق بأعمال رجال الاقتصاد والتجارة خاصة الاتصالات زادت حركة الركاب خاصة إلي أوروبا وبالذات لندن وباريس علي درجة رجال الأعمال وهي ظاهرة ايجابية ساهم فيها التسويق الجيد الذي قامت به عناصر الشركة المختلفة. ولكن أحزنني أن أعرف ان الطائرات الجديدة التي تخرج من مصانع الانتاج تتعرض خاصة الطائرات العريضة الجسم كالبوينج 777 والايرباص 033 أو 043 والتي تحتوي علي شاشات عرض بكل مقعد أو أجهزة اتصال لما يشبه الاعتداء خاصة اذا قامت برحلات إلي الدول العربية فالمعاملة من الركاب سواء مصريين أو عربا تتم بعنف في الاستخدام سواء علي المقاعد أو الشاشات أو حتي وسائل الانقاذ (لايف جاكت) الموضوعة تحت المقاعد يتم العبث بها أو اختفاؤها وهو ما يكتشف مع الأسف مع وصول كل رحلة وهو ما يحتاج بعد ذلك إلي اصلاح قد يؤخر رحلات أخري. قطعا لن نطالب الشركة في سبيل ان تحافظ علي الطائرات أن تعين علي كل راكب حارسا للمحافظة علي شكل وأجهزة ومقاعد الطائرة. الأمر يتعلق بسلوكيات يمكن أن نساعد في غرسها خاصة بضرورة أن نعلم الأطفال من صغرهم الحفاظ علي المال العام والممتلكات التي نملكها جميعا ومن بينها الطائرات التي ندفع فيها بالغالي. لا أتخيل ان طفلا يقوم بالقفز فوق المقاعد ويضرب بقدمه شاشات العرض بكراسي الطائرة ليحطمها أو أن يقوم راكب باستخراج أطواق النجاة للذكري أو بنزع أذرعة تشغيل التليفزيون من المقعد وقص سلكها للاحتفاظ بها مع انه لن يستخدمها في أي شيء. سلوكيات غريبة أتمني ان تختفي تماما من كل حياتنا وليس علي الطائرات فقط فلو كنتم معي ورأيتم جمال الطائرة خلال رحلتها الأولي من المصنع للقاهرة لقلتم معي ألف خسارة علي ما يحدث لمثلها بعد فترة من التشغيل بسبب سوء سلوك البعض. وألف مبروك لنا ولمصر الطائرة الجديدة.