بعد 8 سنوات من ادانته للحرب الامريكية علي العراق وبعد عامين من فوزه بالبيت الابيض وعد بانهائها سجل الرئيس الامريكي اوباما النهاية الرسمية للعمل العسكري الامريكي في العراق وذلك في خطابه يوم 2010/8/2 امام رابطة المحاربين القدماء حيث ذكر " كمرشح للرئاسة وعدت بأن اصل بالحرب في العراق الي نهاية مسئولة , وبعد تولي المنصب توقفت قليل اعلنت استيراتيجية جديدة في العراق و نقل المسئولية الكاملة للعراقيين , واوضحت انه مع 31 اغسطس 2010 سوف تنتهي المهمة القتالية وهذا تماما ما نفعله الان ووفقا للجدول الزمني. وهكذا مع نهاية هذا الشهر سوف تنخفض القوة الامريكية في العراق الي 50.0000 من قوتها الاصلية التي بلغت 144.000 اما القوة المتبقية فسوف تكون مهامها تدريبية وارشادية , ومن المقدر ان تغادر مع نهاية 2011. هذا التطور منذ الاعلان عنه مع بداية ادارة اوباما وبعد اعلانه الاخير اثار العديد من الاسئلة حول معاني هذا الانسحاب وتاثيراته علي الوضع في العراق ومستقبله وعلي الدور الامريكي فيه وعلي المنطقة . وقد بلورت الباحثة الامريكية في شئون العراق والشرق الأوسط Marina Ottaway هذه الاسئلة مؤخرا في: كيف سيؤثر غياب حكومة جديدة في العراق علي الانسحاب الأمريكي؟ هل يوجد قوة تستطيع أن تؤخر موعد انسحاب القوات الأمريكية في حالة ازدياد العنف والاضطرابات السياسية؟ ما الذي سيتغير عندما يقل تعدد القوات الأمريكية في العراق 50.000؟. إلي أي مدي تؤثر الولاياتالمتحدة في السياسة الداخلية للعراق؟ هل ستتقلص نفوذ الولاياتالمتحدة في العراق مع انسحاب قواتها؟ كيف ينبغي علي العراق أن تضمن أمنها في ظل تدخل أقل من الولاياتالمتحدة؟ ما الذي يجب أن تفعله الولاياتالمتحدة للمضي قدما في تعزيز الديمقراطية في العراق؟ هل وجود ضئيل للعراق من الممكن ان يؤثر علي نفوذ الولاياتالمتحدة في الشرق الاوسط؟ كيف يتصل الانسحاب من العراق بالحرب في أفغانستان؟ إلي أي مدي نجحت الحرب الأمريكية علي العراق؟ هل العراق الان في وضع أفضل مما كانت عليه قبل اجتياح الولاياتالمتحدة لها في عام 2003؟ في ضوء هذه الاسئلة تستخلص الباحثة: هناك توافق عام في الآراء داخل الجيش الامريكي ان قوات الامن العراقية تواصل إحراز تقدم ملموس وأنها أكثر استعدادا للحفاظ علي الاستقرار الداخلي. لكن لا تزال هناك نقاط ضعف مستمر في صفوف الجيش العراقي ، تتضمن عدم قدرتها علي التعامل مع اللوجستيات الخاصة بالعمليات الامنية. ان الناس في واشنطن يتساءلون الي اي مدي ستفقد الولاياتالمتحدة تأثيرها في العراق بعد انسحابها. موقف الإدارة الأمريكية الرسمي هو أن الولاياتالمتحدة لا يمكن أن يقاس تأثيرها من قبل عدد الجنود الامريكية علي أرض الواقع و ليس معني الانسحاب الامريكي من العراق ان نفوذها سوف يختفي او يقل في هذه المنطقة و لكن واشنطن مازالت تتمتع بالكثير من النفوذ و التأثير في العراق. سوف تظل الولاياتالمتحدة تحتفظ بوجود عسكري قوي في الشرق الاوسط. فهناك قوات امريكية في الكويت, قاعدة بحرية في البحرين , ووجود بحري في الخليج. و فيما يتعلق بالتساؤل حول مدي اتصال الانسحاب من العراق بالحرب في افغانستان و الي اي مدي نجحت الحرب الامريكية علي العراق و هل العراق الان في وضع افضل مما كانت عليه قبل اجتياح الولاياتالمتحدة لها عام 2003؟ تقول Marina Ottaway : هذا هو السؤال الذي سوف يناقشه المؤرخون علي مدي عقود كما من الواضح أن هناك نقاطا متضاربة للرأي, فالعراقيون أنفسهم مختلفون في مدي التأثير الذي أحدثه العراق. في حين ان هناك بعض الحنين لصدام حسين , ليس كل العراقيين يشعرون بأنهم كانوا أفضل من الآن بالمقارنة بالفترة التي سبقت الغزو في وهناك الكثير يشعرون بأنهم في وضع اسوأ بكثير. هذه هي الاسئلة التي يثيرها الانسحاب الامريكي من العراق، اما ما هو اهم فهو الدرس او الدروس التي يجب ان تستخلصها امريكا من هذه الحرب , في هذا يقول الخبير الامريكي الشهير JoeKleim مجلة تايم (61/8/0102) ان الولاياتالمتحدة في ضوء هذه التجربة لا يجب ابدا ان تذهب الي الحرب ما لم تتعرض للهجوم وان تكون تحت تهديد مباشر وعاجل وان تقول : ابدا لن يتكرر هذا. كاتب المقال: سفير سابق