في 2 يوليو الماضي.. كتبت في هذا المكان تحت عنوان »حماس تستعد للاستيلاء علي الضفة« قلت لا استبعد ان تكون حماس تقوم الآن بتدريب ميلشيات وفصائل عسكرية داخل الضفة الغربية للحظة الانقضاض علي ما تبقي من السلطة الشرعية وإزاحة السلطة الفلسطينية وفتح عن الحكم نهائيا. لم يكن هذا قراءة للكف واستطلاعا الغيب أو معلومات مخابراتية من السي - أي - آيه الامريكية أو غيرها. ولكنه كان قراءة لعقلية رجال حماس المتآمرة. ومراوغتهم في تحقيق المصالحة الفلسطينية. وتوقعا لتوجيهات سادتهم في إيران الذين يدفعون المال ويهربون السلاح لرفض أي مشروع سلام لتظل المنطقة في صراع دائم. ولم أكن أتوقع مفاجأة خالد مشعل الشيطان الاكبر لحماس بإعلانه السريععن هذه الرغبة. عندما أمسك بتلابيب الميكروفون من مخبئه في دمشق صارخا في رجالة بالضفة الغربية وسكانها بالانقلاب علي السلطة الفلسطينية وتغيير الواقع. قائلا إن الشعب الفلسطيني في مدن الضفة سوف يتمرد ويتغلب علي السلطة والواقع المزيف، وداعيا الي توحيد الصفوف في مواجهة السلطة وقادتها الكذابين حسب وصف مشعل. وأن الشعب الأصيل سوف ينتقض لتغيير هذه السلطة، التي تطعمهم من سحت اموال الدول المانحة، متناسيا بالطبع أن هذه الأموال هي التي يتم منها دفع المرتبات والانفاق علي سكان قطاع غزة الذي يسيطر عليه مشعل ورجاله.! لم أتوقع صراحة أن يكشف مشعل بهذه السرعة عن الوجه القبيح - والمعروف لدي الجميع- بطمعه في الاستيلاء علي الحكم في الضفة الغربية وطرد السلطة وقادة فتح وجميع الفصائل الفلسطينية من الساحة، ليظل مشروعه الانقلابي والدموي الهدف الأساسي لإشعال المنطقة نارا، ليرضي أسياده في ايران ويسمع الجميع ضحكاتهم الشيطانية علي الخراب والدمار. خالد مشعل تعجل الكشف عن المستور في باطنه وضمائر أعوانه، ليس بسبب ادعاءات منع بعض خطباء حركة حماس في الضفة، لأن يسبوا ويكفرو« قيادات السلطة، ولكن لأنه ارتجف وارتعد هو ومن يقفون وراءه عندما لاحت في الأفق بوادر المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل في واشنطن. وخشية أن تنجح هذه المفاوضات في وضع أسس جادة ومرجعيات سليمة لعملية سلام حقيقية. تنتهي باستقلال الشعب الفلسطيني وإقامة دولته. وهذا ما يرفضه مشعل وأسياده من تجار المقاومة، التي يتخذون منها ستارا لتحقيق طموحاتهم في منطقة الشرق الأوسط. مشعل يعلم اذا تم التوصل الي اتفاق سيتم عرضه، في استفتاء عام علي الشعب الفلسطيني بالضفة والقطاع ليقول رأيه بقبول هذا الاتفاق أو رفضه. فاذا وافق الشعب فماذا سيفعل مشعل وأعوانه وماذا سيكون مصيرهم. وهم يرفضون أن يكونوا مواطنين فلسطينيين بين عامة الناس أو مشاركين في مشروع سياسي سليم. فهل من الممكن ان يعود مشعل الي صوابه ويكون داعما ومساندا قويا لاشقائه في المفاوضات، في مواجهة العدو الأوحد اسرائيل. الاجابة بنعم صعبة المثال.. مثلما هي الحال في أمل أن يوافق نتنياهو علي حل عادل للفلسطينيين. مصيبة.. اتفق مشعل ونتنياهو علي القضية الفلسطينية.. ويجب أن تستعد السلطة لانقلاب حقيقي في الضفة تدبر له حماس..!