في معرض إفادته أمام لجنة التحقيق الإسرائيلية في جريمة أسطول الحرية.. قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن مجرد ظهوره أمام اللجنة يؤكد علي المعايير العالية التي تعمل في ظلها الديمقراطية في إسرائيل... بمناسبة وبدون مناسبة يتغني الإسرائيليون ومن والاهم بالديمقراطية الإسرائيلية ويروجون لمقولة باتت ممجوجة.. بأن إسرائيل هي واحة للديمقراطية في صحراء شرق أوسطية تعاني من الإستبداد والطغيان!.. الديمقراطية الإسرائيلية كذبة كبيرة.. وأسطورة أكثر من كونها حقيقة.. ولا أدري ما علاقة ذبح الجيش الإسرائيلي تسعة من نشطاء السلام الأتراك بدم بارد وفي المياه الدولية بكون إسرائيل دولة ديمقراطية !؟ الديمقراطية لا تعفي صاحبها من مسئولياته القانونية والأخلاقية أمام العالم. والادعاء بأن إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط فإنه مردود عليها.. ألا يتغني الأمريكيون وحلفاؤهم بالديمقراطية الوليدة في العراق وفي أفغانستان؟ وماذا بشأن الديمقراطية المتجذرة في الكويت وفي لبنان؟ وماذا بخصوص مصر؟ أم أن ديمقراطية إسرائيل من نخب أصيل لا تشوبه شائبة!؟ إسألوا مواطني إسرائيل من العرب عن الديمقراطية الإسرائيلية.. إنها ديمقراطية لليهود فقط بينما يحرم العرب من حقوق وموارد ويعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية ويحاصرون في كنتونات فقيرة ومحرومة من الخدمات الأساسية.. وبينما يحق لأي يهودي كان ممارسة حق العودة لأرض الميعاد.. حتي لو لم تربطه علاقة مباشرة بفلسطين.. يحرم ملايين الفلسطينيين من حقهم في العودة إلي أرض آبائهم وأجدادهم التي طردوا منها.. كل هذا ليس جديدا.. فالعالم يعرف حقيقة الفلسفة الصهيونية العنصرية.. وحتي كبار مؤرخي اليهود من أمثال شلومو ساند يعترفون بأن فكرة وحدة الشعب اليهودي أو الجنس اليهودي ما هي إلا محض إفتراء.. وفي كتابه »إختراع الشعب اليهودي« والذي كان من أكثر الكتب مبيعا في إسرائيل يقول ساند أنه لم يجد دليلا واحدا يؤكد فرضية الشعب المنفي وبهذا فانه يقوض حق العودة لليهود... أما الذين يروجون لديمقراطية إسرائيل كلما تشكلت حكومة.. أو جرت إنتخابات فانهم يغضون الطرف عن حقيقة أن ورطة الديمقراطية الإسرائيلية تكمن في فشلها في المواءمة بين الشوفونية اليهودية وبين إنسجام اسرائيل مع نفسها كدولة متعددة الإثنيات.. أما الجانب البشع لإسرائيل فهو حقيقة أنها دولة إحتلال واستعمار من الطراز الكلاسيكي.. فإسرائيل الديمقراطية تحتل بالقوة شعبا آخر.. وأرضا ليست لها منذ أكثر من 43 عاما.. وهي تمارس يوميا أبشع صنوف الإستبداد في الضفة الغربيةوغزة وهي بذلك لا تختلف عن أكثر الأنظمة طغيانا وظلما.. هذا هو الوجه الآخر الحقيقي لإسرائيل ولا يخفف من بشاعته أن الجلاد يمارس ديمقراطية حصرية!... إن جرائم إسرائيل بحق الإنسانية ليست إدعاءات أو إتهامات.. بل حقائق تؤكدها محاضر لجان التحقيق الدولية وتقارير المنظمات الإنسانية.. أما إحتلال إسرائيل وقضمها لأراضي الغير بغير وجه حق.. فتؤكده قرارات الأممالمتحدة وغيرها.. لقد مارست إسرائيل كل أنواع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني من قتل وإضطهاد وتشريد وتهجير وسلب للأرض وتفريغ لها. إن إسرائيل تحتل اليوم أكثر من مليونين ونصف المليون فلسطيني في الضفة الغربية.. وتتحكم في حياة نحو مليون ونصف المليون من أبناء غزة من خلال إحكام قبضتها علي المعابر.. أي دولة ديمقراطية في العالم تستطيع تبرير هذه الجرائم؟.. الديمقراطية ليست شهادة حسن سير وسلوك مفتوحة الأجل.. فاللصوص قد يتعاطون الديمقراطية فيما بينهم أيضا !!.