تصاعد امس الجدل بين ممثلي الكتل السياسية المختلفة في العراق إثر تحدي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي برفضها طلبه إعادة فرز الأصوات يدويا مما قد يؤثر علي الاستقرار وجهود إحلال الأمن والسلام بين الطوائف المختلفة. وطالب رئيس قائمة "العراقية" إياد علاوي منافسه رئيس ائتلاف "دولة القانون" نوري المالكي بقبول النتائج التي تعلنها مفوضية الانتخابات والانتقال السلس للسلطة ووقف لهجة التهديد والتظاهرات المفتعلة.وكانت قائمة "العراقية" قد واصلت تقدمها بشكل طفيف علي "ائتلاف دولة القانون" إثر فرز 95 في المائة من الاصوات. وقال مسئول في المفوضية إن "هذه النسبة تتضمن 53 بالمائة من تصويت العراقيين في الخارج". ولم يكن ممكنا معرفة النسبة المئوية للتصويت الخاص لكنها كانت نحو 80 بالمائة يوم الجمعة الماضي. ووفقا لاحصاءات المفوضية تتفوق قائمة علاوي علي كتلة المالكي بنحو 11 ألف صوت.وجاء الائتلاف الوطني بزعامة عمار الحكيم في المرتبة الثالثة . ومن المتوقع أن يحل التحالف الكردستاني رابعا. واعربت "العراقية" عن دهشتها لما "يحدث علي الساحة العراقية" وما وصفته ب"مظاهرات مفتعلة تقودها جهات من داخل حكومة تصريف الأعمال بالإضافة لتصريحات وبيانات تهديدية مبطنة باستخدام القوات المسلحة في حال عدم فوزها بالانتخابات".وقال المتحدث باسمها إن البيانات التي صدرت من قبل جهات رسمية لإعادة العد والفرز لا يمكن وصفها إلا بمحاولة للتدخل في شئون مفوضية الانتخابات المستقلة وشئون خبراء الأممالمتحدة، وهو ابتعاد عن السلوك الديمقراطي الذي يقضي بقبول النتائج دون محاولات خلق حالات فوضي واضطراب في البلد."واضاف إن المظاهرات التي "تقودها جهات حكومية معروفة هدفها الضغط علي مفوضية الانتخابات والأممالمتحدة أيضاً لتغيير النتائج لصالح تلك الجهات التي ابتلي بها العراق"واشار الي انه قد حان الوقت لكي تحمل هذه الجهات عصاها وترحل لتترك المجال للمخلصين من أبناء الشعب العراقي لقيادة البلد وإخراجه من المحن التي ابتلي بها ومحاربة الفساد والرشوة وسرقة المال العام وإقامة نظام عصري يعتمد علي الكفاءة والمعرفة." وأكد هاني عاشور المستشار الإعلامي للقائمة العراقية "ان التحالف والتفاهم مع ائتلاف دولة القانون اصبح صعبا ومعقدا بعد إصرار الأخير علي تشكيل حكومة أغلبية حزبية تناقض توجهات القائمة العراقية التي تتمسك بتشكيل حكومة شراكة وطنية". وكان رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات فرج الحيدري قد أكد في وقت سابق أنه ليس هناك أي داع لإعادة فرز الاصوات مشيرا الي ان جميع مراحل الفرز تمت بشفافية عالية وبحضور ممثلي جميع الكيانات المشاركة في الانتخابات وإن إعادة العد والفرز يحتاج إلي أسباب قوية جدا وأدلة رصينة. واعتبر الحيدري طلب كل من الرئيس جلال الطالباني والمالكي بإعادة العدّ مجرد مقترحات وليست أوامر أو قرارات، موضحاً أن المفوضية كانت قد وزعت علي المتنافسين في وقت سابق نتائج 11 ألف مركز اقتراع، لكن لم يصل إليها أي اعتراضات حولها.وأكد الحيدري أن النتائج النهائية للانتخابات ستعلن "في الساعة السابعة من مساء الجمعة المقبل"، مضيفاً أنه لا يمكن حتي الآن معرفة من الفائز في الانتخابات.. وميدانيا قتل عشرة اشخاص في هجمات متفرقة بانحاء العراق.واعلنت الشرطة العراقية مقتل اربعة اشخاص بينهم اثنان من اعضاء مجلس البلدية في مدينة الصدر بشرق بغداد برصاص مسلحين مجهولين. كما قتل ستة اشخاص واصيب خمسة آخرون في حوادث متفرقة.