سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اللقاءات والحوارات لا تقتصر علي رموز السياسة والأدب والفن .. وامتدت إلي الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة ومرضي السرطان الثقافة المصرية والتركية تحت سقف واحد
لا أعتقد ان الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي يتذكر الواقعة.. فقد كان ذات يوم يؤدي واجب العزاء في واحد من دور المناسبات، وعندما لاحظت وجوده توجهت ناحيته لأحييه ولأشيد بالدور الذي يلعبه المركز الثقافي المصري في اسطنبول في ظل ملحق ثقافي يجيد اللغة التركية بطلاقة ساعدته علي تحقيق تواصل مؤثر مع المجتمع التركي، وأصبح واجهة مشرفة لمصر في تركيا.. فاجأني الدكتور هاني هلال بقوله: تقصد الدكتور أحمد عبدالعال.. أنا من اختاره لهذا الموقع، وأتابع اداءه أولا بأول.. كم أسعدني تعليق وزير التعليم العالي، واسعدني أكثر ان تكون عيون المسئول تتابع المرؤوسين بهذا القدر من الاهتمام حتي لو كانوا في آخر الدنيا. وقتها كنت عائدا لتوي من زيارة عمل صحفية لاسطنبول اتيحت لي خلالها زيارة المركز الثقافي المصري، وتعرفت علي الدور الذي يلعبه في التواصل مع المجتمع التركي في مختلف المجالات.. ولكثرة وتنوع انشطة المركز خيل لي وكأنه قد تحول إلي قبلة يعشقها الاتراك، بدليل انه لا يمر اسبوع إلا ويستضيف احتفالية أو ندوة أو يقيم مهرجانا يمتزج ويتفاعل خلالها الفن والأدب وجميع الانشطة الثقافية التركية بمثيلاتها المصرية. من أجل ما رأيت وسمعت وقرأت كان لابد ان اتحاور مع الدكتور أحمد عبدالعال الملحق الثقافي في اسطنبول والذي يتحمل مسئولية المركز الذي تحول إلي منارة للتواصل بين المجتمعين المصري والتركي ليس فقط في مجالات السياسة والفن والأدب ولكن ايضا مع جمعيات المجتمع المدني ودور رعاية الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة ومرضي السرطان. دعم غير محدود ............؟ - يقول الدكتور أحمد عبدالعال انه لولا الدعم غير المحدود الذي يحظي به المركز من وزير التعليم العالي الدكتور هاني هلال والدكتور جابر أبوعلي وكيل الوزارة، ما استطعنا أن نقوم بكل هذه الأنشطة المتنوعة التي لفتت الانظار للمركز، وهو الأمر الذي دفع مختلف البعثات الدبلوماسية العربية والأوروبية لأن تهتم بدراسة التجربة المصرية وتسعي لتقليدها. ............؟ - قبل ان اتحدث بالتفصيل عن الندوات والمهرجانات والاحتفاليات الثقافية، أود أن اشير إلي الدور المهم الذي يلعبه المركز في رعاية المبعوثين الذين يحضرون إلي تركيا لاستكمال دراساتهم في الماجستير أو الدكتوراة، والذين زاد عددهم في السنة الأخيرة إلي الضعف، وذلك بعد الجهد الذي قام به المركز في التعريف بالتخصصات العلمية التي تتميز بها تركيا« والمنح التي يقدمها الجانب التركي لمصر، وبالفعل فقد قامت وزارة التعليم العالي بتسكين عدد كبير من الراغبين في الاستفادة من هذه المنح. عائق اللغة ............؟ - بالطبع هناك مشاكل كثيرة وعقبات يواجهها الطلبة الموفدون للدراسة في تركيا أولها عائق اللغة، والذي عانيت منه أنا نفسي عندما قدمت إلي جامعة انقرة لدراسة الدكتوراة.. وبسبب ما عانيته من احباطات بسبب اللغة، فإنني ابذل قصاري جهدي مع المبعوثين في هذا المجال، وكثيرا ما أروي لهم تجربتي حتي يطمئنوا إلي ان حاجز اللغة يمكن تجاوزه.. ولن تصدق إذا قلت لك إن اللغة كانت سببا في ان احدي المبعوثات بكت لاحساسها بأنها لا تستطيع التفاعل مع الدراسة باللغة التركية، واتخذت في لحظة احباط قرارا بالعودة إلي القاهرة وعدم استكمال الدراسة.. ولولا مساعدة المركز ما استطاعت ان تستكمل دراستها.. وهي والحمد لله تجيد فهم اللغة، وتنهل من العلوم التركية.. وعلي فكرة فإنه قد راودتني نفس الأحاسيس عندما كنت أعد للدكتوراة في جامعة أنقرة، ولولا مساعدة اساتذتي الأتراك، وبعض الطلبة الاتراك الذين درسوا في الأزهر وحفظوا الجميل لمصر والمصريين ما كنت قد استطعت أن استمر في الدراسة.. وقد بلغت درجة اتقاني للغة أن اكتب الدكتوراة باللغة التركية. ............؟ - في تركيا الآن 51 مبعوثا مصريا، ورغم أن الرقم يبدو بسيطا إلا أن هذا العدد من الدارسين المصريين لم تشهده الجامعات التركية منذ فترة ونحن نسعي لزيادته أكثر وأكثر، لأن تركيا دولة كبيرة، وتتمتع بتخصصات وتجارب علمية متنوعة يمكن أن تفيد دارسينا . أيام مصرية ............؟ - نقل الثقافة والتعريف بالحضارة المصرية هو أحد الأدوار المهمة التي يسعي المركز للقيام بها وذلك عن طريق عقد ندوات في مختلف المجالات.. علي سبيل المثال نحن نقوم بين الحين والآخر بتنظيم »أيام مصرية« بالمدارس والجامعات ومختلف المؤسسات التركية، تتضمن مسابقات ثقافية لتعريف التلاميذ والطلبة الأتراك بمصر حضارة وشعبا، وايضا للتعريف برموز الأدب والفن.. وخلال الشهر الماضي نظم المركز احتفالية في ذكري السيدة أم كلثوم حظيت باقبال كبير، حتي أن احد الفنانين الأتراك أصر علي المشاركة بغناء بعض أغاني كوكب الشرق رغم انه لا يعرف العربية علي الاطلاق.. وفي أحيان أخري نستضيف فرقا للفنون الشعبية والتي بهرت بادائها المتفرج التركي. ............؟ - نهتم في المناسبات الدينية بتنظيم احتفاليات مثلما حدث في مناسبة المولد النبوي الشريف التي استضفنا فيها القارئ والمنشد المصري الدكتور صلاح الجمل الذي أحيا الاحتفالية بمناطق مختلفة في مدينة اسطنبول.. وقد لاقي أداء الدكتور الجمل استحسان الاتراك والجاليات العربية والاسلامية التي دعوناها لحضور الاحتفالية. رموز السياسية والفن والأدب ............؟ - من حين لآخر نستضيف بعض رموز الفن والأدب والسياسة والدين لتعريف المجتمع التركي بهم عن قرب، وإتاحة فرصة التحاور بين الطرفين المصري والتركي، مثلما حدث عندما استضفنا الدكتور مصطفي الفقي للتحدث عن العلاقات المصرية التركية في الماضي والحاضر وايضا الأديب المصري العالمي جمال الغيطاني الذي تحدث عن الأدب المصري وتأثيره علي الأدب العالمي.. ومن اللقاءات المتميزة ايضا اللقاء الذي نظمه المركز في حضور الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية والذي حضره نخبة كبيرة من أبناء الجالية المصرية فضلا عن ممثلي السلك الدبلوماسي العربي والاسلامي، الذين انتهزوا فرصة وجود فضيلة المفتي لاستيضاح كثير من أمور الدين. ............؟ - بالطبع.. المركز يقوم في المقابل بدور مهم لتعريف المصريين بالثقافة والحضارة التركية، وذلك باستضافة بعض الشخصيات ورموز المجتمع التركي بين الحين والآخر للتحدث حول الأوجه المتنوعة للثقافة التركية والتأثير المتبادل بين الثقافتين المصرية والتركية.. وكثيرا ما ينظم المركز ورش عمل يشارك فيها باحثون من الجانبين بهدف تبادل الخبرات. تعليم اللغة العربية ............؟ - من الأمور الحيوية التي سعي المركز للاهتمام بها في الفترة الأخيرة هو البدء في فتح فصول لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها سواء من الأتراك أو الأجانب المقيمين في اسطنبول وايضا افتتاح مكتبة يوفر المركز من خلالها مجموعة من الكتب العربية والتركية التي تساهم في تسهيل نقل الثقافة والمعرفة بين الجانبين.. ونحن نبذل جهدنا وبدعم مستمر من وزارة التعليم العالي في تجهيز مكتبة مقروءة ومسموعة ومرئية لتوفير أكبر خدمة للراغبين في التزود من المعرفة، والتواصل مع الثقافة المصرية.. وفي سبيل تحقيق ذلك يقوم المركز بين الحين والآخر بإقامة أسابيع للافلام المصرية وبصفة خاصة في المناسبات والأعياد القومية والدينية، وهو الأمر الذي لاقي استحسانا من الجانب التركي. مشاركة الأطفال الأيتام ............؟ - نحن نتواصل مع كل فئات المجتمع التركي، حتي ذوي الاحتياجات الخاصة ومرضي السرطان والاطفال الأيتام نسعي لتعريفهم بمصر القديمة والحديثة، وذلك بدعوتهم بين الحين والآخر للمشاركة في انشطة المركز المتنوعة.. وقد قمنا في الفترة الأخيرة بالتعاون مع احدي دور الرعاية بتنظيم احتفالية قدم خلالها الاطفال الايتام عروضا لاقت استحسان المشاركين والمدعوين، وهو الأمر الذي دفع جمعيات تركية أخري لدعوة المركز المصري باسطنبول للمشاركة في مثل هذه الاحتفاليات بين الحين والآخر.