عبدالمحسن اكد إن الضغوط الحياتية تمثل الجانب الأعظم من »مصادر الألم« التي يشعر بها الإنسان وتمثل خطراً علي صحته وتوازنه النفسي إذا لم يتقبلها ويتعامل معها بنجاح..وخطورة الضغوط ليست فيما تسببه من ألم فقط..ولكن فيما ينتج عنها من آثار سلبية تدمر الفرد وسعادته وتدمر المجتمع أيضا..وأكد د. عبدالمحسن أنه لا توجد طريقة سحرية لوقف الضغوط الواقعة علينا ليل نهار لأنها من صميم الحياة ونواجهها من كل نواحي البيئة المحيطة بنا بداية من الأسرة والمدرسة والعمل وحتي الشارع.. وعدم التعامل الواعي مع الضغوط يتسبب في ضعف مستوي الأداء عند الفرد ويظهر ذلك في عجزه عن ممارسة مهام حياته اليومية وانخفاض الدافعية لديه للعمل والشعور بالإنهاك النفسي والإحباط والاكتئاب..! كما أن التوقعات المبالغ فيها تمثل ضغوطا أيضا شديدة الخطورة علي صحتنا النفسية..فدرب نفسك علي عدم التوقع الخيالي للأمور..ويجب أن ندرب أنفسنا وأولادنا علي تحمل المسئولية تجاه حياتنا وحياتهم..خاصة مع المسائل الإجبارية في الحياة..فالحياة لا تسير علي مزاجنا الشخصي..كما يجب أن نتدرب علي العمل تحت الضغوط المختلفة مثل ضغط انجاز العمل في وقته المحدد ونتعامل مع ضغط الوقت كمسألة إجبارية وليست اختيارية..فكل شئ في العالم يسير وفق خطة معينة تمثل ضغطا..والحياة من غير ضغوط هي الموت بعينه..! وقال من المؤكد أن الضغوط هي من نسيج الحياة ،خلق الإنسان في كبد، والحياة الخالية من الضغوط لم توجد بعد..وبالطبع هناك أساليب للتعامل مع هذه الضغوط ومعاناتها..وهي أساليب علمية مجربة وهي الحلول العملية والعلمية لإعادة توافق الإنسان مع حياته ولإكسابه الشعور بالسعادة رغم ما يقع عليه من ضغوط الحياة..فلابد لكل فرد أن يتعرف علي الأسلوب المناسب لمواجهة ضغوطه..وهنا تكمن الصعوبة..فحينما يتعامل الإنسان مع الموقف الضاغط"المشكلة" دون دراسته دراسة وافية فإنه يستجيب بطريقة ربما من شأنها أن تزيد من معاناته..فطريقة الفرد للنظر لضغوطه ولنفسه ممكن أن تزيد من الإحساس بالضغط والألم..! والتعامل الناجح مع الضغوط يدفعنا إلي الأمام.. أما الاستسلام للضغوط فيؤثر علينا وعلي جميع أجزاء جسمنا وأجهزته المختلفة.. فنشعر بالإعياء وبقلة النوم وعدم القدرة علي القيام بأقل مجهود عضلي..حتي العواطف تتأثر بالضغوط وتسبب هبوطا في المعنويات وتسبب الإحساس بعدم السعادة ونعايش حالة من الاكتئاب ونبدو سريعي الانفعال والاستثارة ونفقد الثقة بأنفسنا..! ويتطور الأمر إلي أعراض سلوكية تتمثل في الابتعاد عن الناس والهروب من العمل والانجاز وربما الانخراط في الكحوليات وأنواع الإدمان المختلفة.. ونجد من يروحون في نوبات حزن طويلة أو حتي نوبات ضحك متواصلة دون سبب و اضح ويصبح البعض غير مرن في التعامل مع الناس..وعلي المدي الطويل تسبب الضغوط أمراض القلب المختلفة والعديد من الأمراض الجسدية..وبداية لابد من تحويل الاتجاهات السلبية لدي الفرد إلي اتجاهات ايجابية حتي يمكن ان يرتقي وترتفع معنوياته وتتحسن صحته النفسية..قارن نفسك بما كنت عليه من قبل وليس فقط بالآخرين وستجد انك تقدمت ولو خطوة.. جسم هذه الخطوة وقلل من التوقعات الخيالية والوهم ولا تستسلم لما نسميه الكمال في كل شيء ..فمن ينشد الكمال دائما وفي كل شيء يقع تحت ضغط نفسي وألم لاينته.. تعلم انه ما من شئ كامل..والكمال خرافة.. لكن هناك اجتهاد لإنجاز الأعمال في أفضل صورة ممكنه الآن وليست أكملها..! وأشار د.عبد المحسن إلي طريقة بسيطة حين نتعرض للضغوط بعدم الاستسلام لها والدوران حولها ولكن بالتعامل مباشرة معها.. إن إدراك الفرد للضغط يعد من أهم الاستجابات الصحيحة الأولي لدي الفرد، ويعتبر رد الفعل لذلك الضغط. هو إدراك الفرد للتهديد المحتمل في المواقف الضاغطة، وهو اعتقاد الفرد بقدرته في مواجهة أو تجنب التهديد في ذلك الموقف، وهو الجانب الأهم. لقد زاد الاهتمام بالوسائل والطرق التي يلجأ إليها الفرد لدرء الخطر الذي يواجهه يومياً في حياته.. ومن اهم الطرق التفكير العقلاني أمام الضغوط..فلابد من دراستها من جميع جوانبها وبحث مسبباتها وكيفية التعامل معها..ثم البدء في تنفيذ خطة لمجابهتها وعدم تركها تستفحل ولا تنسي دائما ان تأخذ راحة وتتعود علي المشي والقراءة والاستماع إلي الموسيقي التي تحبها والتأمل فيما حولك والتدبر في الحياة وعدم نسيان نفسك والصلاة والرياضة واقلها المشي.. ووسع دائما دائرة اهتماماتك وهواياتك واكسب أصدقاء بقدر ما تستطيع..وتعلم التسامح مع الآخرين ..التسامح أعظم دواء للإنسان وأقوي طريقة للتعامل مع الضغوط.