ليس بمستغرب أبدا ان »تتحمس« المحظورة داخل قاعة مجلس الشعب المصري مطالبة بإلغاء اتفاقية السلام لأنها »ملعونة« وضرورة طرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، وسحب السفير المصري من تل أبيب.. وباختصار العودة إلي ذات أجواء ما قبل نصر أكتوبر 3791، وفي ذلك فإن »حماس« المحظورة الواضح، والزائد عن حده ليس أبدا لان مصر مهددة، لا سمح الله، ولكن لان هناك شبهة تهديد لإمارة حماس في قطاع غزة، ومن ثم انفعلت »المحظورة« دفاعا عن حماس حتي لو كان ذلك علي حساب توريط مصر مرة أخري في هذا الصراع الملغوم بكل أشكال العمالة، والمزايدات، والخيانات! وخلال الاجتماع المشترك أول أمس للجنة العلاقات الخارجية والشئون العربية بمجلس الشعب كان أن تصدي المهندس أحمد عز لهذه الديماجوجية مرددا الشعار الذي تبناه المصريون منذ نصر أكتوبر، والذي يؤكد ان »مصر أولا« وأنه لا مصلحة تعلو فوق مصلحة مصر، وان المصرية أهم من أي جنسيات أخري.. ومصر لن تكون أول من يبكي علي الفلسطينيين الذين ينبغي ان يبكوا علي أنفسهم أولا ثم بعد ذلك تبكي عليهم مصر.. ففلسطين قضية تمس الأمة بأكملها وليس مصر وحدها.. وأن مجئ أي إنسان قبل المواطن المصري يكون مخالفا للدستور ومفهوم الوطنية.. وكده يبقي عدانا العيب«. كلمات شجاعة وصريحة ليس فيها نفاق أو مجاملات يسدد الوطن فواتيرها الباهظة التي طالما سددها وحده، منذ بداية هذا الصراع المشئوم، والملغم بكل ألوان الطيف المخادع والبراق، كلمات يتبناها الآن كل مواطن مصري بعد تجارب طويلة ومريرة مازال بيننا من يتبجحون مطالبين بتكرارها! وفي النهاية، فإنني وان كنت أحيي أحمد عز علي هذه الشجاعة والقدرة علي مواجهة هذا الغثيان، فانني تعليقا علي عبارته: »كده يبقي عدانا العيب« أقول له ان »العيب عدانا منذ أمد طويل وبعيد«!!