شن نواب الحزب الوطنى بمجلس الشعب هجوماً حاداً على إيران وسوريا وقطر وحزب الله وحماس خلال مؤتمرهم الذى عقدوه أمس بالبهو الفرعونى بمقر مجلس الشعب، واستمر عدة ساعات لمساندة ضحايا العدوان على غزة. وصل الهجوم إلى وصف النائب أبوبكر الحداد لأمير قطر بأنه «خان أبوه وليس بعيداً عنه خيانة القضية الفلسطينية» للدول التى لم تقدم شيئاً للقضية الفلسطينية. وأكد د. مصطفى الفقى أن الأوضاع تغيرت، فمن يعمل من أجل القضية الفلسطينية أصبح متهماً، ومن يناور يوجه الاتهام، موضحاً أن حركة التحرر الوطنى كانت لها حسابات وليست عمياء تندفع بلا وعى مشدداً على أن الإسلام الحقيقى لكل المسلمين وليس حكراً على أحد ولا يجب المزايدة على دور مصر.. ورفض الفقى اقتراح طرد السفير الإسرائيلى أو سحب السفير المصرى، موضحاً أنه أمر سلبى خاصة أن مصر لها تحركات دبلوماسية كثيرة لصالح الفلسطينيين. وأشار السفير محمد بسيونى إلى أن الأزمة تعكس صراعاً واضحاً بين معسكرين، الأول يقوده الرئيس مبارك من أجل تحقيق الأمن والسلام فى النطاق، والثانى يدعو للتصعيد وتقوده إيران لأهداف خاصة بها مع سوريا وحزب الله متهماً إيران وسوريا وحزب الله وحماس باختزال القضية فى معبر رفح رغم أنه مفتوح للمساعدة الإنسانية. وشدد د. أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطنى، على أن دعم نضال الشعب الفلسطينى لا يتحقق بالكلمات أو الصراخ والصوت العالى، ولكن من خلال العمل الجاد، مشدداً على ضرورة الوقف الفورى للعدوان الإسرائيلى ودعوة حماس والفصائل الفلسطينية لقبول المبادرة المصرية. كما طالب عز بتوثيق الجرائم الإسرائيلية من استخدام أسلحة محرمة دولياً لبحث الخطوات القانونية لاتهام بعض المسؤولين باعتبارهم مجرمى حرب أمام المحاكمة الجنائية الدولية. وأوضح د. عبدالأحد جمال الدين أن مصر ليست بحاجة إلى دروس من أحد ولا يمكن لأحد المزايدة عليها بالشعارات. ووصف النائب أبوبكر الحداد صواريخ حماس ب «الأتارى» وانتقد أمير قطر قائلاً لقد خان أبوه مش هيخون القضية الفلسطينية. وشدد محمد كمال على ضرورة الدعوة للم الشمل الفلسطينى والتركيز على قضية الاحتلال كما أدان الإدارة الأمريكية والرئيس بوش. وبعد الموعد المحدد بأكثر من ساعة عقد نواب الإخوان والمعارضة مؤتمرهم الصحفى خارج المجلس على الرصيف وسط عدد قليل نسبياً من الصحفيين ومراسلى الفضائيات، بعد انشغال عدد كبير منهم بمؤتمر الحزب الوطنى داخل المجلس. قال الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، إن الاعتصام يحمل رسالتين.. الأولى للتضامن مع أهالى غزة الذين يتعرضون للإبادة اليومية، والثانية للاحتجاج على رفض الحكومة مطالب نواب الإخوان والمعارضة والمستقلين للتعامل مع الأزمة، ومن بين أبرز هذه المطالب الوقف الفورى لإطلاق النار فى غزة وإعادة النظر فى اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وطرحها للاستفتاء الشعبى مرة أخرى، وفتح معبر رفح، ووقف تصدير الغاز المصرى لإسرائيل، وطرد السفير الإسرائيلى من القاهرة، وسحب السفير المصرى من تل أبيب، ولفت الكتاتنى إلى قيام النواب بتسليم هذه المطالب إلى رئاسة الجمهورية، ولم ترد «الرئاسة» حتى الآن واكتفت ببيان هزيل ملىء بالمغالطات لوزير الصحة أمام مجلس الشعب. وأشار النائب محمد العمدة فى كلمته إلى ما سماه «مشروع الشعب العربى» الذى يتبناه عدد من نواب المعارضة ويتضمن إلغاء معاهدة كامب ديفيد، وطرد القواعد الأمريكية فى الدول العربية، وسحب الأموال العربية من البنوك الأمريكية والأوروبية. وقال النائب حمدين صباحى إن المقاومة الفلسطينية حققت نصراً مهماً حتى الآن، لأن إسرائيل فشلت فى مهمتها بتصفية فصائل المقاومة، كما أن هذه المقاومة كشفت أيضاً حجم العجز العربى والتواطؤ العالمى فى مواجهة جرائم إسرائيل، واتهم صباحى النظام المصرى بالمسؤولية عن العجز العربى، ووصف الدبلوماسية المصرية بأنها مهترئة، ولم ترق لإمكانيات مصر. وفى رسالة للرئيس مبارك قال النائب مصطفى الجندى: «زى ما سمحت لابنك بالذهاب لحدود رفح.. اسمح لابنى أن يذهب إلى هناك مثله».