شهد مجلس الشعب، أمس، «مباراة سياسية» بين نواب الحزب الوطنى، و«منتخب» نواب المعارضة، والإخوان، والمستقلين، حول المواقف المختلفة من «أزمة غزة» انتهت بالتعادل دون أهداف. المباراة بدأت عندما عقد نواب «الوطنى»، مؤتمرهم فى الحادية عشرة صباحًا بالبهو الفرعونى، قبل بدء نوب المعارضة والإخوان اعتصامهم فى الحرم الخارجى للمجلس بنحو الساعة. وانتظر نواب «المنتخب» انتهاء مؤتمر «الوطنى»، حتى يتسنى لهم عقد مؤتمرهم الصحفى دون فائدة، ووصلوا إلى «يقين» بأن نواب الوطنى لن ينهوا مؤتمرهم، قبل أن ينهوا هم مؤتمرهم أولاً، فبدأوا عقد مؤتمرهم الصحفى على «رصيف» المجلس. ورغم اتفاق الفريقين - الوطنى والمعارضة - على إدانة المجازر الإسرائيلية فى غزة، وضرورة دعم المقاومة الفلسطينية، فإنهما اختلفا بوضوح فى تقدير تعامل النظام المصرى مع الأزمة. «المنتخب» حمّل النظام المصرى مسؤولية العجز العربى الراهن، وانتقد أداء الدبلوماسية المصرية، ووصفه بأنه «خال من النخوة». وتمسك نواب المنتخب بمطالبهم التى رفضتها الحكومة ودفعتهم للاعتصام، ومن بينها إلغاء اتفاقية السلام مع العدو الإسرائيلى، ووقف تصدير الغاز، وقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية معه، وفتح معبر رفح، ودعوا لضرورة امتلاك الدول العربية الأسلحة النووية أسوة بإسرائيل. فيما أشاد نواب الوطنى بحنكة الرئيس مبارك فى التعامل مع الأزمة، وشنوا هجومًا حادًا على كل من سوريا وإيران وقطر وحزب الله وحركة حماس، وقالوا: «مصر ليست بحاجة إلى دروس من أحد، ولن يتم السماح بالمزايدة على مواقفها»، مطالبين جميع الأطراف بالموافقة على المبادرة المصرية لإنهاء العدوان على غزة.