في لبنان.. كل شيء يتغير- إلا حزب الله- ظل كما هو علي حاله- يتمترس وراء مواقفه ومعتقداته، يسعي الي تحقيق اجندته السياسية، حتي لو دفعت الدولة الثمن من امنه واستقراره، الامور في البلد، تسير باتجاه التهدئة والحزب يسعي الي استمرار التوتر، وافتعال الازمات، وبدء حملة تخويف في عودة للحرب الاهلية، يدعو الاطراف السياسية الاخري الي اعادة النظر في مواقفها والقيام بمراجعة حقيقية لها، وينسي نفسه، ولا يعقل هو ابدا، رغم ان الاطراف الاخري فعلت ذلك، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء اللبناني الذي اعترف في شجاعة نفتقدها عربيا، بان اخطاء ارتكبت في تيار المستقبل، اختلف الرجل بشكل جذري، اصبح اكثر خبرة ونضجا ومسئولية حتي في نظرته الي القضية الاهم في حياته، وهي معرفة من وراء اغتيال والده عندما سئل عن هذا الامر، غلبت المصلحة الوطنية عن الشعور الخاص، تراجعت لديه فكرة الانتقام والثأر، فهو الآن رجل دولة، حتي ما نقله عنه زعيم حزب الله، حسن نصر الله عما دار في لقاء خاص بينهما بانه اذا صدر قرار المحكمة الدولية ضد عناصر حزب الله واستعداده للخروج علنا للاشارة بانه لا علاقة للحزب بهم، باعتبارهم عناصر خارجة عنه. صحيح ان مصادر مقربة من الحريري، نفت حدوث مثل هذا الحوار، إلا انه يحسب له، وليس ضده، حتي علاقاته مع سوريا اصبحت اكثر متانة بعد زيارته الاولي العام الماضي، والثانية منذ ايام، يسعي الي ارساء اسس علاقة جدية وصحيحة واخوية مبنية علي الصراحة والتشاور، وهل ازمة حزب الله شعوره بان الخناق بدأ يضيق عليه، وهوما كشف عنه حسن نصر الله نفسه، عندما اشار الي معلومات لم يذكر مصدرها، وان كانت قد تعززت بعد التحقيق مع عدد من عناصر الحزب امام لجنة التحقيق الدولية التابعة للمحكمة، بان قرار الاتهام، سيقم بتبرئة سوريا من تهمة اغتيال الحريري، واتهام عناصر من حزب الله، الذي اقام الدنيا ولم يقعدها، اعاد من جديد، لهجة التخوين، خاصة بعد الكشف عن شبكة عملاء في لبنان لاسرائيل في شركات الاتصالات، اصبح علي يقين بأن التطورات الاخيرة، لا تسير لصالحه، فاعاد لهجة التهديد والوعيد واعاد الاذهان الي ما حدث عام 8002 عندما استولت عناصر الحزب علي العاصمة بيروت بررت ايضا بانه سيدفع ثمن المصالحة السورية- اللبنانية والتي تتم برعاية سعودية، وان طهران بعيدة عن محور اقليمي ذي طابع اقتصادي، يضم سوريا ولبنان والاردن وتركيا، فتحول حسن نصر الله الي »شمشون لبنان« شعاره »عليّ وعلي كل لبنان« ولا مانع في سوريا، اذا فكرت في فك تحالفها الاستراتيجي مع الراعي الرسمي »ايران«.