كوكاردو: »cacardeauيقول « من احتكاك الإحساس بالإحساس والرأي بالرأي تتألق الحقيقة ويكون لها ضياء. والذي - لا مرية فيه - أن مقارعة الحجة بالحجة توصل إلي الحق الذي يسفر عن العدل، والعدل أساس الملك، والعدل هو رسالة القاضي، وكما ذكر الفيلسوف »fermi«: إن الأحكام التي تصدر بسرعة تكون في الغالب الأعم في منأي عن محجة الصواب. والفيلسوف العظيم أرسطو في كتابة »de mundo« يدعو الي أن يتشرب القاضي منذ حداثة عهده بحب العدل وأن يسلك سبيله. وبإمعان نظر، وإنعام فكر - أصدر المستشار عبد المجيد محمود النائب العام قراره - الذي هو كالحكم سواء بسواء - بحفظ البلاغات المقدمة ضد كتاب ألف ليلة وليلة، وهو الكتاب الذي أسس علي (فن الحكي) في لغة الضاد، وترجم الي اللغات الحية. ودحض النائب العام اتهام الكتاب بالاحتواء علي العديد من العبارات التي رأي فيها البعض إزدراء للدين الإسلامي وخدشاً للحياء العالم قائلاً: »إن هذه الاتهامات بعيدة عن كل البعد عن فكرة انتهاك حرمة الأخلاق«. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر - كما يقال - فلقد سبق وأن ألصق بالعديد من التواليف الأدبية مثل ما وجه الي الكتاب المذكور ويزخر التاريخ بروايات سار الحال معها علي هذا المنوال، مثل: رواية دي كاميرون (الأيام العشرة) وكتاب مدرسة البنات (5661) لمؤلفه ميشل ميليلوث، وكذلك كتاب (الكاما سترا - الهندي) الذي نشر عام 5781. ناهيك عن غيرها من الكتب المغضوب عليها من بعض شانئي الفكر. وأنصف القضاء في الدول - صاحبة هاتيك الكتب - ما وجه إليها من سهام وأخلت سبيلها بعد القبض عليها ومصادرتها. إن قرار النائب العام المستشار/ عبد المجيد محمود أثبت بما لا يدع - مجالاً للجاج - أن في مصر قضاء.. وأن في مصر قضاة.. كما أكد ان حرية الفكر المستنير لها رجالها.. ولها مفكروها. كاتب المقال: الرئيس بمحكمة استئناف القاهرة. والمستشار القانوني السابق للأمانة العامة لمجلس الوزراء.