كلفت بالسفر إلي ماليزيا منذ أيام لتمثيل وزارة السياحة في المؤتمر الدولي للسياحة البيئية بالعاصمة كوالامبور وهو النشاط السياحي المتنامي بسرعة هائلة علي الساحة الدولية ويجذب نصف اجمالي السياحة الواردة للولايات المتحدةالامريكية وهو النشاط الذي تخصصت فيه منذ عام 7991. ورحلتي هذه تستحق التسجيل. الرحلة علي طائرات مصر للطيران مباشرة من القاهرة الي كوالامبور تقطعها الطائرة في عشر ساعات. وقبل الخوض في تفاصيل المعلومات التي استقيتها من المطبوعات والمحاضرات والمناقشات الثرية التي تمت خلال فاعليات هذا المؤتمر والذي شاركت فيه ست وعشرون دولة بالاضافة لعدد كبير من المؤسسات الدولية العلمية والتعليمية يهمني تسجيل ان الوعي السياحي والبيئي لدي الشعب الماليزي متكامل ورفيع المستوي والحكومة تدعم هذا الاتجاه بكامل امكانياتها والنتائج والتوابع مبهرة بكل المقاييس فالجميع يحمي الحياة بكل اشكالها لذلك ستتضاعف السياحة رفيعة المستوي لماليزيا وما يتبع ذلك من دخل قومي هائل يرفع هذه الدولة لمصاف الدول الغنية المتقدمة. مساحة ماليزيا حوالي ثلاثمائة وثلاثون ألف كيلو متر مربع أي ثلث مساحة مصر وتجذب حوالي ثلاثة وعشرين مليون سائح سنويا لتحقيق دخل يبلغ ثمانية عشر بليون دولار في العام وتتزايد مع الاشارة إلي أن مصر مساحتها مليون كيلو متر مربع وبها عشرات الاضعاف من عناصر الجذب السياحي لو قورنت بماليزيا وبسبب القيود المتزايدة والمتضاعفة علي النشاط السياحي المصري تمكن هذا النشاط بصعوبة من جذب اثني عشر ونصف مليون سائح العام الماضي وحقق للدخل القومي أحد عشر مليار دولار ولنا ان نتخيل لو رفعت كل القيود والرسوم المفروضة علي السياحة المصرية وسمح لها بالانطلاق اسوة بالحادث في جميع دول العالم فسيحقق هذا النشاط خلال سنوات محدودة حوالي ثلاثين مليار دولار دون مبالغة للدخل القومي نحن في اشد الحاجة له فالسياحة هي عماد مستقبل مصر. المؤكد دون منازع شعب ماليزيا خليط من الملايا والصينين والهنود واصول اخري اجمالي عدد سكانها حوالي ثمانية وعشرين مليون نسمة منهم خمسة وستون في المائة مسلمون وتسعة عشر في المائة بوذيون وتسعة في المائة مسيحيون وستة في المائة هندوس وديانات اخري وأرض ماليزيا منقسمة ببحر الصين الجنوبي فالنصف الغربي يقع بشبه جزيرة اقصي الطرف الجنوبي الشرقي لآسيا وتشارك تايلاند في الحدود اما النصف الشرقي فيقع بشمال جزيرة بورينو وتشارك اندونيسيا في الحدود. اختيار ماليزيا كدولة مضيفة للمؤتمر الدولي للسياحة البيئية كان اختياراً زكياً وموفقاً لانها بلاشك من الدول المتقدمة في هذا المجال وتعتبر احد رموزه ففيها ثلث النباتات المزهرة علي مستوي العالم منها حوالي ألفين وخمسمائة نوع من الاشجار المزهرة وكم هائل من النباتات رائعة الجمال والفريدة من حيث الشكل والالوان. وأشير لبعض من النباتات الفريدة التي شاهدتها ومنها النابنط وهو نبات ابريقي الشكل أطول من كف اليد له غطاء مفتوح وداخل هذا الابريق النباتي سائل سكري يجذب الحشرات والتي ان دخلته أطبق عليها الغطاء لتغرق الحشرة ويتم هضمها تماما. وهناك الفواكه الغريبة مثل الدوريان والملقب بملك الفواكه الاستوائية وهو في حجم البطيخة الصغيرة قشرتها كلها نتوءات مدببة حادة كالشوك إذا تم شقها لالتهام قلبها انبعثت منها رائحة كريهة جدا رغم ان مذاقها حلو ومحبب وهو ما دفع جميع فنادق اسيا حظر دخول هذه الفاكهة للفندق وذلك بوضع يافطات نحاسية كبيرة بجوار مداخل الفنادق ومصاعدها مطبوع عليها ممنوع دخول فاكهة دوريان. ونبات كيلادي والذي تشبه اوراقه أوراق القلقاس او اذن الفيل لكنها عملاقة حيث يبلغ قطر الورقة الخضراء الواحدة اربعة امتار وهناك اكبر زهرة في العالم وتلقب برافليسيا حيث يبلغ قطرها حوالي المتر ووزنها سبعة كيلوجرامات وتستغرق تسعة شهور حتي تتفتح ويدوم تفتحها حوالي خمسة أيام فقط خلالها تفرز رائحة نتنة لجذب الحشرات اليها بغرض اللقاح والانتشار. أخيرا لديهم أكبر فاكهة في العالم والملقبة بجاك فروت وهي تشبه الشمامة لكن قشرتها خشنة جدا ومتعرجة ويبلغ طولها مترا كاملا وقطرها نصف متر ووزنها أربعون كيلو جراما وهي تتدلي من ساق شجرتها او من الفروع السميكة ولها رائحة كريهة عند شقها وتؤكل كخضار اذا لم يكتمل نضجها وكفاكهة اذا نضجت وينصح عند تقطيعها بدهان اليدين والسكين ومسطح التقطيع بزيت لان قشرتها تفرز مادة صمغية.