تقرر عقد قمة الصلب العربية القادمة في العاصمة اللبنانية بيروت لدراسة تطورات صناعة الصلب في المنطقة العربية وبحث فرص تكاملها ومناقشة حركة العرض والطلب واحدث تكنولوجيات الانتاج. وقال المهندس علاء أبو الخير رئيس غرفة الصناعات المعدنية والعضو المنتدب لشركة حديد عز التي تترأس الاتحاد العربي أن قمة الصلب لا يصدر عنها توصيات ولا ترفع نتائجها للحكومات ولا يشارك فيها رؤساء حكومات أو وزراء ومع ذلك تتدافع الدول لاستضافتها وتخصص المراقبين لمتابعتها وتقف مليارات الدولارات من الاستثمارات ترقب اتجاهات الرفع فيها حتي تتوجه الي بلدان بذاتها للاستفادة من الفرص الواعدة بها.. وأضاف أبو الخير أن قمة الصلب قبل ايام كانت من القمم الكاشفة حيث عرضت كل الدول الاعضاء مواقف صناعة الصلب فيها وأوضحت ان هناك طاقات صناعية ضخمة بصدد الدخول الي السوق قريبا لتغطية الطلب المتزايد علي منتجات هذه الصناعة سواء حديد التسليح أو الحديد المسطح باستخدام تكنولوجيات حديثة. وأوضح ان كل منتجي الصلب العربي يحددون خططهم وبرامجهم علي ضوء كم المعلومات والمناقشات التي تدور في القمة وهي كلها معلومات في غاية الشفافية بلا أهواء أو اسرار. »الأخبار« تابعت قمة مراكش التي جرت علي مدي يومين حيث تمت بحضور 013 مشاركين من 73 دولة منها 02 دولة أجنبية إلي جانب 71 دولة عربية، وكانت الأمطار الكثيفة التي ظلت تسقط علي مراكش قبل المؤتمر بأسبوع سببا في فرش بساط المدينة باللون الأخضر الزاهي وكأنما هي تبارك هذه الاجتماعات التي تواكب افتتاح المغرب لمشروع انفقت عليه أربعة أعوام واكثر من 005 مليون دولار لانتاج 5.1 مليون طن من لفائف وألواح الصلب وصلت به إلي ما قبل الاكتفاء الذاتي مباشرة.. وإمعانا في الشفافية فتحت المغرب أبواب مصنعها الجديد للزوار لتفقده والتعرف علي تكنولوجياته أمام خبراء ومتخصصين لا تفوتهم فائتة!!.. وقد تولي المهندس علاء ابوالخير رئيس غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات المصرية رئاسة الوفد المصري، وتولي ايضا رئاسة الجلسة الافتتاحية ثم الجلسة الفنية التالية لها وأدارها ببراعة وحنكة.. كما ألقي كلمة الافتتاح نيابة عن المهندس احمد عز التي اعدها بنفسه ليلقيها في افتتاح المؤتمر. ولم تكن هذه الورقة المصرية التي قدمها المهندس علاء أبوالخير هي الوحيدة في المؤتمر وإنما قدم جورج متي خبير التسويق الدولي ومدير قطاع التسويق بحديد عز ورقة مصرية أخري محتشدة بالمعلومات عن صناعة الصلب المصرية ومؤشرات استمرار النمو القوي في السوق المصرية عام 0102.. كان ابرزها ان الزيادة في الطلب علي منتجات الصلب في مصر بلغت العام الماضي وحده 04٪ بسبب النمو السكاني والتوسع في إنشطة البناء وانخفاض اسعار البيع بمعدلات بلغت أكثر من 05٪ عن أعلي نقطة للاسعار في عام 8002 مما شجع المقاولين علي الاسراع بإنهاء مشروعاتهم تحت التنفيذ تحسبا من ارتفاع طارئ في الاسعار. أما المعلومة المثيرة الثانية فهي أن انتاج الصلب المصري بلغ 5.6 مليون طن عام 9002 بانخفاض 8٪ مع ارتفاع مذهل في حجم الواردات قفز من صفر عام 8002 إلي 7.2 مليون طن عام 9002 كلها جاءت من طاقات فائضة في البلدان المصدرة مدعومة بأسعار منخفضة جدا.. وهو ما أدي إلي انخفاض كبير في الحصة السوقية للمنتجين المحليين وجعل مصر ثاني أكبر دولة في الشرق الاوسط في استيراد حديد التسليح عام 9002. ورغم الوضع المصري بعد اقتحام الحديد التركي إلي اسواقنا وحصوله علي قرابة نصف حصة الصناعة الوطنية السوقية إلا ان المهندس علاء أبو الخير رئيس المؤتمر اظهر تفاؤلا يحسد عليه.. فقد اكتمل ملف الإغراق الذي قدمه الصناع المصريون إلي جهاز مكافحة الدعم والاغراق بوزارة التجارة والصناعة ولم يبق إلا بدء اجراءات التحقيق وسط تفاؤل شديد من جانب الصناع بأن يتخذ المهندس رشيد محمد رشيد قرارا بفرض رسوم حماية مؤقتة لحين انتهاء التحقيق مثلما فعلت وتفعل دول عديدة في المنطقة بما فيها تركيا نفسها التي تضع 51٪ جمارك علي أي واردات حديد لأسواقها حماية لصناعتها الوطنية. وكان آخر ما قاله علاء أبوالخير للوفد الاعلامي المرافق للوفد المصري ان المنتجين المصريين لا يرفضون الآخر ولا يمتنعون عن المنافسة الشريفة كل ما يتطلعون إليه هو المنافسة العادلة والشريفة التي يدخل بها الحديد المنافس إلي السوق المصري بأسعاره الحقيقية.