طالب أحمد عز رئيس الاتحاد العربي للصلب الحكومات العربية باتخاذ إجراءات لحماية صناعة الصلب من عمليات الإغراق الخارجية التي تتعرض لها وفقا لجريدة العالم اليوم. وتوقع أن يشهد العام القادم زيادة في معدلات نمو الطلب على منتجات الصلب العربي بنسبة 15% وهو ما يضع المنطقة العربية على رأس المناطق ا لواعدة في العالم في جذب الاستثمارات خاصة أن الواردات ما زالت تمثل نصف الاستهلاك تقريبا وهو ما يجعل هناك متسعا لإضافة طاقات إنتاجية لتلبية احتياجات الأسواق المحلية. وأكد عز خلال كلمته التي ألقاها نيابة عنه المهندس علاء أبو الخير العضو المنتدب لمجموعة العز الصناعية أمام قمة الصلب العربية بمراكش أن التحدي الذي يواجه منتجي الصلب العربي هو زيادة تكاليف الخامات بمعدلات أكبر من قدرة المنتجين على زيادة أسعار المنتجات النهائية وهو ما يضغط على ربحية المنتجين ويؤدي لتوتر الأسواق والمعاناة، مشيرا إلى أن صناعة الصلب العربية والأجنبية واجهت أصعب فتراتها خلال العام الماضي متأثرة بتدهور اقتصادي لمناطق عديدة من العالم. وأشار إلى أن الصين مستمرة كلاعب رئيسي بسوق الصلب العالمي حيث زاد إنتاجها من 182 مليون طن عام 2002 إلى 577 مليونا عام 2009 بمعدل نمو 2.2% كما قفز استهلاكها من منتجات الصلب النهائية من 185 مليون طن إلى 526 مليونا عن نفس الفترة بزيادة 184% وشدد عز على أن ما ينبغي التوقف عنده هو التحول في دور الصين التجاري من مستورد صاف للصلب حتى عام 2006 إلى مصدر رئيسي مما جعلها لاعبا رئيسيا في تجارة الصلب العالمية. ويشير محمد بن يوسف مدير المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين لضرورة إعادة النظر في الاقتراح الصادر عن المنظمة منذ 25 عاما بإنشاء مصنع عربي لإنتاج مكورات الحديد المعتمد على الخامات العربية التي تصل إلى 23 مليون طن ولم ير النور حتى الآن رغم أهميته الإستراتيجية والاقتصادية. وشدد بن يوسف على أن هناك فرصا عربية متاحة ليس فقط فيما يخص مشروعات مشتركة وعملاقة لكن أيضا في مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة التي ما زالت المنطقة العربية في أمس الحاجة لها مثل المنتجات الحديدية الوسيطة والأثاث والكهرباء والآلات والمعدات الزراعية. من ناحيته أشار محمد عيد الأشقر أمين الاتحاد العربي للصلب إلى التأثير السلبي الذي عانت منه مصانع الصلب العربية منذ الربع الأخير لعام 2008 حتى نهاية 2009 بسبب الأزمة العالمية التي أدت لإغلاق العديد من المصانع وتوقف خطوط إنتاج وتخفيض ساعات العمل في بعضها بالإضافة لمعاناة منتجي الصلب العربي من إغراق كمي وسعري أدى لبيع الإنتاج بأقل من التكلفة وتراكم المخزون. ولفت إلى انخفاض إنتاج الصلب الخام بنسب متفاوتة بالدول العربية خلال عام 2009 جاءت الجزائر في المقدمة بنسبة 29% تليها قطر بنسبة 27% ثم ليبيا 20%، ومصر 11% فيما جاءت السعودية الأقل بنسبة 1% فقط. وكانت مشروعات البنية الأساسية والتشييد بمثابة طوق النجاة لإنقاذ هذه الصناعة من الانهيار. وتوقع الأشقر أن يبلغ إنتاج المنطقة العربية من الصلب 21 مليون طن بنهاية 2010 مع بدء تشغيل خطوط إنتاج ومصانع جديدة. وطالب بالابتعاد عن تأسيس شركات صغيرة لإنتاج الصلب. ويرى جورج متى رئيس قطاع التسويق بمجموعة عز الصناعية أن منتجات الصلب النهائية في مصر حققت نموا في الاستهلاك بلغ معدله 40% خلال عام 2009 بسبب الارتفاع الحاد في الاستهلاك مدفوعا بالنمو السكاني والتوسع في أنشطة البناء المختلفة والإنفاق الحكومي الإضافي على مشروعات البنية التحتية كثيفة الاستخدام للصلب، وانخفاض أسعار البيع بنسبة أكثر من 50% عن أعلى نقطة لها في 2008 وهو ما شجع المقاولين على الإسراع بالانتهاء من مشروعاتهم تحت التنفيذ. وأضاف متى أن هناك قفزات مذهلة في حجم الواردات من حديد التسليح من صفر عام 2008 إلى 217 مليون طن معظمها في النصف الأول من عام 2009. وتوقع متى ارتفاع إنتاج الصلب الخام هذا العام إلى المستويات التي كان عليها عام 2008 (6.2 مليون طن) تستمر حتى 2011 بعد تشغيل العديد من المشروعات الجديدة لاختزال الحديد.