انشغل العالم كله بالاخطبوط " بول " الذي فاقت شهرته كل نجوم المونديال الذين يتم تثمينهم بملايين الدولارات ، شهرة " بول " فاقت شهرة ميسي ودروجبا وموللر ومارادونا وبيليه ، بل فاق شهرة المستشارة الالمانية انجلينا ميركل التي تصدرت قائمة أكثر النساء نفوذا في العالم لاربعة اعوام متتالية ، خابت تنبؤات ميركل وصدقت توقعات " بول " بفوز اسبانيا علي الماكينات الالمانية ، والفوزعلي الطواحين الهولندية لنيل كأس العالم ! بالتأكيد اصبح ل " بول " مكانة لا تقدر عند الاسبان ، ومازال الالمان ومعهم الهولنديون عند رأيهم الغاضب المطالب باعدام " بول " واطعامه للحيتان ، فهو بالنسبة لهما نذير شؤم ، وبالنسبة لغيرهم مصدر خير وتفاؤل ، في المانيا يريدونه ميتا ، وفي اسبانيا يريدونه حيا ! " بول " لن يعدم ، ولن يسلخ ، ولن يلقي به للحيتان كما يطالب الغاضبون منه ، لان سعره قد ارتفع فجأة ، واصبح له شهرة ومكانة تفوق شهرة ومكانة نجوم هوليوود ، فقد تقدم عدد من رجال الاعمال في أسبانيا بمجموعة عروض لشراء الإخطبوط بول ، حيث يقام مهرجان سنوي في شهر أغسطس من كل عام للحيوانات الرخوية في قرية كاربايينو بالقرب من أورينسي في شمال غرب أسبانيا، و قد اقترح عمدة القرية كارلوس مونتيس فكرة جلب الأخطبوط بول ليكون بمثابة تميمة الحظ في هذا المهرجان علي اعتبار ان شهرته بعد مونديال 2010 ستلعب دوراً كبيرا في جذب الزائرين، وقد وصل أقل عرض من العروض المقدمة لشراء بول 38 ألف يورو ، إلا ان متحف الاحياء البحرية بمدينة اوبير هاوزن الالمانية لم يبت بعد في تلك العروض ولم يفصح احد بالمتحف عن النية في بيع بول او الاحتفاظ به في المتحف البحري الالماني علي اعتبار انه اصبح ثروة وعامل جذب وكسب لمزيد من الرواد للمتحف ! ما من جريدة ، ما من مجلة ، ما من فضائية أو موقع اليكتروني علي شبكة الانترنت لم ينبش في تاريخ الاخطبوط " بول " البالغ من العمر عامين ونصف العام ويزن 700 جرام ، وقد ولد في انجلترا قبل أن ينتقل إلي متحف الأحياء البحرية بالمانيا ، و بالنبش في الملفات اتضح ان قصة »بول« بدأت مع بطولة كأس الأمم الأوروبية 2008 عندما توقع 4 مباريات صحيحة من أصل 6 مباريات. لكن " بول" بعد عامين يبدو انه تدرب جيدا علي التنبؤ واكتسب الخبرة اللازمة التي جعلته لم يخطئ في توقع واحد من توقعاته لمونديال 2010 ! من المفترض ان الشعوب الاوروبية متحضرة ومتقدمة بالعلم والمعرفة ، ومن المستغرب ان تغرق في دجل الخرافة والسير بطريقة عمياء وراء هواجس لا سند علمي لها ، ولهذا ظهر " كوفيد " وهو أحد أهم خبراء أسماك الحبار في العالم ليؤكد ان نتائج تنبؤات الاخطبوط بول ناتجة عن ضربة حظ ، لان الإخطبوط أو أسماك الحبار تتسم بعمي كامل للألوان ، ولكي يؤكد صحة ما يطرحه استعان كوفيد بالسمكة الذهبية جيلبرت التي تعد اكثر الاسماك غباء وقد اجري بها اختبارا مماثلا لما يقوم به الأخطبوط فتوقعت فوز إسبانيا بكأس العالم، وقال كوفيد ان التجارب العلمية اثبتت أن الأخطبوط ينجذب الي الشكل الأفقي أكثر من العمودي، وينجذب الي الحدة واللمعان والوهج الصادرعن اللون، من دون أن يتمكن من رؤية اللون نفسه ، كما ان الاخطبوط يتموضع في مكان معين نتيجة لخطوط أفقية ينبعث منها لمعان أو وهج يبهره ويجذبه الي المكان ، أما الخطوط العمودية والألوان الخافتة فيأنفها تماما ، فهل ستؤثر تلك المعلومات العلمية في تعلق الناس بالاخطبوط بول أوتقلل من سعره ومكانته في عالم التنبؤ ؟ !