سرير واحد واحلام مختلفة، هذا هو حال المصريين مع حكومتهم. نتمدد معا علي سرير الوطن، واذا الاحلام كل في طريق، حقيقة ان كل واحد »بينام علي الجنب اللي يريحه« لكن شتان بين احلام المواطنين ورؤي الحكومة. الناس تحلم بزيادة المرتبات وزيادة الدعم وأي زيادة الا في الاسعار وهو نوع من أشد كوابيس الحكومة وأكثر ما يقلق نومها إن لم يكن راحتها، والحكومة تحلم بأن يقطع الشعب الخلف حتي يخف عدد السكان وبالتالي يقل الدعم وينخفض العجز في الميزانية في الوقت الذي يري الشعب فيه الحكومة - في المنام طبعا - وقد خفضت إنفاقها بدلا من تخفيض الدعم (تكاليف إستخدام سيارات الركوب للحكومة خلال عام واحد 5.936 مليون جنيه اما تكاليف صيانة وإصلاح هذه السيارات فبلغت 9.77 مليون جنيه). ولان الاحلام ببلاش وليس عليها جمرك ولا تتعرض للتشفير (تبقي مصيبة) ولا تحتاج لاكثر من فرشة (بفتح الفاء وتشديد الشين) سواء كانت حصيرة خشنة او مرتبة لينه فقد رأي أكثر من مواطن مصري في أحلامه 5 وزراء في يوم واحد يركبون مترو الانفاق واستيقظ آخر »مفزوعا« علي كلمة اللهم اجعله خير حين حلم برئيس شركة قابضة قابض علي باب ميكروباص في موقف الكيت كات اثناء محاولاته اللحاق بكرسي قبل ان يدخل الميكروباص الموقف. واحد متفائل جدا نام علي روحه فاتسع الحلم علي آخره ليري وزيرا بيشتري »شندوتشين« كما يقول ولاد البلد - فول وطعمية من الشبراوي وبيحبس بواحد شاي علي القهوة، لكن الحمد لله لم يجرؤ مصري حتي الان في احلامه علي ان يتخيل وزيرا في طابور عيش او طابور أنبوبة او حتي طابور بنك، والا نكون قد دخلنا في دائرة الجنون الاحلامي او الاحلام المجنونة، علي قد لحافك مد أحلامك، ما تشطحش. السادة الوزراء ايضا يحلمون فالمسئول عن تموين الناس يري في منامه المواطن المثالي الذي يقنع او يقتنع برغيف واحد في كل طقة قبل ان يطق الطقة الاخيرة من غير طقطق ولا سلام عليكم ونفس هذا المواطن النموذجي في رؤيا المسئول هو الذي يطبخ علي البوتاجاز وجبة الغداء و»يقضي« باقي اليوم أحلام. أحلام وزير المالية مختلفة نوعا ما فبعد ان غط في نوم عميق رأي الدنيا بدون علاوة يوليو او منحة عيد العمال او اوكازيون الصيف، ثم إستغرق في الحلم اكتر ليري ان التقويم الميلادي اصبح 01 شهور بعد إلغاء شهري مايو ويوليو من جذورهم وغاص الوزير في الاحلام البمبية (عرض مستمر) ليري السماء تمطر ضرائب إشي مبيعات وإشي عقارية وضريبة دخل وضريبة مهن حرة ومستقلة. أكثر من ذلك رأي زملاءه الوزراء يردون اليه فائض ميزانيات وزاراتهم وعليها بوسة مع التوسل »امانة عليك يا شيخ ما تزود ميزانية العام المالي الجديد لان الميزانية مكفية والاشية معدن«. في هذه اللحظة صحا الوزير علي كلمة »اللهم اجعله خير«. العجول وخاصة البتلو عند مفسري رؤيا وزير الزراعة شر كلها بل كل ما يمشي علي اربع من فراخ وبط ووز وارانب ومعيز وخرفان وبقر وجاموس لذلك يتجنبها الوزير حتي في احلامه وبدلا منها يري المصريين في منامه في مكان ما من شبه القارة الهندية كلكتا ويمكن، بومباي محتمل، نيودلهي ربما ، وقد توقفوا تماما عن أكل لحوم البقر وتحولوا الي الهندوسية ليس كديانة او حبا في اميتاب باتشان او قناة »زي« للافلام ولكن كعقيدة غذائية أي اصبحوا بفضل الله نباتيين بعد هذا الحلم لن يجرؤ اي مصري ان يستهزئ بالهنود بكلمة »ليه وأنا هندي« فقد اصبح هنديا بالفعل يأكل طعامهم الخالي من الهوبر ويشرب شايهم الهندي الناعم او الخرز. لازم نحلم لاننا لو بطلنا نحلم نموت.