يعتبر الاعلامي الكبير امين بسيوني اخر رموز هذا العمل الاعلامي من خلال صوت العرب في فترة الخمسينيات والستينيات ثم احتل منصب رئيس لاذاعة وانطلقت علي يديه اذاعات مختلفة وبعد ان تولي منصب رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون كان صاحب اول بصمة في الفضاء العربي من خلال الفضائية المصرية التي وضع نواتها واعلن يومها ان العصر القادم هو عصر السموات المفتوحة ثم شارك في وضع حجر الاساس لمدينة الانتاج الاعلامي والمنطقة الاعلامية الحرة ورأس شركة الاقمار الصناعية المصرية لتصبح اقمار النايل سات هي المسيطرة علي فضاء الوطن العربي والشرق الاوسط. ويرأس حاليا اللجنة الدائمة للاعلام العربي. وحول مستقبل القنوات الفضائية العربية ووضعها الحالي ومن يحكم الفضاء وإلي اين تأخذنا الفوضي الاعلامية الحالية كان هذا اللقاء: من يحكم الفضاء العربي؟ - لا احد يحكم الفضاء العربي لأن هذا العصر هو عصر المتلقي »المشاهد« الذي تسعي كل القنوات لكسب وده وتملقه واغرائه بكل الوسائل حتي وصلنا لدرجة المفسدة! وما اشكال المفسدة؟ - الخناقات والمشاكل والقضايا المثيرة للجدل والتي يطلقون عليها »البهارات« والكلام ارتدي »البكيني« و»السيرك اتنصب وكلة اثارة واستفزاز! واين دور الحكومات العربية؟ - الحكومات ليس لها سيطرة ولن يكون لان الاعلام ركب الفضاء وتخطي الحدود واصبح امام الزبون بوفيه مفتوح وهو يحمل طبقه ويختار ما يروق له وغالبا ما تجذب البهارات الزبائن. وما شعورك تجاه ما تشاهده؟ - »عزيز قوم ذل« .. لاننا تعلمنا ان الاعلام رسالة وهو ما علمناه للاجيال الجديدة ولكن الرسالة تحولت لسلعة رخيصة الكل يتسول الجمهور من اجل المكسب. وما رأيك في اعلام الدولة؟ - للاسف اصبح ينافس الفضائيات في الاثارة السياسية والفكرية والاخلاقية كنا نحترم الاعلام لرسالته المحترمة في تثقيف الشباب ومحاربة المخدرات و كان مضمونه العلم والثقافة والاخلاق ولهذا الاعلام الذي كنا نعرفه.. »اتخطف«!! وما مستقبل الاعلام الارضي؟ - ليس له اي مستقبل، حتي الاعلام الفضائي سينتهي مع عولمة الانترنت واعلام الموبايل. وهل الدول العربية استعدت للقادم؟ - اللجنة الدائمة للاعلام العربي بالجامعة العربية كان لها دور في ان تواكب الدول العربية العصر الجديد من التزاوج بين الاعلام والاتصالات وبالفعل تم توقيع وثيقة لوزراء الاعلام عام 9002 مع وزراء الاتصالات العربية لمدة 01 سنوات ليدخل الاعلام الانترنت والمحمول التي ستصبح شاشته هي جهاز التليفزيون والديكوردر والراديو. كيف ننقذ المجتمع العربي من مفسدة الاعلام الفضائي؟ - الحل فقط في التربية السليمة لان الرقابة لن تكون إلا ذاتية اي »احم نفسك بنفسك«. وماذا فعل الاعلام بالعلاقات العربية؟ - مزقها فبدلا من استغلاله في التواصل وعمق العلاقات بين الدول والمواطنين من خلال الحوار الراقي مزقنا كل شيء بالشجار والطعن. هل السعي للمكسب مبررا لاصحاب الفضائيات؟ - اصحاب الكباريهات يكسبون اكثر من الجامعات ومن يعري نفسه يأتي بالفلوس ثم يفقد نفسه!! وما رأيك في التدخل الامريكي والاوروبي علي الاقمار والقنوات العربية؟ - لاننا الاضعف ليس هذا فقط وايضا لاننا حولنا منابرنا إلي دكاكين فاسدة تقطع كل شيء في الوطن وبين الدول ولذلك فلا احد يحترمك وهي فرصة لفرض نفوذ الاقوي. اذن لا امل في المستقبل؟ - اذا جعلنا للاعلام رسالة سننعم بالفضاء وتصبح الحياة ايجابية ويعم الخير واعتقد انه دون ان ندري ستطل علينا نوافذ »قنوات« محترمة يلتف حولها الناس جميعا بعد ان يلفظوا هذا الغث.