حدث كثيراً أن تولي أحد أبناء شبكة البرنامج العام مناصب قيادية في شبكات أخري، كالإذاعات المتخصصة أو غيرها، و لم يحدث تذمر أو غضب أو أشياء من هذا القبيل.. لكن الحال انقلب إلي النقيض بمجرد أن أصدر أحمد أنيس رئيس مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون قراراً بتعيين زينهم البدوي ابن شبكة "صوت العرب" في منصب مدير إدارة البرامج الخاصة بشبكة البرنامج العام، ولحظتها فقط ترددت علي ألسنة العاملين في البرنامج العام أنه عدو دخيل (!) وأنه هبط عليهم بالباراشوت(!) وأن الشبكة "أولي بأبنائها"(!). ضيق أفق، وغوغائية وفوضي تكشف حجم التسيب الذي وصل إليه المجتمع المصري، وضرب أركانه حتي التي كنا نظن يوماً أنها قوية وغير قابلة للتصدع، فما الذي دعا أبناء شبكة البرنامج العام إلي الظن أن "علي رأسهم ريشة؟" وأن مسئولاً حتي لو كان رئيس مجلس الأمناء، وربما الوزير من بعده، لا يستطيع أن يكون حراً أو مطلق اليد في اتخاذ القرارات التي يري أنها تصب في صالح العمل؟ وهل ستصل بنا الأمور، في حال الصمت علي مثل هذه التدخلات المستفزة والتي تجاوزت كل حدود إلي اليوم الذي يفاجأ فيه المسئول بأن عليه الرجوع إلي لجنة تمثل العاملين في الشبكة قبل أن يصدر أي قرارات جديدة تخص العمل في الشبكة. "المحرر" بالطبع أثيرت أقاويل كثيراً ما تردد في مثل هذه المناسبات أن زينهم البدوي مذيع درجة أولي وأنه لم يتول من قبل منصباً قيادياً أو يدرك خصائص الإدارة التي سيتولاها، نظراً لأن شبكته الأصلية "صوت العرب" ليس فيها إدارة مماثلة وأن هناك في إدارة البرامج الخاصة أناساً مشهوداً لهم بالكفاءة واستحقاق المنصب، بعدما مر علي حصولهم علي الدرجة الأولي أكثر من عشرة أعوام بينما لم يمر علي حصول زينهم البدوي علي درجته سوي عامين، وكل هذا مفهوم لكنه لا يبرر مطلقاً، ما حدث من تجمهر في مكتب عبدالرحمن رشاد رئيس شبكة البرنامج العام وتهديد 25 من مذيعي ومقدمي البرامج بالشبكة بتصعيد شكواهم إلي رئيس الاتحاد ثم وزير الإعلام وإن لزم الأمر إلي رئيس الجمهورية!! الحقيقة التي يعلمها هؤلاء ال 25 أن التقدم لشغل الوظيفة التي خلت بعد بلوغ مديرها نرمين محمود سن التقاعد تم حسب اللوائح والإجراءات القانونية المتبعة في مثل هذه الأحوال، حيث أعلن عنها وتقدم لشغلها ما يقرب من 25 شخصاً بينهم زينهم البدوي، الذي اختير للوظيفة بشكل قانوني، لكن نتيجة اختلاط الحابل بالنابل في مجتمعنا ثار "أبناء الشبكة"(!) وألقوا باللوم علي رئيسها عبدالرحمن رشاد، بدلاً من أن يشكروه لأنه اتبع ما يمليه عليه القانون، ولم يخترق اللوائح، واتهموه بالسلبية، وتطاولوا أكثر فعقدوا مقارنة بينه وبين وجدان مباشر رئيس الإدارة المركزية للأخبار المسموعة بحجة أنها رفضت اسناد منصب رئيس إذاعة الأخبار التابعة لإدارتها ل "البدوي"(!) وهو تصرف غير مسئول كان يستدعي إحالتها إلي التحقيق بدلاً من أن تصبح، في نظر أبناء شبكة البرنامج العام وربما غيرها، مثلاً يحتذي(!) ويصبح "رشاد" مطالباً بالاقتداء بها في تصرفها غير المبرر!. بطل الأزمة زينهم البدوي، الذي قيل أنه هبط علي البرنامج العام بالباراشوت، وقيل أيضاً أنه "مسنود" من قبل قيادة إذاعية سابقة هي الإعلامية نجوي أبو النجا، يتحدث لأول مرة عن أبعاد المشكلة: - هل يحق لي أن أتساءل ببساطة: من الذي اتخذ القرار باختياري لتولي هذا المنصب؟ أنا أم رئيس مجلس الأمناء الذي يسأل عن مبررات اختياراته لو أرادوا؟ وكيف نعرف الأحق بالمنصب من دونه؟ من وجهة نظرنا الخاصة أم حسب قواعد واختصاصات ومعايير ورؤي يراها صاحب القرار؟ لقد التزمت الموضوعية طوال الفترة السابقة علي الرغم من صدمتي في بعض الأقلام الصحفية التي غابت عنها الموضوعية، وهي تتناول الموضوع بنظرة أحادية، وشنت هجوماً شرساً علي من قبل أن أبدأ عملي. أما القول بأنني "مسنود" فهذا صحيح لكن ليس من نجوي أبو النجا وحدها، بل من كل كبير وصغير في قطاع الإذاعة يعلم كفاءتي واجتهادي وقدراتي وتفاني في كل الأعمال والمهام التي قمت بها. والقول بأنني حصلت علي درجة أولي حديثاً غير معقول في عصرنا هذا، فالأقدمية لم تعد هي الفصل في الاختيار، بل هناك شروط أخري يضعها صاحب القرار، وما يتردد عن أن "صوت العرب" ليس فيها إدارة للبرامج الخاصة ليس حجة أبداً، والقول بأن شبكة البرنامج العام عريقة وغنية بأبنائها فأمر كهذا لا يسئ إليها، وأنا قادم من "صوت العرب" التي تتمتع بمكانة فريدة بين الإذاعات، وعُرفت دائماً بتصدير القيادات مثل أمين بسيوني، وفهمي عمر وفاروق شوشة ونجوي أبو النجا وغيرهم. وعيب أن يقال إنني هبطت علي "البرنامج العام" بالباراشوت، لأنني لم أكن في دولة معادية، كما أن شبكة البرنامج العام لا ينبغي أن تظن نفسها جزيرة نائية أو منعزلة بل هي جزء من نسيج قطاع الإذاعة، وشقيقة للشبكات الإذاعية الأخري حتي لو كانت تري نفسها الشقيقة الكبري، وفي تصوري الشخصي أن الضجة كانت ستندلع حتي لو تم تعيين مديراً للإدارة من بين أبناء "البرنامج العام"! كيف يعمل المرء في أجواء كهذه؟ - بكل إخلاص وتفان ودون الالتفات لمثل هذه المعوقات الزائلة، بدليل أنني تقدمت بأفكار جديدة وعديدة اختير منها بالفعل فكرتان مما يعد انتصاراً للإدارة، التي سيصبح بمقدورها تشغيل مذيعيها بعدما كانت الاستعانة بهم تتم في إطار ضيق للغاية، وهو ما يؤكد صواب قرار القيادة التي رأت ضرورة ضخ دماء جديدة في هذه الإدارة، خصوصاً أنني واحد من الذين قامت علي أكتافهم النهضة الجديدة في شبكة "صوت العرب" ويسأل في هذا الإعلامي الكبير حمدي الكنيسي، وكنت أول من شارك في تقديم أول فترة مفتوحة علي الهواء مباشرة مع القديرة نجوي أبوالنجا، وهي فترة "تليفون وميكروفون و300 مليون"، التي نحتفل هذا العام بعيدها ال 16 إضافة إلي عضويتي في اتحاد الكتاب ولي العديد من الدواوين ولدي إسهاماتي البارزة في الشئون الثقافية. لكن وجدان مباشر رفضت من قبل تعيينك رئيساً لإذاعة الأخبار التابعة لها؟ - لا أنكر هذا، وفضلت اختيار أحد محرري إدارتها من مقدمي البرامج السياسية، علي الرغم من أن إذاعة كهذه تبث كل برامجها علي الهواء كانت في حاجة لمن لديه خبرة في البث علي الهواء، ومع هذا فإن رفض وجدان مباشر لم يؤثر سلباً علي أصحاب القرار في ماسبيرو، بدليل تعييني في هذا المنصب الجديد وهو ما يعني أنني "جوكر" قادر علي العمل بكفاءة في أي موقع. وكيف ستتعامل مع أبناء الإدارة المتذمرين؟ - تذمرهم هذا ليس ضدي بل ضد من اتخذ قرار تعييني لكنني منزعج ومستغرب لموقفهم هذا فأسماؤهم مطروحة منذ زمن طويل، ولم يقع عليها اختيار صاحب القرار بما يعني أنه رأي أنهم غير مؤهلين للمنصب، وربما في القادم من الأعوام تنطبق عليهم المواصفات، بدليل إنني تقدمت بأوراقي للمنصب مثلهم جميعاً، ولجنة القيادات هي التي اختارتني وهي لجنة تضم: رئيس مجلس الأمناء ورؤساء القطاعات، فكيف يتم التشكيك في قراراتها؟ من حقهم الطعن خصوصاً أنهم فعلوا هذا في الشبكة نفسها عندما اختير عبدالرحمن رشاد رئيساً لها ووصل الأمر إلي القضاء اعتراضاً علي تعيينه في منصب رئيس الشبكة فهل يصبح هناك مجال للدهشة لو أنهم فعلوا هذا معي؟