من غيرها يستطيع المرء ان ينسي همومه تماما بين يديها ويشعر بتلك الراحة التي تمكنه من أن يغفو فوق صدرها الدافيء الحنون؟. من غيرها نستطيع ان نتجرد أمامه من كل شيء لنعود كاطفال نتلمس الطريق الصحيح برعايتها؟. من غيرها تعرف شكوانا قبل ان نتفوه بها وتقدم النصيحة الصادقة والحب المجرد دون انتظار اي مقابل؟. رائعة حقا الامومة ومعانيها واثرها علي وفي نفس كل انسان وهي المعاني التي دعمها حديث رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم الذي اوصي بالام وقدمها علي الجميع ولهذا ليس غريبا ان يقدر الأم والامومة الجميع سواء كانوا أئمة او شعراء او ادباء.. فمن غير الأم يدين له الإنسان بمثل فضلها بعد الله سبحانه عز وجل؟. انها الأم التي قال فيها الأمام الشافعي بيته الرائع.. »وأخضع لامك وارضها.. فعقوقها إحدي الكبر«. وعن فضلها كتب »ابوالعلاء المعري« العيش ماض فاكرم والديك به.. والأم أولي بإكرام وإحسان وحسبها الحمل والارضاع تدمنه. آمران بالفضل نالا كل انسان. أما الأديب العالمي »وليم شكسبير فقال جملته الرائعة التي اختصر بها كل معاني الامومة ببساطة وبلاغه شديدتين »ليس في العالم وسادة انعم من حضن الام« فمن بالفعل يمكن ان يكون تلك الوسادة »المريحة« التي تمتص كل أوجاع النفس وآلام الانسان؟. تهنئة لكل الامهات في عيدهن.. الذي نحتفل به اليوم ودعوة للأبناء للالتفاف حول الامهات ورعايتهن طوال ايام العام.. وأجمل زهور العالم مع كل الحب لروحك يا أمي ولأرواح كل الأمهات اللاتي رحلن عن دنيانا وتركننا نسبح في بحر الحياة نواجه أمواجه العاتية بلا نصح أو إرشاد.