تعتزم واحدة من كبريات الشركات المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات في العالم، فرض حظر على استخدام موظفيها للبريد الإلكتروني بحجة أن 90% من رسائل البريد الإلكتروني مضيعة للوقت. وتعتقد الشركة وهي شركة آتوس التي يعمل لديها ما يقرب من 80 ألف موظف في 42 دولة في أنحاء العالم كافة بما فيها بريطانيا ، أن "الموظفين يبددون الساعات الطوال في استخدام البريد الإلكتروني في أمور لا علاقة لها بطبيعة عمل الشركة"، ولهذا طلبت من موظفيها ضرورة "التوقف عن استخدام البريد الإكتروني على عدة مراحل تستغرق 18 شهرًا". كما طالبت الشركة "موظفيها باستبدال ذلك بالتواصل المباشر أو عن طريق الهاتف"، كما شددت عليهم "بضرورة الاقتصاد في استخدام الوساط الخاصة بتبادل الرسائل وفي أضيق الحدود". ويقول المسؤول التنفيذي بالشركة ووزير مالية فرنسا الأسبق ثيري بريتون إن "إدارة الشركة بصدد تحقيق ما أطلق عليه اسم سياسة الزيرو "رسائل بريد إلكترونية في غضون عام ونصف العام"، وأضاف أن "إدارة الشركة ترى أنه من غير المناسب واللائق أن يقوم موظفو الشركة بقضاء ساعات طويلة في المعاملات عبر البريد الإلكتروني خلال الفترة المسائية". وزعم أيضًا أن "20 رسالة فقط من بين 200 رسالة يوميًا هي فقط المفيدة والمهمة لمصلحة العمل". وقال إن "البريد الإلكتروني لم يعد الوسيلة المناسبة للتواصل بين الموظفين، وأنه آن الآوان للتفكير بطريقة مختلفة". وأوضح أن "التضخم المعلوماتي سوف يكون واحدًا من أكثر المشكلات تعقيدًا التي ينبغي على أي شركة أن تواجهها". وأضاف أن "المشكلة الرئيسية تكمن في أن الموظفين يستخدمون البريد الإلكتروني في رسائل لا جدوى منها في الوقت الذي تقع على عاتقهم مهام أكثر أهمية". وأشار إلى أن "تراكم عدد هائل من رسائل البريد الإكتروني يزيد من أعباء الموظف". وألمح إلى "دراسة أجريت في هذا المجال تقول إن قراءة الرسائل التي لا فائدة منها تستنفد تركيز الموظف، كما تستغرق 64 ثانية حتى يستعيد يقظته ووعيه لاستئناف مهام عمله الحقيقية". وخلاصة الأمر فإن إدارة الشركة تنظر إلى "البريد الإلكتروني باعتباره وسيلة مدمرة لحركة العمل". واقترح بريتون في هذا الصدد "استبدال ذلك بمواقع الفيس بوك مع تشجيع الموظفين على التواصل الشخصي وجهًا لوجه بدلاً من تبادل الرسائل"، وقال "على الشركات أن تستعد للتصدي لأي انحراف في هذا الصدد"، كما دعا "كل موظف إلى زيارته في مكتبه بدلاً من مخاطبته عن طريق البريد الإلكتروني"، وقال إن "البريد الإلكتروني لا يمكن أن يحل محل الكلمة المنطوقة وجهًا لوجه والحديث المباشر".