سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"القديسة بربارة".. واجهت اضطهاد الوثنية ب "حبة القمح".. تحولت قصتها إلى عيد يحتفل به المسيحيون.. 4 روايات لمكان ولادتها.. اعتنقت المسيحية فوضعها والدها ببرج للحمام.. عذبوها بالجلد ثم قطعوا رأسها
عيد البربارة من الأعياد التي يحتفل بها المسيحيون في شتى أنحاء العالم ويحتفل الغربيون به في الرابع من ديسمبر والشرقيون في السابع عشر منه. ومن عادات هذا العيد أن يأكل المحتفلون القمح المسلوق ذلك لأن حبة القمح لا تثمر ولا تأتي بسنبلة إلا إذا ماتت، وكما قال المسيح: "إن لم تمت حبة الحنطة فإنها تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير، وهكذا الشهيدات والشهداء القديسون باستشهادهم وقبولهم الموت.
القديسة بربارة ولدت بربارة في أوائل القرن الثالث الميلادي وتعددت الأقاويل حول مكان ميلادها، فهناك من يقول إنها ولدت في تيقوديميا "آسيا الصغرى" ومن يقول إنها ولدت في لبنان بمدينة بعلبك وأقاويل إنها ولدت في فلسطين وأخرى تقول في مصر، ولكن تجمعت المصادر المختلفة على أن أباها ديوسيكوروس كان وثنيا متعصبا، غنيا ومثل أمها أيضا وكان يعمل في خدمة الوالي كقائد لجيشه.
وكانت بربارة على قدر كبير من العلم والذكاء والفهم، فقد نالت تربية مميزة وخاصة؛ حيث درست العلوم والفنون والآداب على يد أساتذة كبار ولأنها كانت شديدة الجمال وذكية وابنة أباها الوحيدة خاف عليها وبنى لها حصنا عالي الأسوار ووضع لها خدما وحراسا لخدمتها، وحرصا منه على أن تنشأ على حب آلهتهم وضع لها الأصنام لتظل متعبدة ليلا ونهارا.
اعتناق "بربارة" للمسيحية
ولكن وحدتها أتاحت لها التأمل والبحث عن مبدع الكون، حتى تعرفت على الديانة المسيحية والكتاب المقدس من أحد أساتذتها فأعجبت بتولية العذراء مريم فآمنت بذلك واعتنقت المسيحية ونذرت نفسها للدين وقامت بتحطيم كل ما حولها من أصنام.
ولما أخبرت والدها بأنها لا تريد الزواج وأنها اعتنقت المسيحية غضب خاصة بعد أن رأى أنها وضعت صلبانا بدلا من الأصنام حاول أباها قتلها ولكنها هربت منه فوضعها في برج للحمام مظلم وكانت تعيش فيها على حبات القمح التي كانت تلقيها لها إحدى الحمامات عبر طاقة صغيرة.
قطع الرأس وعندما علم الوالي "مركياوس" باعتناق بربارة المسيحية أرسل لها طلبا بترك المسيحية فرفضت فأمر بجلدها وتعذيبها حتى تمزق جسدها وتفجرت دماؤها وهي صابرة صامتة وطرحوها في السجن.
وفي اليوم التالي رغم جرحها رآها الحاكم صحيحة الجسد ومشرقة الوجه فابتدرها قائلا: إن الآلهة أشفقت عليك وضمدت جراحك فأجابت إن الذي شفاني هو يسوع المسيح رب الحياة والموت فاغتاظ الوالي وأمر بقطع رأس القديسة بربارة فستأذن والدها الوالي بكل قسوة وكبرياء أن يقوم هو نفسه بذلك وبسيفه قطع الوالد رأس ابنته.
واستشهدت بربارة وعوقب ديوسيكوروس على فعلته الشنيعة فصعقته صاعقة وقتلته، وذاع صيت القديسة بربارة بين الناس.