على طريقة (ستات الحواري) وقف شخص يسمي نفسه أبو عبيدة، متحدثاً باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ل(يلقح) بالكلام على مصر قائلاً: سيندم كل من تآمر على شعبنا.. سيندم كل من وقف متفرجًا، في تناغم مع تصريحات القيادي بالحركة فوزي برهوم الذي قال عن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة: إنها مبادرة تآمرية ونحن ماضون في الجهاد، وكأن مصر هى من تمنعه من الجهاد والاستشهاد والتنعم بما في الجنة من عسل ولبن وحور عين وبما لا عين رأت ولا أذن سمعت وبما لم يخطر على عقل بشر. «حماس» فقدت شعبيتها بعد أن تحولت إلى أداة فى يد «ملالى» إيران تركيا تملك ثانى أكبر قوة عسكرية فى الناتو فلماذا يزايد أردوغان على مصر ولا يذهب للحرب؟ إيران تستخدم حماس لتخفيف ضغط المجتمع الدولى بشأن برنامجها النووى لا أحد يعلم ما الذي فعلته مصر بالضبط لتلقى هذا الكم من السباب والتطاول ممن يُفترض أنهم أشقاء قدمنا لهم أكثر من 100 ألف شهيد فضلاً عن تبعات اقتصادية كارثية ما زلنا نعاني منها منذ نكبة 1948 على حد قول الرئيس السيسي في كلمته للأمة بمناسبة ذكرى ثورة يوليو 1952، وكأنه مكتوب على مصر وعلى مصر فقط أن تحارب حتى آخر أبنائها، فلا مصر خطفت 3 أطفال إسرائيليين وقتلتهم، ولا هي من تطلق صواريخ قال عنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس آنفاً إنها (عبثية ولا تفعل سوى جلب الذبح والعدوان لشعبنا). صحيفة (لوموند) الفرنسية اليومية، تقول، نقلاً عن مراسلتها في القدس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل بتنازلات مؤلمة، بعد جهد كبير من الدبلوماسية المصرية لوقف العدوان على المدنيين العزل الذين لا تشكل دمائهم أي أهمية ل(حماس)، فاقتنع نتنياهو بدراسة ملفات الأسرى المفرج عنهم في صفقة (جلعاد شاليط)، والذين تم إعادة توقيفهم في يونيو الماضي، وكان مقرراً أن يدرس كل حالة بشكل منفصل، كما كان مستعداً لتحويل الأموال الفلسطينية المجمدة لدى بنك تل أبيب المركزي بما يسمح بدفع رواتب 40 ألف موظف فلسطيني مستثنى منهم 17 ألف مجند بكتائب (عز الدين القسام) الجناح العسكري ل(حماس). (لوموند) ترى في تحليلها للأحداث الجارية بالشرق الأوسط، أن (حماس)، التي فقدت الكثير من شعبيتها على مستوى الشارع العربي عموماً بسبب تحولها لأداة في يد ملالي إيران الذين استخدموها، مع (حركة الجهاد الإسلامي)، على مدى السنوات التسع المنصرمة كأداة لتشتيت أنظار العالم عن برنامجهم النووي، ولإظهار طهران أمام الغرب على أنها تمتلك مفاتيح الحل والربط في كثير من دول المنطقة (تشهد الأيام الجالية جولة من المفاوضات بين إيران والمجتمع الغربي بخصوص برنامجها النووي)، فإذا كانت إيران تلعب بكارت الأغلبية الشيعية في العراق وحزب الله في لبنان، ونظام الأسد في سوريا، فإنها تقدم دعماً لوجيستياً مدروساً ل(حماس) وللجماعات المرتبطة بها أيدولوجياً ك(أنصار بيت المقدس) في سيناء كنوع من الانتقام على إسقاط نظام حكم الإخوان الذين رددوا غير مرة أن الثورة الإيرانية والإمام الخميني مصدر إلهام لهم، غير أن ثورة ال30 من يونيو أطاحت بكل مخطاطتهم، لذا فإن افتعال (حماس) للأزمات مع إسرائيل من وقت لآخر يأتي لتحسين صورتها بالعزف على وتر المقاومة ضد الاحتلال، كما أن تركيا بزعامة أردوغان الذي يقدم نفسه للإدارة الأمريكية على أنه الخليفة المنتظر وحامي حمى الإسلام السني، ولا يتوقف عن المزايدة وتوجيه الاتهامات لمصر بالتخاذل بينما هو يملك، بعد الولاياتالمتحدة، ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف شمال الأطلنطي. كماشة مزدوجة صحيفة (النوفل أوبسرفاتور) الفرنسية أيضاً، لا تفصل مفاوضات إيران الدائرة مع المجتمع الدولي في جنيف بخصوص برنامجها النووي عن الوضع في غزة، وقالت إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بات يتعامل مع الوضع في الشرق الأوسط بمنطق فلتذهب الأيدولوجيا إلى الجحيم.. مصلحتنا في أن نتقارب مع الإيرانيين، وطبقاً لما جاء في الصحيفة الفرنسية، فإن الإدارة الأمريكية تعمل على نقل شبكة مصالحها الحيوية وقواعدها العسكرية واستثماراتها من منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة جنوب شرق آسيا، وبناء على الرؤية الأمريكية الجديدة، فإنه يجب تقسيم النفوذ في المنطقة بين طهران، باعتبارها زعيمة الشيعة، وتركيا باعتبارها زعيمة السنة، وذلك برعاية أمريكية، على أن تُعمق واشنطن علاقاتها التجارية والعسكرية مع أنقرة، وترفع ومعها دول حلف شمال الأطلنطي، العقوبات عن طهران، وأن تتدفق الاستثمارات الغربية على الجمهورية الإسلامية. وكان موقع (ديبكا) الإسرائيلي الناطق بالإنجليزية والمعروف عنه صلته الوثيقة بأجهزة المخابرات العبرية، نقل عن مصادر رفيعة، لم يسمها، أن تركيا، ولكي تثبت حسن النوايا لإيران، قام مدير مخابراتها العامة حاقان فيداني، بإبلاغ قاسمي سليماني رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، عن 10 جواسيس إسرائيليين يعملون في طهران، وكان الجواسيس العشرة يلتقون ضباط مخابرات إسرائيليين في منازل آمنة بمناطق متفرقة بتركيا، وكانت تحركاتهم ومقابلاتهم تتم بعلم أنقره وفي إطار تعاون وتبادل معلومات مع تل أبيب، ولكن حينما باتت المصلحة تحتم التقارب مع إيران، لم يتردد الأتراك في الغدر بأصدقائهم القدامى. الموقع الإسرائيلي ألمح كذلك بمسؤولية إيران عن الهجمات التي تشنها جماعات إرهابية على جنود الجيش المصري في سيناء، وأكد الموقع الاستخباراتي أن السيارات المفخخة التي باتت تُستخدم مؤخراً في الهجمات الارهابية بمصر، أسلوب تدربت عليه حركات فلسطينية (أبرزها حماس والجهاد) على يد المخابرات الإيرانية، وطبقاً لصحيفة (الجارديان) البريطانية، فإن لقاءً سرياً، جرى بالقاهرة في مطلع العام 2013، أي في عهد المعزول مرسي، جمع قاسمي سليماني رئيس فيلق القدسالإيراني بقيادات من مكتب الإرشاد، وتحديداً خيرت الشاطر، ومحمد بديع، ومحمود عزت، من أجل مساعدة الجماعة في تنفيذ سيناريو المذابح التي ارتكبها الخميني في إيران عام 1979 في حق قيادات في الجيش والشرطة والقضاء والمجتمع بعد ما أصدر فتاوى بتكفيرهم جميعاً واستحلال دمائهم، وفي هذا السياق يمكن أن نفهم تصريحات البلتاجي التي قال فيها سيتوقف ما يحدث في سيناء في نفس اللحظة التي يعود فيها الرئيس محمد مرسي للحكم. وإذا كانت ثورة 30 يونيو أفسدت على الإخوان مخططاتهم في نقل المذابح الإيرانية من طهران للقاهرة، وأطاحت بحلم الخلافة الوهمي الذي غرق فيه أردوغان حتى أذنيه، فإن السؤال المنطقي الآن هو: كيف ستواجه مصر كماشة تركية إيرانية تتحين أي فرصة للإجهاز عليها؟ موقع مبتدا