قال الكاتب الصحفي صفوت عمران عضو المكتب السياسي لتكتل القوي الثورية الوطنية في رسالة بعث بها الي د.محمد مرسي رئيس الجمهورية " كنت واحد من الذين دعو لانتخاب د.محمد مرسي رئيسا للجمهورية خاصة في جولة الاعادة امام الفريق احمد شفيق بعد ان كان تأييدي في الجولة الاولي للمرشح الثوري حمدين صباحي، فدعمي للرئيس مرسي لم يكن من فراغ فهو علي الاقل ينتمي لفصيل ثوري اتفقنا او اختلفنا حوله وخرج من رحم جماعة قدمت نفسها علي انها الاكثر تنظيما بعد ثورة يناير وعقب حل الحزب الوطني الحاكم، كما انني صدقت مثل ملايين المصريين وعودكم الوردية واهمها احترام دولة الدستور والقانون والعمل بكتاب لله وسنة رسوله وما يحتويانه من عدل وتسامح واخاء ومساواة وقيم نبيله، وتطبيق برنامج نهضة يجعل مصر واحدة من اكبر عشر اقتصاديات في العالم، مما جعل احلامنا تصل الي عنان السماء وان الدنيا سستحول ربيعا وان الجو سوف يصبح بديعا اذا انتخبنا واحدا من ابناء محمد بديع المرشد العام من جماعة الاخوان المسلمين والاهم منع فوز الفريق احمد شفيق احد رجال مبارك والذي كان سيعني بلاشك عودة النظام القديم، ورغم تحذيرات البعض من غدر الاخوان فقد فضل المصريون نار الاخوان حتي لو احرقتهم علي عار شفيق الذي كان سيلاحقهم للابد، فضلوا ان يشربوا علقم الدكتور واستاذ الهندسة علي ان يتجرعوا سم الفريق" واضاف عمران في رسالته " الان بعد نحو عام من حكمك .. عفوا سيدي الرئيس انا لم اعد افهمك، ولم اعد سعيدا بدعمك، ولن اكون فخورا اذا قصصت علي اطفالي ذات يوم وبعد سنوات من الان انني كنت واحدا من مؤيديك، فاليوم انا لست واثقا في وعودك او ان بلادي ستكون افضل علي يديك فعندما انظر حولي عشرات المرات يوميا بعيدا عن عالم السياسة وصراع السلطة اجد الاسعار في ازدياد مستمر، الخدمات تتدهور بشكل رهيب والطوابير زادت اتساعا وطولا فلم يعد المواطن يقف فقط في طابور الخبز بل اصبح علية ان يقضي ساعات في طابور البنزين والسولار ومشروع النهضة كذبة كبري باعتراف خيرت الشاطر مهندس المشروع الوهمي والذي قال انه مجرد افكار علاوة علي ان طابور البطالة زاد بشكل لا مثيل له بين ابناء كل فئات وطبقات المجتمع باستثناء ابناء جماعتك الذي اصبحوا اصحاب البلد وباقي ابناء الشعب لا يجدون اي فرصه فالوظائف للاهلك وعشيرتك والترقيات من نصيبهم والمناصب القيادية والوزارية اصبحت حكرا عليهم ، واندثر في عهدكم عنصر الكفاءة واصبح المعيار الوحيد للترقي هو اهل الثقة والمحسوبية فقط وبشكل ابشع مما كان يفعل نظام مبارك فكل الوظائف القيادية لابناء الاخوان ومن سواهم عليهم ان يكونوا خدم فقط، استحلفك بالله سيدي الرئيس هل هذا يرضي ربك وربنا ؟ هل هذا يرضي سيدنا محمد، هل هذا هو الشرع الذي جئت لتطبيقه ؟ وتابع عمران " سيدي الرئيس عفوا لم اعد افهمك فانت علي اقل تقدير لما تحافظ علي شعار حملتك الانتخابية " قوتنا في وحدتنا " وهذا اضعف الايمان والذي استخدمته وقتما كنت في حاجة لاصوات الثوار والقوة المدنية اصحاب الفضل عليك فيما انت علية الان وبدون تأييدهم لك لاصبح شفيق رئيسا لمصر بدلا منك، لكنك استخدمتهم لمصلحتك ثم بعتهم وغدرت بهم، فتحول البرادعي من قامة وطنية عظيمة لدي الاخوان قبل اسقاط نظام مبارك الي خاين وعميل لمجرد انه انتقد ممارسات نظامكم التي وقعت في العديد من الاخطاء باعتراف اقرب مستشاريك محمد فؤاد جادالله وحلفاؤك من تيار الاسلام السياسي في حزب النور السلفي والبناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الاسلامية ، وتحول صباحي الذي عرضت علية قبل جولة الاعادة منصب نائب الرئيس من اجل الفوز باصوات انصاره في مواجهة شفيق الي مدعي، كما انك وعدت السلفيين بتطبيق الشريعة الاسلامية السمحاء وحتي الان لم تفي بوعدك، بل وابقيت علي رئيس وزراء بدرجة موظف فاشل فقط من اجل مصالح جماعتك. وقال عمران " حديثكم دائما متناقض، فقد اقسمتهم علي احترام الدستور والقانون ولم تحترموه، ووصفتم القضاء بالشامخ عقب فوزكم بالرئاسة وعندما تعارض مع مصالحكم تحول القضاء لفاسد ويحتاج الي تطهير فقط لتأديب القضاة الذين وقفوا في وجه محاولات تسيس جماعة الاخوان القضاء لتحقيق مصالحكم علي غرار ما كان يفعل مبارك، تريدون عزل 3500 قاض وتعيين بدلا منهم عدد من ابناء الاخوان فقط وليس جميع خريجي الحقوق والا فما هو سر فتح الباب امام دفعه استثنائية للقضاة ليوم واحد دون معرفة احد والاعلان عنها في مقرات حزب الحرية والعدالة فقط، وهل هناك رئيس يحترم الدستور والقانون يعين نائب عام بالمخالفة لهما، وهل تعيين حاتم بجاتو وزيرا ليس تكرارا لما فعله مبارك مع ممدوح مرعي فكلاكما كافئ الرجل الذي اوصله للسلطة، ومن حقنا نحن الشعب ان نعرف ماذا قدم بجاتو لكم من خدمات جعلته يتحول من خادم لمبارك في نظر الاخوان الي رجل يستحق ان يكون وزيرا ام ان هذا علي غرار ما فعلتوه مع رجل الاعمال نجيب ساويرس الذي اصبح من رجال الاعمال الشرفاء فجأة وبدون سابق انذار بعد شهور من الهجوم غير المبرر علية حيث كان يكفي وقتها محاسبته بالقانون لكن هناك رائحة نتنه انبعثت من محولات جماعتك ابتزاز رجال الاعمال والانقضاض عليهم ليس بدافع وطني لكن بدوافع شخصية" وتابع عمران في رسالته " عفوا سيدي الرئيس لم اعد افهمك لدرجة افقدتني الثقة فيك فقد وعدتم بالقصاص العادل للشهداء وحتي الان الشهداء يزدادون في عهدكم يوما بعد يوم، بل وتركت انصارك يشوهون الثورة ويطاردون الثوار الذين خافوا ان ينتخبوا شفيق لينتقم منهم فعرفوا الاعتقالات والموت مرة اخري علي يديك، اما تكميم الافواه وتضييق الحريات فاصبحا عرض مستمر، والمواطنين البسطاء وهم اغلبية الشعب المصري لم يشعروا باي تحسن في حياتهم اليومية حتي الان فالامن مفقود والاوضاع الاقتصادية تزداد سوء فماذا قدمت لنا حتي الا سيدي الرئيس، ما الذي يجعلنا نتوقع الخير علي يديك؟ لماذا انت مصمم علي مستشاري السوء؟ هل بعد رحيلك سيجيب بديع او الشاطر او العريان بدلا منك، سيدي الرئيس اعلم ان الموت هو الحقيقية الوحيدة التي لا مفر منها فعليك انقاذ نفسك قبل ان تغرق والا سيكون الشعب المصري كله خصمك امام الله فلا تجعل حبك للاخوان اكبر من حبك للحق ولا كرهك لمن سواهم اكبر من كرهك للباطل وارجوا الا يكون قلبك معنا وسيفك علينا وقال عمران " قمنا بثورة سلمية من اجل اقامة دولة ديمقراطية حديثة يحكمها الدستور والقانون ويسودها العدل والمساوة، جميع المصريون فيها سواء، والمسئول اي مسئول يجب ان يحاسب علي كل افعاله وعلية ان يعلم ان الشعب اصبح اليوم رقيب، وانت مطالب بان تصوب اخطائك حتي تنال ثقة الشعب فلا يجب ان يقسم المصريون بعد ثورة شعبية خالصة وفقا لمنطق "اما معنا او ضدنا " في تكرار غريب لما قاله جورج بوش في حربه الصليبية علي الدول الاسلامية بعد احداث سبتمبر 2001، وعليك الا تجعل سوء الظن يقتلك فكم من روح أزهقت ظلما، وكم من مشاعر ماتت من سوء الظن، وكم من العلاقات أنقطعت بسبب أخطاء أرتكبت بلا مبرر، علينا الا ننظر بأعيننا بل ننظر بعقولنا ونعرف الحقيقة أولا ولا نتسرع بالحكم على الأمور بنظرة عين حتي لا نقع في أخطاء نندم عليها طوال حياتنا. واكد عمران في رسالته ان المصريون بمختلف ايدلوجياتهم وتوجهاتهم الفكرية عانوا من بطش وفساد واستبداد نظام مبارك فالجميع بلا استثناء عرفوا طريقهم الي السجون والمعتقلات وذاقوا ويلات التعذيب وتلفيق الاتهامات .. الملايين باتوا جوعي وعراة .. والبطالة دهست احلام شباب مصر فاما ماتوا غرقا في مراكب الهجرة غير الشرعية او تاهوا علي رصيف الحياة .. بينما العنوسة ضربت كل بيت .. والمرض والفقر اصابا اغلب المواطنين، وحلم المصريون بعد ثورة يناير السلمية بان الجنة ستكون طوع يمينهم وستجري من تحت اقدامهم انهار الحرية والعدالة الاجتماعية والحياة الكريمة وان مصر ستعود قوية، فتية، ابية، وقادرة علي تحقيق مستقبل افضل لكن الحلم تحول لكابوس مزعج، فالفرحة لم تدم طويلا ولم يفلح حتي الان تخلصنا من حكم مبارك .. ولم نشاهد جديد بعد انتخاب اول رئيس مدني في انتخابات ديمقراطية نزيهة عرفتها بلادنا وشهد بها العالم .. فقد تسبب اشعالكم الصراع علي السلطة فيما نشاهده من انقسام وتناحر وعنف متبادل واختتم عمران رسالته للرئس مرسي قائلا " عفوا سيدي الرئيس انتم في حاجة الي تغيير رؤيتكم فمصر ابقي منكم ومن بديع والشاطر والعريان وعمرو موسي وابواسماعيل والبدوي وصباحي والبرادعي، و4 سنوات لا تساوي شئ في عمر الشعوب ولكن التاريخ سيحكم عليكم ووقتها لن تنفعكم لجان الاخوان الالكترونية ولا المظاهرات المليونية الوهمية ففي بعض الاحيان يجب علينا ان نغير حياتنا حتى نستمر في افضل حال فقد يكون التغيير صعب لكنه ضروري لاستمرار حياة الصقور والا الموت المفاجئ سيكون مصيرها"