قال الكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل في مقاله نشر لة بصحيفة هآرتس الإسرائيلية أول أمس الاربعاء إن إلغاء مصر لاتفاقية تصدير الغاز مع إسرائيل مؤخرا يثبت من جديد خطأ السياسة الإسرائيلية في التعامل مع دول المنطقة بلغة المصالح التجارية أو الإستراتيجية، التي اعتقدت أنها ستحافظ بها على علاقات مستقرة، متناسية أن لهذه الدول -حتى وإن فسدت أنظمتها- شعوبا تبحث عن كرامتها، وتنظر إلى إسرائيل باعتبارها محتلا بغيضا لا يجوز التعامل معه. وأضاف برنيل أن تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل أصبح رمزا في مصر للتطبيع مع دولة محتلة، ورمزا لفساد نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، ورمزا كذلك لإهمال مصالح الجمهور المصري الذي يدفع عن الغاز الذي يستهلكه ثمنا أعلى من ثمنه في إسرائيل. وتابع في مقاله والذى جاء بعنوان -الوهم المصري التركي- مؤكدا إن إسرائيل استخدمت نفس السياسة فيما سبق مع تركيا وأكدت فشلها، ومع ذلك كررتها مع مصر، مذكرا بصفقات الأسلحة التي كانت تشتريها تركيا من إسرائيل، الأمر الذي جعل المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أنه ما دام الشراء مستمرا فلا يوجد شيء يستطيع أن يشوش على العلاقات، حتى جاء اعتداء إسرائيل على قافلة الحرية التي حاولت كسر الحصار على غزة ليهدم تماما هذا المفهوم. ويؤكد الكاتب الاسرائيلى فى صحيفة هأرتس أن إسرائيل تناست أن أساس علاقاتها مع كل من مصر وتركيا لم يكن مصالح إستراتيجية كما تعاملت في النموذجين (الغاز والسلاح) متجاهلة على سبيل المثال أن مصر لم تقم علاقات معها إلا بعد أن استعادت كرامتها بحرب السادس من أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973، ولم تكن قائمة يوما على مصالح تجارية. ويشير أنه كان على إسرائيل أن تدرك أن كلا من مصر وتركيا لم يتخل يوما عن محاولة إقناعها بتغيير طريقة إدارة سياستها في المنطقة، وأوهمت نفسها أن المصالح المادية يمكنها أن تعوض ذلك. ويؤكد تسفي برئيل فى نهاية مقالة على أن الردود الإسرائيلية المتفاجئة من الموقفين المصري والتركي لا تعني أنهما غيرا قواعد اللعب معها، لكن الحقيقة أن إسرائيل بسياستها هي التي لاعبت نفسها.