اخبار اليوم 14/10/2007 وسط حالة من البهجة والسعادة، احتفل المصريون أمس بأول أيام عيد الفطر المبارك، حرص مئات الألوف من المواطنين علي الخروج للحدائق والمتنزهات، بينما فضل آخرون تأجيل (الفسحة) إلي اليوم واستغلال أمس في الزيارات العائلية. واكتست وجوه الجميع بالفرحة الكبيرة والابتسامة العريضة، خاصة الأطفال الذين قضوا أغلب ساعات النهار في اللعب، وساعد الجميع علي الاستمتاع بالعيد والطقس المعتدل المائل إلي الحرارة قليلا. وتضع المشاهد الأربعة التالية 'بانوراما' لأول أيام عيد الفطر المبارك أمس. المشهد الأول: صلاة العيد الاستعداد لصلاة العيد بعد فجر أمس، حيث توافد علي المساجد والساحات ملايين المصريين، وقد حرص الكثيرون منهم علي أن يرتدي أطفالهم الصغار الجلاليب البيضاء التي جعلت منهم لآليء تمشي علي الأرض. وفي عدد كبير من الساحات بالقاهرة، حرصت إدارات المساجد علي توزيع أكياس صغيرة من الحلوي علي الأطفال مما كان له أكبر الأثر في إدخال السعادة عليهم وعلي ذويهم. وفي واحدة من أكبر ساحات صلاة العيد بالقاهرة أدي عدة آلاف من المصلين صلاة العيد في ساحة مسجد مصطفي محمود بشارع جامعة الدول العربية، وقد برز في الساحة تواجد عدد من الشباب المتطوعين الذين حرصوا علي توزيع الحلوي والهدايا الرمزية علي الصغار والكبار. المشهد الثاني: العيد فرحة وبمجرد انتهاء صلاة العيد توجه ملايين المواطنين إلي الحدائق والمتنزهات للبحث عن 'فرحة' تسعد أطفالهم وتجدد حياتهم وتنعش أيامهم قبل أن يجهز عليها الدروس الخصوصية وغول الأسعار وفاتورة كحك العيد! ھ في حديقة الحيوان بالجيزة التقينا بالدكتور نبيل محمود صدقي مدير حدائق الحيوان والذي أكد أن الحديقة استعدت لاستقبال زوارها وبالفعل توافد عليها منذ الصباح الباكر عدة آلاف من المواطنين، توقع أن يصل عددهم بنهاية اليوم إلي 40 ألف زائر، وأشار إلي أن العدد سيتضاعف في اليومين الثاني والثالث من عيد الفطر، حيث أن اليوم الأول غالبا يسجل أقل الإحصاءات من حيث عدد الزوار لانشغال الأسر بالزيارات العائلية..ويوضح مدير الحديقة أنه حرص علي عرض ولدات جديدة للجمهور مثل ولدات فرس النهر والماعز الجبلي و'توأم' الكبش الأروي، وشدد أنه لم يعرض ولدات أخري مثل ولدات الأسد والضبع لأنها أصغر من مرحلة العرض، حيث أنه لو تم عرضها الآن وتعرضت للضغط، ستقوم الأم ب 'أكلها' خوفا عليهم من التعرض للخطر!!.وأشاد د.صدقي بتضافر الجهود مع إدارة الحديقة من كافة الجهات لراحة المواطنين مثل مديرية أمن الجيزة والهلال الأحمر والإسعاف وهيئة النظافة. وفي جولة داخل الحديقة لفت الانتباه إقبال الأولاد والبنات علي رسم وجوههم ليس فقط علي شكل قطة وغزال ووردة كما كان شائعا من قبل، بل أيضا علي شكل أعلام الأندية التي يشجعونها، والطريف أن الأهلي فاز علي الزمالك في هذه الجولة أيضا حيث كان الإقبال علي رسم العلم الأحمر أعلي كثيرا من شعار مدرسة الفن والهندسة!! في حديقة الفسطاط كان الزحام الشديد سببا في حالة من اختلال النظام إلي حد ما في الحديقة، فضلا عن السلوكيات الخاطئة للصبية الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و16 سنة، فقاموا بتسلق أعمدة مسرح في مدخل الحديقة علي ارتفاع شاهق يتجاوز 20 مترا رغم تنبيه أفراد الأمن بمنعهم لخطورة ذلك علي حياتهم. وكان من صور الانفلات المؤسفة أيضا من هؤلاء الصبية معاكسة الفتيات بصورة مزعجة كادت تصل إلي ما هو أبعد من ذلك لولا التواجد المكثف لأفراد الأمن وحمايتهم للفتيات قبل أي احتكاك أو تحرش، واستخدم أفراد النظام في الحديقة في هذه المهمة الصعبة العصي الكبيرة والمواسير البلاستيكية الغليظة!!.وبعيدا عن هذه الصورة المزعجة كانت الفرحة عنوان ركن المراجيح والملاهي بالحديقة وشارك في الألعاب الكبار والصغار، رغم التزاحم الشديد والتكدس علي ابواب الدخول! عند كورنيش النيل بماسبيرو كان الإقبال ضعيفا نسبيا علي المراكب النيلية بعد نقل المراكب الكبيرة التي تقل المواطنين إلي القناطر بعيدا عن هذه المنطقة عند كورنيش الساحل، ولم يمنع ذلك الشباب من التواجد عند سور كورنيش ماسبيرو بالدفوف والانخراط في وصلات غناء جماعية. لم تغب الملاهي الشعبية عن جولة الأخبار وفي منطقة مصر القديمة أعلي كوبري الملك الصالح كانت المراجيح الشعبية متعة الأطفال البسطاء ممن ينفقون معظم 'العيدية' علي هذه الألعاب البدائية في سعادة كبيرة، كما دخل 'الحمار' علي خط الصراع علي العيدية بنصيب 50 قرشا ل 'اللفة' التي لا تستغرق أكثر من دقيقتين!! المشهد الثالث: الرنجة تكسب أما عن طعام الأمس، فلم تتخلف عادة المصريين عن تناول الأسماك المملحة، لكن الكفة مالت هذه العام كثيرا للرنجة لتتربع علي عرش مائدة اليوم الأول من العيد بجدارة علي حساب الفسيخ والملوحة بعد انتشار الوعي بين العديد من الطبقات حول خطورة تناول الفسيخ تحديدا وأضراره الصحية التي حذر منها الأطباء كثيرا وتنبيههم إلي أن طريقة صناعته ليست آمنة، لذلك لجأت الأسر المصرية أمس بكثافة إلي الرنجة 'المدخنة'. المشهد الرابع: 'نونة' و'بتسوانا'! ومن ولائم الطعام إلي موائد الكلام، حيث تقاسم مسلسل 'يتربي في عزو' ومباراة منتخب مصر مع بتسوانا أغلب أحاديث المصريين أمس خاصة في الحدائق والمتنزهات، فما تزال توابع حلقة وفاة 'ماما نونة' التي أذيعت أول أمس قائمة خاصة بين ربات البيوت وكبار السن ممن أبدوا تأثرهم الشديد لدرجة البكاء من مشهد وفاة 'ماما نونة' التي أدتها بتمكن القديرة كريمة مختار واستقبال ابنها المدلل حمادة الذي يلعب دوره بعبقرية نادرة المبدع يحيي الفخراني، وتمني هؤلاء لو كان القائمون علي المسلسل لم يكتبوا شهادة وفاة 'ماما نونة' التي أحبوها كثيرا! أما الشباب فانشغلوا بالحديث عن مباراة منتخبنا الوطني مع بتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية بغانا؟ والتي أقيمت مساء أمس في حين انهمك الأطفال في جمع إجمالي )ما حصلوه من( عيدية.