بالرغم من أن القهوة التركية -التي تتميز بقوة النكهة- تمثل أحد التقاليد في تركيا يفضل الكثير من الاتراك القهوة بالحليب مثل الكابتشينو أو الشاي المستوردين. ويرجع ذلك لأن القهوة التركية التي تصنع على نار هادئة وتقدم في فناجين صغيرة مع وجود طبقة رقيقة من الرغوة على سطح المشروب لا تتناسب مع ايقاع الحياة الحديثة، فيقوم الشبان الاتراك مثل نظرائهم في انحاء العالم بطلب كوب من أنواع القهوة المختلفة مثل الكابتشينو والاكسبريسو والماكياتو من أحد سلاسل المقاهي العالمية ليحملوه في طريقهم للعمل. ويرى البعض هذا التوجه بوصفه دليلا على تحول تركيا أكثر نحو العادات الغربية، ويقول البعض ان الشاي المحلى بالسكر دون حليب الذي يقدم في اكواب زجاجية رفيعة تركي أكثر من القهوة. ومنذ أيام الامبراطورية العثمانية وبعد وصولها للمرة الاولى الى اسطنبول من اليمن انتشرت القهوة التركية الى أجزاء من اوروبا وما زالت تحتسى في منطقة البلقان وفي انحاء الشرق الاوسط. ومن حفلات الخطوبة الى قراءة الطالع وطقوس الضيافة القديمة كانت القهوة أحد عناصر ترابط المجتمع كما يعكس المثل القائل ان فنجان القهوة يعني 40 عاما من الصداقة. ومع ذلك ظلت كمية القهوة التي تستوردها تركيا سنويا من البرازيل ثابتة عند 9000 طن على مدى السنوات الخمس والاربعين الماضية على الرغم من أن عدد سكان تركيا زاد بأكثر من المثل خلال هذه الفترة ليصل الى 74 مليون نسمة. وقفز استهلاك الشاي الى 220 ألف طن العام الماضي مقارنة بالاستهلاك قبل خمس سنوات والذي كان 150 ألف طن. وتنتج تركيا 180 ألف طن من الشاي سنويا وتستورد 40 ألف طن اضافية. وفي محاولة لاستعادة اهتمام الاتراك بالقهوة التقليدية قامت بعض الشركات بتوظيف العديد من قارئات فنجان محترفات لجذب الزبائن لإحياء عادة قديمة قرائة الطالع القديمة ، حيث اعتاد الاتراك على قلب فناجين قهوتهم بعد احتسائها، ويعتقد أن الشكل الذي تتركه البقايا الكثيفة يحمل مفتاح مستقبل من شرب من هذا الفنجان.