يُعد محمود سعيد من أوائل مؤسسي المدرسة المصرية الحديثة في الفنون التشكيلية، تميزت خطوات تطوره الفن بالتماسك والصلابة والأصالة ، وجاءت أعماله ولوحاته معبره عن مراحل نضجه الشخصي كمثقف وفنان ومبدع، تفاعل مع مراحل نضج الوعي المصري وامتزج بخصوصية الشخصية المصرية العربية. ولد محمود سعيد في 8 ابريل 1897 بمدينه الإسكندرية. في عام 1919 حصل علي ليسانس الحقوق من أكاديمية باريس ثم التحق بأحدي الورش التدريبية هناك ثم أكاديمية جوليان وانشغل بتأمل ومشاهده الثروات الفنية في متاحف باريس ومعارضها وبالقراءة حول تاريخ الفن في كل من ايطاليا وفرنسا وبريطانيا. أصبح محمود سعيد نموذجاً لتوظيف الأساليب والتكنيك الغربيين عن الذات الفردية والقومية وتتجلي هذه الحقيقة في إعماله المتتالية التي أنتجها منذ منتصف العشرينيات وحتى أواخر الثلاثينيات، وهي السنوات التي رسم فيها لوحاته الهائلة: المدينة، بنات بحري، بائع العرقسوس، جوله علي الحمار، بنت البلد، ذات الرداء الأزرق، ذات الجدائل الذهبية، حامله الجرة. في مرحلة الأربعينيات تمحور فن محمود سعيد حول البورتوريه او الصورة الشخصية والتي اهتم فيها بإبراز العمق النفسي للشخصية بقدر ما اهتم بدقه الملامح وركز في تعبيرات الوجه علي العيون والشفاه ثم جاءت مرحله تحول فيها الفنان تحولاً شديداً وهي مرحلة الخمسينيات فساد الهدوء وعم الضوء والبرود لوحاته واختفي اريج الشرق والمشاعر المتأجحه ليحل محلها الضوء الغامر والمناظر الطبيعية الواسعة والصمت في جو هادئ. شارك في العديد من المعارض المحلية والعالمية، وأقام معارض خاصة في نيويورك وباريس وروما وموسكو والإسكندرية والقاهرة. وفي عام 1951 منحته فرنسا وسام "اللجيون دوبنر". وفي عام 1960 كان أول فنان تشكيلي يحصل علي جائزة الدولة التقديرية للفنون وتسلمها من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. توفي محمود سعيد في 8 ابريل 1964.