أكدت ندوة طبية بجامعة القاهرة عن مرض الزهايمر أهمية تشخيص المرض فى الوقت المناسب كذلك وضع نظام علاجي يتناسب مع مجتمعنا وبمجموعة متكاملة من العلاجات الدوائية والنفسية والسلوكية كما طالبت الندوة باتخاذ الاجراءات المناسبة لمواجهة الزيادة المستمرة في الإصابة بالزهايمر بعد أن وصل عددهم 300 ألف مريض.هذا من ناحية المرض والمريض.. أما الجانب الثاني.. فهو رعاية من يقومون برعاية مريض "الزهايمر" حتي لا يقعوا فريسة لأمراض القلق والاكتئاب وأمراض النوم. شجرة العائلة الدكتور ساهر هاشم أستاذ الأمراض العصبية بكلية الطب جامعة القاهرة ورئيس الندوة يري أن مرض الزهايمر يرتبط بالتقدم في العمر خاصة المرحلة ما بعد سن الستين.. ولكن هناك حالات تظهر قبل هذا السن والتي يكون لها أصل وراثي "شجرة العائلة". طالب الدكتور ساهر بأن يقوم كل شخص بالاهتمام بالتدريبات العقلية كالتمارين الحسابية البسيطة حيث إنها تساهم في تنشيط المخ وتعزيز كفاءته. 70% من الخرف يري الدكتور تامر دسوقي مقرر الندوة أن الزهايمر يشكل 70% من حالات الخرف "Dementia" في العالم وهو يصيب المخ ويسبب إعاقة للذاكرة والتفكير والسلوك والمشاعر نتيجة تراكم أنسجة معطوبة في المخ وتجمعها لتكون ترسبات علي هيئة "عقد وشراشيب" تؤدي إلي موت الخلايا العصبية وتعيق حركة الموصلات العصبية مما يؤدي لتدهور الذاكرة والتفكير والسلوك. التشخيص المتأخر أكد الدكتور دسوقي علي أن نقص الوعي حول الأعراض المتنوعة للزهايمر ويتم اقتصارها علي تأثير المرض علي الذاكرة وحدها يؤدي إما إلي عدم التشخيص المبكر للمرض أو تشخيصه في مرحلة متأخرة. يري أن التشخيص المتأخر يؤدي إلي زيادة الأعباء علي المحيطين بالمريض خاصة الذين يقومون برعايته وهم في الأغلب أفراد الأسرة والذين يعانون من ألم رؤية مريضهم وليس بوسعهم عمل أي شيء يقلل من تطور المرض لديه!! السعادة الزوجية يري الدكتور مراد إمري أستاذ الأمراض العصبية والسلوكية بكلية الطب جامعة اسطنبول بتركيا أن السعادة الزوجية والعلاقات الأسرية المستقرة تقلل نسب الإصابة بالزهايمر حيث إن احتمالات الإصابة تزداد لدي المطلقين والأرامل عنها لدي المتزوجين.. كما أن أصحاب المهن اليدوية أكثر استعدادا للإصابة من المتعلمين والمثقفين والمفكرين وطالب بممارسة الرياضة والغذاء الصحي للوقاية من المرض. الدورة الدموية المخية يري الدكتور ماجد عبدالنصير أستاذ المخ والأعصاب بطب القاهرة أن هناك ارتباطا بين المرض وبعض حالات قصور الدورة الدموية المخية خاصة التي تؤدي لتدهور القدرات الذهنية مثل ضغط الدم والسكر وزيادة الكوليسترول في الدم والتدخين. الدكتور طارق عكاشة أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس وأمين صندوق الجمعية المصرية لمرضي الزهايمر يري أن هناك مثلا يقول إن "التعبان" ليس المريض.. ولكن من يقوم برعايته.. هذا المثل ينطبق أكثر علي من يرعون مرضي الزهايمر حيث يصاب حوالي 25% منهم بأمراض القلق والاكتئاب وأمراض النوم وكذلك الإعياء.. لذلك من المهم ألا تقتصر رعاية مريض الزهايمر علي شخص واحد من أفراد الأسرة بل يجب أن يساهم مختلف أفراد الأسرة في رعاية المريض.. حيث يجب ألا يزيد عدد ساعات الرعاية للشخص علي 6 ساعات متواصلة ثم يتم تغييره بشخص اخر من أفراد الأسرة وهكذا وبذلك نضمن عدم تأثر من يقوم برعاية مريض الزهايمر بأي مشاكل نفسية أو عصبية. كما طالب الدكتور عكاشة الأجهزة الحكومية بالاستعداد من الآن ودراسة تقديم تسهيلات للأشخاص الذين يقومون برعاية مريض الزهايمر مثل الحق في الحصول علي إجازات من العمل للرعاية.