يمثل الزهايمر نحو 70% من حالات الخرف فى العالم وهو يصيب المخ بالتدهور التدميرى مسبباً إعاقة للذاكرة والتفكير والسلوك والمشاعر. وتأتى الإصابة بالمرض نتيجه تراكم الأنسجة المعطوبة فى المخ وتجمعها لتكون ترسبات والتى تعرف بعقد وشراشيب تؤدي الي موت الخلايا العصبية, كما تعيق حركة الموصلات العصبية بين خلية وأخري في نسيج المخ, مما يؤدي الي تدهور عمليات الذاكرة والتفكير والسلوك. والزهايمر يصيب نسبة من السكان فوق سن الستين, وتقدر في مصر حاليا بحوالي5%, بما يعادل300 ألف مريض, ومن المتوقع ارتفاع هذه النسبه الي8% عام2015 مما يحتم ضرورة الاستعداد لمواجهة هذه الزياده في اعداد المرضي عبر نشر الوعي بالمرض واعراضه وتأثيره السلبي, ليس علي المريض فقط, بل أيضا علي المحيطين به. إذ يجب من الآن الاستعداد للزيادة المتوقعه في أعداد المرضي التي ستشهدها مصر خلالالأعوام العشرين القادمة, كما يقول الدكتور طارق عكاشه أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس, موضحا أن جميع الأبحاث تدل علي زيادة نسبة الخرف علي مستوي العالم, حيث تشير توقعات منظمه الصحة العالمية إلي زيادة تبلغ130% في أعداد المصابين بالخرف خلال الفترة1994 2020, ويوضح الدكتور عكاشة أنه يجب أن تتضمن أنظمة علاج الزهايمر العلاجات الدوائية والعلاجات النفسية والسلوكية, غير أن الأهم هو توعية من يقومون برعاية مريض الزهايمر, لأن عبء المرض يقع أكثر علي من يقومون برعاية المريض, فقد أثبتت جميع الأبحاث أن ما بين20 إلي25% يقومون برعاية مريض الزهايمر يتعرضون للمعاناة من أمراض مثل القلق والأكتئاب وأمراض النوم. وينصح بأن يتم علاج مريض الزهايمر تحت إشراف طبي ونفسي واجتماعي متخصص, وألا تقتصر رعاية مريض االزهايمر علي شخص واحد من أفراد الأسرة, بل يجب أن يسهم كل أفراد الاسرة في رعاية المريض, فلا يجب أن يستمر شخص واحد في ملازمته لأكثر من6 ساعات متواصلة, كما يجب الاهتمام بتطوير وعي الأطباء أنفسهم بتشخيص وعلاج الزهايمر, ويعتبر طبيب الأعصاب هو الأقدر علي تشخيص المرض, حيث يأتي النسيان والرعشة وعدم التركيز ضمن أبرز أعراضه, ويجب علي الدولة دراسة تقديم تسهيلات للأشخاص الذين يقومون برعاية مريض الزهايمر مثل الحق في الحصول علي اجازات من العمل وغيرها. والزهايمر يرتبط بصفة أساسية بالتقدم في العمر, خاصة المرحلة العمرية فيما بعد سن الستين, حيث يوضح الدكتور ساهر هاشم أستاذ الأمراض العصبية بكلية الطب جامعة القاهرة ان بعض الحالات التي يكون لها أصل وراثي في شجرة العائلة, قد تظهر الأعراض فيها في سن مبكرة نسبيا عن سن الستين, ودعا كل شخص إلي الاهتمام بالتدريبات العقلية كالتمارين الحسابية البسيطة, حيث إنها تسهم في تنشيط المخ وتعزيز كفاءته. وصفة أخري تفيد في الحد من احتمالات الاصابة بالزهايمر هي السعادة الزوجية والعلاقات الأسرية المستقرة, يطرحها الدكتور مراد امري استاذ الأمراض العصبية والسلوكية بجامعة اسطنبول بتركيا, مشيرا إلي أن احتمالات الإصابة بالمرض تزيد لدي المطلقين أو الأرامل عنها لدي المتزوجين, موضحا أن أصحاب المهن اليدوية هم أكثر استعدادا للاصابة بالمرض في مقابل الحاصلين علي مستويات متقدمة من التعليم والمثقفين وأصحاب المهن التي تعتمد علي التفكير, ودعا الي الاهتمام بالحياة الصحية بدءا من ممارسة الرياضة الي تناول الأكل الصحي. أما أبرز أعراض مرض الزهايمر, فتشمل كما يقول الدكتور ماجد عبد النصير أستاذ المخ والأعصاب بطب القاهرة ضعف الذاكرة وتراجع القدرة علي القيام بالوظائف اليومية الاساسية للفرد, موضحا ارتباط المرض في بعض الحالات بأمراض قصور الدورة الدموية المخية خاصة تلك التي تقود الي تدهور القدرات الذهنية ومن أهمها ضغط الدم والسكر وزيادة الكولسترول في الدم و التدخين.
