شهدت جلسة مجلس الشعب المصري الاثنين 10 استجوابات عن التلوث البيئي والصناعى وآثاره المدمرة على صحة المواطنين، تتهم الحكومة بالعجز عن القضاء على تلوث البيئة الذى تفاقم مؤخرا فى مصر، فيما أكد وزير الدولة لشئون البيئة إن الوزارة وضعت استراتيجية قومية لتحسين نوعية الهواء تدعمها سياسات تنظيمية وبرامج تنفيذية ولوائح قانونية. وقال نائب حزب الوفد المعارض محمد عبدالعليم داود فى إستجوابه إن نهر النيل تحول إلى أكبر مصرف كيمائى فى مصر حيث يصب فيه سنويا 950 مليون متر مكعب من الصرف الصناعى و9 مليارات متر مكعب من الصرف الزراعى سببت الكثير من الأمراض الخطيرة للشعب، مضيفا أن هناك 585 عائمة وفندقا سياحيا تلوث نهر النيل يملكها أباطرة السياحة ولا يحاسبهم أحد. واتهم النائب جمال قرنى وزارة الصحة بالمسئولية عن تجارة النفايات الخطرة والتى تقوم بها مافيا خطيرة، كما إتهم الحكومة بالمسئولية عن قيام شركة السكر والتقطير المصرية بصب الصرف الصناعى المحمل بالمواد المعدنية الثقيلة إلى ترعة المريوطية مما أدى إلى نفوق السمك، وقال إن مصانع الأسمنت وحلوان تصب 4106 أطنان يوميا من تراب الأسمنت مما يصيب المواطنين بأمراض رئوية مزمنة. وركز الدكتور جمال زهران نائب شبرا الخيمة فى إستجوابه على إنشاء الحكومة لمصنع لتكرير المازوت بمسطرد، وقال إن هذا المصنع بعد إستكماله سيزيد من تلوث المنطقة المكدسة بعشرة مصانع كبرى تلوث المنطقة، مضيفا أن هذه المنطقة يقطنها 2 مليون مواطن معظمهم مصابون بأمراض مزمنة بسبب هذا التلوث. وقال النائب المستقل أحمد أبو بركة إن هناك فشلا فى مواجهة مشكلة تلوث البيئة لأن كل وزير يعمل بمفرده دون أى تنسيق للجهود.. مشيرا إلى أن السحابة السوداء تهب كل عام وتقف الحكومة عاجزة عن إيجاد حل لها. ومن جانبه قال النائب المستقل أكرم الشاعر إننا ننا ضد الصناعة الضارة بصحة المواطن ومنها أحد المصانع فى بورسعيد والذى ينتج الصودا الكاوية والكلور بدون محطة معالجة للمخلفات الناتجة عنه منذ عامين.. وأضاف أن هذه المخلفات تصب فى قناة السويس المهمة. ومن جانبه اتهم النائب سعد عبود (مستقل) الحكومة بمخالفة اتفاقيات "الأرض" ريود جانيورو وبروتوكول " كيوتو" والدستور حيث تنص المادة 59 منه على أن حماية البيئة واجب وطنى، مشيرا الى أن هناك 220 مصنعا يصبوا مخالفاتهم فى مياه النيل، بالاضافة إلى 500 قرية تصب الصرف الصحى فى مياه النيل. كما أشار إلى التلوث الصحى فى حلوان بسبب مصانع الاسمنت، فضلا عن 80 الف سيارة تاكسى تخرج عوادم ضارة بالصحة تم تغيير 2000 تاكس فقط حتى الان، ونوه إلى أن عوادم مصانع الاسمنت فى مصر تبلغ 60 الف طن فى العام أى 1660 طن فى اليوم، مما يتسبب فى أمراض خطيرة تصيب المواطنين فى مصر، مؤكدا أن مخالفات صناعة الاسمنت فى مصر تمثل أعلى نسبة تلوث فى العالم. وقال النائب الدكتور إبراهيم الجعفرى "مستقل" إن هناك جريمة كبرى تمت فى مصر ولاتزال آثارها إلى الان، مشيرا إلى قضية المبيدات المسرطنة التى دخلت مصر عام 1982 إلى عام 2004، مؤكدا أن التقارير الطبية شهدت أن التربة تلوثت بهذه المبيدات، كما اصابت مياه الشرب أيضا واضرت بصحة الانسان. وأشار إلى معمل تحاليل العاشر من رمضان الذى أكد زيادة عنصر "الامونيا" فى ترعة الاسماعيلية، ما ترتب عليه اصابات للمواطن المصرى عن طريق الخضر والفاكهة التى تزرع بمياه الترعة.. مطالبا بتشكيل لجنة تقصى حقائق فى قضية التلوث البيئي الذى سببته المبيدات المسرطنة بصحة الانسان المصرى. ومن جانبه قال النائب إبراهيم زانوتى "مستقل" أن رى الأراضى الزراعية بمياه الصرف الصحى يسبب فى اصابة المواطن المصرى بالامراض جراء تناول الخضر والفاكهة المروية بمياه الصرف الصحى، مطالبا بضرورة تكوين لجنة تقصى حقائق للتحقيق فى موضوع رى الخضر والفاكهة بمياه الصرف الصحى.