قرر البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، ترؤس قداس عيد «الغطاس» بمقر كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية الاثنين. جاء ذلك فى اعقاب حادث نجع حمادي الذى وقع ليلة عيد الميلاد، فيما أعلن الدكتور السباعى أحمد السباعى، رئيس مصلحة الطب الشرعى، أن عملية فحص السلاح الآلى المضبوط بحوزة المتهمين، وكذلك الطلقات الفارغة والمقذوفات عقب استخراجها من أجساد الضحايا، أكدت تطابقها، وأن الفوارغ والمقذوفات خرجت من ذات السلاح المضبوط، موضحاً أن المصلحة أعدت تقريراً أكدت فيه وجود هذا التطابق، الذى يؤكد أن المتهمين هم الذين أطلقوا الرصاص على الضحايا من مسافات متفاوتة. كانت النيابة الكلية فى محافظة قنا عثرت على فوارغ الطلقات فى مسرح الجريمة، وأرسلتها إلى الطب الشرعى، وتوصلت المباحث إلى السلاح المستخدم، وهو عبارة عن بندقية آلية، واستخرج الطب الشرعى قرابة 34 مقذوفاً نارياً من أجساد الضحايا. واستمعت النيابة صباح الثلاثاء، إلى أقوال 28 من المتهمين بإثارة الشغب، بينهم 12 قبطياً، ووجهت لهم تهم التجمهر، والسرقة، والإتلاف العمدى للممتلكات العامة والخاصة، والحرق العمدى. حضر المتهمون وسط حراسة أمنية مشددة، وشهدت منطقة مجمع محاكم قنا تعزيزات أمنية أثناء نقلهم إلى النيابة، وأثناء إعادتهم إلى محبسهم، خوفاً من وقوع اشتباكات أو تجاوزات، ومن المقرر عرض باقى المتهمين وعددهم 14 متهماً صباح الأربعاء. وطلبت النيابة تحريات المباحث حول المعلومات التى أدلى بها الأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادى، التى قال فيها إنه كان المقصود بالقتل، وأن شاباً لا يعرفه حاول منعه من دخول المطرانية ليعطله وتستقر به رصاصات المتهمين، وحدد 4 من العاملين فى المطرانية بأنهم كانوا شهوداً على الواقعة. وواصلت نيابة نجع حمادى الجزئية معاينة المحال والمنازل المحترقة، وانتقل فريق من النيابة صباح الثلاثاء، إلى شوارع الجمهورية، وحسنى مبارك، وبورسعيد، والتحرير، وبين المحطات، التى شهدت أحداث شغب وعنف وتخريب 22 محلاً ومنزلاً. واستمعت إلى أقوال مدير المستشفى العام الذى قال إن أهالى الضحايا، وبعض الأهالى الغاضبين حطموا العيادة الخارجية فى المستشفى، وبعض الأجهزة، وسيارات إسعاف، وأخرى لنقل الموتى، وسيارة تابعة للطب الشرعى، وسيارة أحد الأطباء. وكشفت مصادر كنسية مطلعة لصحيفة "المصري اليوم" الاربعاء عن وجود مخاوف لدى قيادات الكنيسة بالإسكندرية من تكرار أحداث نجع حمادى والتى اسفرت عن مقتل 7 مصريين ليلة عيد الميلاد، خاصة أن محافظة الإسكندرية شهدت أحداثاً مماثلة خلال الأعوام الماضية. وحذر جوزيف ملاك، عضو لجنة الدفاع عن الكنيسة المرقسية، من وقوع أحداث عنف طائفى جديدة فى احتفالات عيد «الغطاس»، وهو ما يستوجب تشديد الإجراءات الأمنية على الكنائس، خاصة مقر البطريركية الأرثوذكسية. من جانبه، قال القس سامى فوزى، عميد كاتدرائية القديس مرقس «الأسقفية الإنجليكانية فى الإسكندرية»، إن الحادث أصاب المسلمين قبل المسيحيين، مشددا على ضرورة أن يعيش الأقباط فى مصر فى سلام وأمان وأن تتم معاملتهم كمواطنين من الدرجة الأولى، مطالباً بضرورة محاكمة ومحاسبة المتهمين فى أحداث نجع حمادى حتى تشيع العدالة بين عنصرى الأمة.