في أكبر حادث سرقة في العراق منذ الغزو الأمريكي استولي ثلاثة من حراس بنك دار السلام في حي الكرادة وسط بغداد علي مبلغ 282 مليون دولار بالعملة الأمريكية و220 مليون دينار عراقي "176000 دولار" وانسحبوا دون ان يلاحقهم أحد.. أعلنت وزارتا الداخلية والمالية تشكيل لجنة للتحقيق في هذا الحادث المثير. وقال مسئولون انهم يرجحون ان يكون اللصوص الثلاثة علي صلة بالميليشيات الشيعية المنتشرة بالمنطقة خاصة انه من الصعب عليهم التحرك بهذا المبلغ دون ان يتم تفتيشهم في نقاط التفتيش العديدة الموجودة بالمنطقة والتي تتولي قيادتها قوات شرطة لمعظمها ولاء للميليشيات المسلحة. وقد أثار الحادث تساؤلات كثيرة أولها السبب في وجود هذا المبلغ الضخم نقدا وبالدولار في هذا البنك. وثانيها التزام الصحف ازاء تفاصيل الحادث لدي المسئولين العراقيين. وأعلن الجيش الأمريكي انه وجه ضربة جوية فجر أمس إلي مجموعة من رجال الميليشيا أثناء زرعهم لقنابل موجهة في مدينة الديوانية مما أسفر عن مقتل خمسة منهم. وصرح مسئول في الشرطة العراقية بأن الهجوم جري بعد منتصف الليل بقليل وأدي إلي مقتل خمسة من ميليشيا جيش المهدي وقال ان خمسة مدنيين قتلوا في الغارة أيضا وأيده في ذلك مصدر طبي.. واعترف مكتب الصدر في الديوانية بسقوط خمسة "شهداء" من مقاتليه..من ناحية أخري صرح ضابط عراقي بأن اشتباكات جرت بين قوات جيش المهدي والقوات الأمريكية وان ثلاثة من المسلحين قتلوا خلال الاشتباكات التي جرت في حي الجمهورية.. واستهدف الأمريكيون خلالها واسكات مصدر هجمات بالهاون ضد القاعدة الأمريكية بالمدينة. قطع الطرق ومما يعكس حقيقة الوضع المتدهور بالعراق أعلنت وزارة التجارة العراقية انها تحاول التنسيق مع وزارتي الدفاع والداخلية لإيصال المواد الغذائية إلي المدن التي قطعت المقاومة العراقية طرق الوصول اليها ومن بينها مدينة الرطبة قرب الحدود الأردنية ومدينة تلعفر غرب الموصل وبلدة أمرلي التي شهدت أكبر مذبحة منذ أيام قليلة. وفي حادث بشع بمنطقة الكرمة قرب مدينة الفلوجة حاصر مسلحون وصلوا علي متن سيارتين منزلا مملوكا لعضو بارز في قوت الأمن المحلية ولأحد القضاة وأجبروا السكان علي البقاء في داخله وأغلقوا الأبواب ثم نسفوا المنزل علي رءوس من فيه.. قال الجيش الأمريكي ان 11 شخصاً قتلوا وقالت الشرطة العراقية ان عدد القتلي من أقارب القاضي بلغ 25 شخصاً. وبرغم استمرار عملية السهم الخارق في محافظة ديالي فقد كشفت تقارير أمريكية عن استمرار أعمال العنف والقتل بلا هوادة في مدينة بعقوبة والمدن المجاورة ومن بينها العثور علي 3 جثث في مدينة الخالص ومهاجمة نقطة تفتيش للجيش بالهاونات وهجوم علي مركز شرطة وانفجار قنبلة موجهة في خان بني سعد أودت بحياة جندي عراقي واصابة أربعة بجروح. وفي محاولة لاستعادة قرية شيردين شمال شرق بعقوبة من المقاومة العراقية التي سيطرت عليها منذ يومين شنت قوة أمريكية عراقية مشتركة عملية في محيط القرية واستدعت القاذقات الأمريكية التي ألقت ثماني قنابل ضخمة دمرت جسرا قيل ان رجال المقاومة يستخدمونه.. ولم تعرف الخسائر البشرية للعملية أو التقدم الذي حققته القوة الأمريكية. تعويضات كشف أول احصاءات رسمية أمريكية منذ بدء الحرب علي العراق أن عدد المدنيين العراقيين الذين قتلتهم القوات الأميكية لدي اقترابهم من نقاط التفتيش وعدم فهم الاشارات اليدوية بالتوقف أو لدي اقترابهم من القوافل العسكرية الأمريكية بلغ 429 قتيلا خلال العام الماضي وحده إلا ان مكتب المحاسبة الحكومي ذكر ان القوات الأمريكية وزعت في هذه الفترة مبلغ 31 مليون دولار تعويضات لمدنيين قتلوا خطأ بواقع 2500 دولار علي الأكثر لكل حالة مما يعني أن عدد حالات استهداف المدنيين وممتلكاتهم بلغت 12400 حالة. وذكرت أمس اللجنة الأمريكية لشئون المهاجرين والنارحين ان عدد العراقيين الذين هاجروا من العراق إلي الدول المجاورة العام الماضي وحده بلغ 790 ألف مواطن توجه منهم 449 ألفاً إلي سوريا و250 ألفا إلي الأردن وحوالي 80 ألفا إلي مصر و202 عراقي إلي الولايات المتحدة!! وفي واشنطن يبدأ مجلس النواب الأمريكي خلال الساعات القليلة القادمة مناقشة مشروع قرار يقضي بانحساب القوات الأمريكية من العراق بحلول أول ابريل القادم وربما يطرح القانون للتصويت. وفي ذات الوقت تقريباً تقدم الادارة الأمريكية إلي الكونجرس التقرير المرحلي المتوقع عن انجاز استراتيجية بوش الجديدة في العراق خلال الفترة من فبراير حتي يوليو.. وذكرت وسائل الإعلام الأمريكية ان التقرير سيؤكد أن عشرة من 18 هدفاً للخطة لم تتحقق وان ثمانية أهداف انجزت بصورة "مرضية". ويشير التقرير بصورة خاصة إلي فشل الحكومة العراقية في تحقيق ما أوكل اليها من أهداف لتحقيق المصالحة الوطنية.. وقالت مصادر بالكونجرس ان توماس فينجر نائب رئيس أجهزة المخابرات القومية الأمريكية أبلغ احدي لجان الكونجرس "انه من الصعب للغاية الضغط علي القادة العراقيين لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية حتي لو تلاشي العنف السائد حالياً بالعراق". ونشرت أمس صحيفة واشنطن بوست خلاصة تقرير لمايكل هايدن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلي لجنة بيكر هاملتون في نوفمبر 2006 قال فيه "ان انعدام قدرة الحكومة العراقية علي تسيير دفة الحكم مسألة لا يمكن عكس اتجاهها". وظهر في الكونجرس الأمريكي إجماع بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي علي احداث تغيير جوهري وكبير في "مهمة الجيش الأمريكي بالعراق". لكنه لم يتم الاتفاق علي مشروع قانون يستطيع كسب الأغلبية اللازمة للتغلب علي سلطة الرئيس الأمريكي جورج بوش لاستخدام الفيتو حتي الآن. قالت مصادر مطلعة ان عشرة من أعضاء الحزب الجمهوري بمجلس الشيوخ قد انشقوا فعلا علي سياسة الرئيس بوش العراقية وان سبعة منهم صوتوا إلي جانب الديمقراطيين علي مشروع قرار تم رفضه بزيادة فترة الراحة للقوات القتالية في العراق. ويركز الكونجرس الآن علي أربعة مشروعات قوانين أولها مشروع باعتماد توصيات لجنة بيكر هاملتون كسياسة رسمية. وثانيها يقضي بإلزام القيادة الأمريكية بالوقف الفوري للمهمة القتالية للقوات الأمريكية في العراق مع مرونة في الانسحاب وثالثها يجمع بين ما جاء في المشروعين السابقين. والثالث يدعو لبدء الانسحاب من العراق خلال 120 يوما.