القاهرة اخبار مصر ترجمة : ايناس سعد تجاوز عدد المواليد الذكور فى الصين المواليد الإناث بمقدار 38 مليون مولود هذا الاختلال جاء نتيجة لسياسة الطفل الواحد والتي حالت دون ميلاد 400 مليون طفل إضافي حسبما تقول بكين نظرا لتفضيل المولود الذكر عن الأنثى كما نشرت جريدة لوفيجارو الفرنسية. إن المأساة الإنسانية لا تنحصر فقط في وجود صعوبة أمام الرجل الصيني حاليا في العثور على شريكة العمر بل في عمليات التخلص من الأطفال الإناث عند الميلاد أو بالإجهاض نظرا لتفضيل المولود الذكر عن الأنثى. لقد حظرت الحكومة الصينية على الأطباء الكشف عن نوع المولود بواسطة جهاز السونار لكن العديد منهم يخالفون القانون أمام إغراء المال. الصين كغيرها من الدول الشرقية تعتبر الرجل أعلى قيمة من المرأة وفلسفة كونفوشيوس كانت تغذي هذه الأفكار، وقد حاول الزعيم ماوتسي تونج القضاء على هذه الفكرة حيث أعطى للمرأة حقوقا ومكانة في المجتمع لكن لم يكن من السهل عليه تغيير أفكار عمرها 5000 سنة. من المظاهر المأساوية لهذه السياسة أيضا عمليات اختطاف الأطفال حيث تشير الإحصاءات إلى وجود ما بين 30,000 و60,000 حالة اختطاف طفل كل عام وكلهم من الذكور، وأحيانا يضطر بعض الآباء إلى بيع أطفالهم الذكور للحصول على المال.هذه السياسة أدت أيضا إلى ما يعرف " بالطفل الإمبراطور" بسبب فرط التدليل الذي يتلقاه الطفل الوحيد من والديه. أما على الصعيد الديموجرافي، بدأ العلماء يحذرون من ظاهرة شيخوخة السكان فبحلول الخمسينات من هذا القرن سيكون لدى الصين أكبر عدد من المسنين في العالم بواقع 100 مليون شخص تقريبا يتجاوز عمرهم الثمانين.وهذا ما دفع علماء الديموجرافيا إلى حث الحكومة على تعديل سياستها بالسماح بإنجاب طفلين وقد احتدم النقاش حول هذا الأمر بمناسبة الإعداد للخطة الخمسية الثانية عشرة للأعوام (2011-2015). لقد بدأت بالفعل مدينة شنغهاي الصناعية تلم بأبعاد المشكلة فباتت تسمح بإنجاب طفلين لكل زوجين "مؤهلين" أي كان كل منهما طفل وحيد لوالديه. لكن بغض النظر عن عدول الحكومة عن هذه السياسة يثور تساؤل حول مدى استجابة الشباب، حيث أظهر استطلاع للرأي أجري على عينة من الأزواج الشبان أن 20% منهم فقط على استعداد لإنجاب طفلين.