أثبت بحث صيني حديث أن المراهقين المدمنين على الإنترنت معرضين أكثر، وبواقع الضعف، لإلحاق الأذى بأنفسهم بواسطة شد الشعر والضرب والحرق المتعمد والقرص. وأظهرت الدراسة التي شملت 1618 طالبا تتراوح أعمارهم بين 13 إلى 18 عاما ألحقوا الأذى بأنفسهم بطريقة أو بأخرى في غضون الأشهر الستة السابقة، وأفاد 5ر4% منهم بأنهم قد أذوا أنفسهم ست مرات على الأقل خلال تلك الفترة. ولفت الباحثون في الدراسة، التي نشرت في دورية "الوقاية من الإصابة" إلى أن نحو 90 % من المشمولين في هذا البحث، من المستخدمين المنتظمين للإنترنت، و10 % من "المدمنين" المعتدلين، بجانب شريحة ضئيلة بلغت 6.0 % من المدانين بشدة. وذكر معدوا الدراسة أن المراهقين المدمنين يعانون من مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والعصبية عند عدم استخدام الشبكة العنكبوتية، إلا أن تلك الحالة تتغير للأحسن عند العودة للإنترنت. وبعد استبعاد المشاكل الصحية، وجد الباحثون أن المراهقين المدمنين على الإنترنت، هم الأكثر عرضة للجوء إلى إيذاء أنفسهم، وبمعدل الضعف، وبشكل أخطر من سواهم من المراهقين. ويأتي البحث الصيني بعد دراسة أمريكية وجدت أن بعض الأطفال والمراهقين عرضة أكثر من سواهم للإدمان على الإنترنت، ورجحت احتمالات حدوث ذلك بين الأطفال "العدوانيين" ومن يعانون من الاكتئاب والرهاب الاجتماعي . وفي دراسة نفذتها "مستشفى كاوسيونغ الطبي الجامعي" في تايوان شارك فيها 2293 تلميذا من طلاب المرحلة السابعة، استغرقت عامين، أصيب 8ر10 % بإدمان الإنترنت، بحسب مقياس معين يحدد درجات الإدمان حيث يتفاوت تعريفه. ولاحظ فريق البحث أن الإصابة بالعدائية والرهاب الاجتماعي يقترنان عموما مع إدمان الأطفال للإنترنت وأن الصبيان هم الأكثر عرضه من الفتيات لهذا الخطر وأن كل من يتجاوز استخدامه للشبكة العنكبوتية 20 ساعة أسبوعيا, تتزايد لديه احتمالات الإدمان. ويلفت مختصون إلى أن إدمان الإنترنت أكثر انتشارا في دول آسيا، فقد كشف مسح صيني أجري عام 2008 أن أكثر من أربعة ملايين مراهق يقضون أكثر من ستة ساعات يوميا في تصفح الإنترنت. في حين تشير الأرقام إلى عدم شيوع هذا النوع من الإدمان في الولاياتالمتحدة. وحذر أطباء أمريكيون من أنه قد يصبح من أكثر أمراض الطفولة المزمنة في أمريكا. يذكر أن هناك علماء تطرقوا مؤخرا إلى ظاهرة الإدمان على استعمال موقع فيس بوك بعد ملاحظة أن هذا الولع له آثار جدية على حياة الفرد بحيث يفقده الصلة بالواقع ويؤثر على عمله وعلاقاته بالمحيطين به. وقالت المعالجة النفسية الإكلينيكية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس, جوانا ليباري: "يمكننا مقارنة فيس بوك بفيلم 'ذا ترومان شو' حيث يعيش المرء حياة رغيدة من دون منغصات في عالم مفبرك بالكامل.