انتقدت صحيفة الاهرام المصرية مسئولي وزارة الصحة في تعاملها مع مأساة الطفل مصطفى أيمن أول ضحايا انفلونزا الخنازير في المدارس، والذي توفى السبت 31 أكتوبر/تشرين الاول 2009، مؤكدة أن التصريحات الوردية التي تعلنها الوزارة حول الاستعدادات المكثفة لمواجهة الفيروس تتعارض تماما مع مشوار الطفل الذي كان حائرا بين أكثر من مستشفى دون أية محاولة جادة لإنقاذ حياته، فيما أكد المهندس أيمن سمير والد الطفل أنه لا يعلم سبب وفاة ابنه. وذكرت الصحيفة الاثنين أن مرض مصطفى لم يكتشف في حينه إلي أن تدهورت حالته وهو يتنقل فاقدا للوعي بين العيادات الخاصة وحميات العباسية، ومستشفي دار الحكمة بمدينة نصر إلي أن أصيب بنزيف في المخ. وبدأت المأساة عندما ارتفعت درجة حرارة الطفل، ولجأت أسرته إلي إحدي العيادات الخاصة، حيث أكد الطبيب المعالج أنه احتقان في الحنجرة، ووصف له بعض الأدوية المخفضة للحرارة، وكان هذا يوم الأربعاء 28 أكتوبر/تشرين الاول، وعند وصول الحرارة إلى 42 درجة ذهبت به الأم إلى طبيب آخر، قرر أن يحقنه بفولتارين ونصحهم بالذهاب فورا إلى حميات العباسية. وأضافت الصحيفة أنه في مستشفي حميات العباسية حيث المفترض أن تكون الطوارئ به علي قدم وساق وفي أشد حالاتها كان المعالج طبيبا صغيرا لا يتعدى 25 عاما، خبرته قليلة، وقرر دخوله العناية المركزة ووضع له جهاز تنفس صناعي ومحاليل، وبعد قليل أخبرهم أن مصطفي يعاني نزيفا، ولا يعلم أين مكانه، حيث لا يوجد جهاز أشعة مقطعية، وطلب من الأهل إحضار 6 أكياس صفائح دم، و12 كيس بلازما بشرائها من الخارج، وأعطاهم أمبولا به عينة دم لإجراء تحليل لها خارج الحميات لمعرفة فصيلة دمه، حيث لا يوجد مثل هذا التحليل بالمستشفي. وبعد معاناة واتصالات بالمعارف والوسطاء ، أمكن شراء 8 أكياس دم، بالإضافة إلى البلازما، حيث وصلت الساعة 8 مساء الخميس، وبعدها طلب أحد الأطباء التوجه بالطفل إلى مستشفي دار الحكمة الذي أزعجه اكتشاف إصابة الطفل بإنفلونزا الخنازير، وبعد دفع تأمين 10 آلاف جنيه طلبت إدارة المستشفي نقله إلي مستشفي اليوم الواحد بمدينة نصر، وهو أحد المستشفيات المعتمدة لمعالجة إنفلونزا الخنازير، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.