اثارت مطالبة شيخ الازهر لاحدى الطالبات فى معهد أزهري برفع النقاب عن وجهها داخل الفصل واعتزامه اصدار قرار يمنع ارتداء النقاب داخل المعاهد الازهرية جدلا كبيرا بين رجال الدين فى مصر والعالم العربي، وانتقد عدد من علماء الدين تصريحاته او اصدار مثل هذا القرار، في حين ايده عدد اخر من رجال الدين وقالوا ان النقاب ليس فريضة ولكنه عادة وسنة. وقال الشيخ على ابو الحسن الرئيس الاسبق للجنة الفتوي بمجمع البحوث الاسلامية "ان النقاب ليس فريضة وانما سنة، فالحجاب هو الذي فريضة على كل مسلمة، الا اذا كانت المرأة فاتنة الجمال يصبح النقاب هنا فريضة على المراة والرجل.. فقد أمر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب احد الرجال الذى كان تفتتن به النساء بارتداء نقاب يخفي وجهه عنهن". الا ان الشيخ ابو الحسن يرى "انه لا يحق لاى مسئول اطلاقا ان يأمر سيدة بخلع النقاب الا لعلة او ضرورة او للتعرف على شخصيتها فى امر ما، فالنقاب ليس مخالف للشريعة". ويقول الشيخ عبد الظاهر غزالة عضو لجنة الفتوى بمجمع البحوث الاسلامية انه لم يسمع بأن شيخ الازهر قد طلب من تلميذه ان تخلع النقاب وقال إن هذا لم يحدث ، واضاف انه كان قريبا من هذا المعهد ولم يسمع به من شيخ الازهر وقال انه لا يمكن ان يكون فضيلة شيخ الازهر قد قال ذلك. الا انه اوضح انه "لا يمكن لأى شخص ان يأمر سيدة بخلع النقاب، ولكنه قال ان النقاب ليس فريضة على المراة، الا اننا لا يمكنا ان نمنع احد من ارتدائه". وعن رايه الفقهي فى مسالة النقاب قال "ان شيخ الازهر قد رد في هذا الموضوع ولا يمكن لي ان ارد او افتي بعد فضيلته". اما الشيخ عبد الحميد الاطرش رئيس لجنة الفتوي الحالي فيقول "ان النقاب فضيلة وليس بفرض على النساء نظرا لان وجه المرأة وكفيها ليس بعورة، الا انه قال "نظرا لما حدث من بعض المنتقبات او من الرجال الذين دخلوا تحت هذا الستار فلا مانع لرئيس مصلحة ان يسن قرارا يقضي لما فيه الخير للناس وللوطن". ويضيف الشيخ الاطرش "بما اننا نرى ان النقاب دخل تحته كل من (هب ودب) وأصبح البعض يتستر وراءه وحدثت منه مشاكل لا تخفى علينا فلا مانع من ان يصدر فضيلة شيخ الازهر قرارا بمنعه وهو ادرى بما يقول وهو يعلم مدى تحمله للمسئوليه امام الله". ولم تنتهي ردود الافعال داخل الوطن العربي فقط، فقد قالت مسئولة التكافؤ في حزب شعب الحرية الايطالي الحاكم باربارة سالتاماريني تعليقا على توضيحات شيخ الازهر بشأن النقاب انه "اخيرا لم يعد هناك مجالا للشك بعد توضيحات هذه السلطة العليا فى السنّة الاسلامية حول حق المرأة المسلمة بالتمتع بهويتها التى يحجبها النقاب والذى يمثل عنصرا دخيلا على التقليد الاسلامي" وفق تعبيرها. وطالبت المسئولة الايطالية "بأن تتم وباسرع وقت ممكن الموافقة على مشروع القانون الذى يعالج هذا الشأن والمعروض على مجلس النواب الايطالي، ولكي تمر عملية اندماج النساء المهاجرات فى ايطاليا عبر معركة الحرية"، على حد قولها. وأشارت صحيفة كورييري ديلا سيرا إلى أن رابطة الشمال -المعروفة بعدائها الشديد للمهاجرين- قدمت مقترحا للبرلمان الايطالي تطالب فيه بمعاقبة كل من يرتدي النقاب في الشوارع والمصالح العامة. في هذا الصدد، قال زعيم الأغلبية في الرابطة روبرتو كوتا إن الرابطة لا تعادي الدين الإسلامي، مشيرا إلى أن القرآن ذاته لم ينص صراحة على ارتداء النقاب كما أوضح إمام الأزهر.