واصلت سوق الذهب في دبي التراجع خلال سبتمبر/ أيلول 2009 لتفقد مبيعات التجزئة بالامارة 40 % بوتيرة سنوية في إطار تراجع النشاط بسبب ارتفاع الأسعار. وتواصل أسعار الذهب صعودها مع بحث صناديق الاستثمار العالمية عن ملاذ آمن لأصولها في خضم التباطوء الاقتصادي. ولامس الذهب مستوى الالف دولار مقارنة مع أقل مستوى في عام عند 680.80 دولار. وخلال جلسة الاثنين، تحدد سعر الذهب في جلسة القطع الصباحية في لندن على 1004.25 دولار للاوقية (الاونصة) ارتفاعا من 1003.50 دولار في جلسة القطع السابقة، وبلغ سعر الذهب عند الاقفال السابق في نيويورك 1001.30 دولار للأوقية. وفسر موسوهاك أحمد مدير المبيعات لدى متجر للمجوهرات بالسوق القديمة في دبي العزوف عن الشراء بارتفاع الاسعار لتصبح أكبر من قدرة الكثير من المستهلكين. ورهن رازين محمد مساعد، تاجر، تحسن مبيعات التجزئة بعودة الأسعار الى 800 دولار للاوقية وهو ما استبعده في الاجل القريب حيث أن طلب المستثمرين لايزال مرتفعا. ورغم ذلك فان بعض التجار يأملون في تحسن المبيعات في الأشهر القادمة مع اقتراب موسم الزواج التقليدي للعرب والهنود. وهو ما عبر عنه بائع في سوق الذهب القديمة قائلا "لا مفر من شراء الذهب في موسم الزواج .. انه تقليد لا يمكن التخلي عنه حتى في ظل الركود مما ينعش البيع بعض الشئ على مدى شهري أكتوبر ونوفمبر". ويعلق اخرون آمالهم على إقدام المستهلكين على شراء الذهب كاستثمار مع استقرار الأوضاع. وقال فنسنت جورج مدير متجر للمجوهرات انه لا يقدم سوى الأثرياء على شراء الحلي كاستثمار حيث ينتظرون أن تواصل أسعار الذهب ارتفاعها لكن عندما يطمئن عدد أكبر من الناس على وظائفهم فانهم سيشترون المزيد من الذهب كاستثمار حتى وان ظلت الاسعار مرتفعة. وأخذت مبيعات الحلي الذهبية في دبي منحي هبوطي منذ بداية 2009 مع انخفاض أعداد السائحين الذين يشكلون جزءا كبيرا من قاعدة المستهلكين وتوقع التجار انتعاش السوق بعد عام الى عامين. وأفاد تقرير لمجلس الذهب العالمي بان انخفض اجمالي الطلب على الذهب في الشرق الاوسط بلغ 18 % في الربع الثاني من 2009 الى 72 طنا بعد أن شهد ارتفاعا بلغ 33 % في الربع الاول. وتفصيلا، قدر هبوط الطلب على الذهب بهدف الاستثمار بنحو 31 % الى 3.8 طن في حين تراجع الطلب على الحلي بنسبة 17 % عن مستويات الربع الثاني من 2008 ليصل الى 68 طنا.