سادت بيروت اجواء متفائلة بشأن المشاورات النيابية التي يجريها رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري بهدف تشكيل حكومة جديدة على امل ان تعطي القمة السورية السعودية دفعا لجهود التشكيل. وقال رئيس وزراء تصريف الاعمال في لبنان فؤاد السنيورة في تصريحات للصحفيين في السعودية ان زيارة الرئيس الاسد الى المملكة خطوة هامة ويجب ان نبني عليها للتأكيد على جمع الصف العربي. كان الرئيس ميشال سليمان كلف الحريري الاسبوع الماضي بتشكيل حكومة للمرة الثانية منذ الانتخابات البرلمانية التي جرت في يونيو /حزيران وفاز فيها تحالف 14 اذار المدعوم من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة. واعتذر رجل الاعمال والميلياردير سعد الحريري الذي اغتال والده رئيس الوزراء الاسبق في العام 2005 عن تشكيل الحكومة والقى باللوم على منافسيه المدعومين من سوريا بما فيهم حزب الله في عرقلة مساعيه لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الفرقاء المتنافسين. ويعتبر تحسن العلاقات السعودية السورية حاسمة بالنسبة لفرص نجاح الحريري. وللدولتين العربيتين تأثير كبير على حلفائهما اللبنانيين ويعتبر تدخلهما حيويا لدفع الفرقاء نحو التوصل لتسوية حول اي حكومة جديدة. وسافر الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء الى السعودية حيث التقى الملك عبد الله. وقالت مصادر سياسية في لبنان ان الاجتماع المفاجىء الذي كان الاول منذ مارس /اذار استمر لاكثر من ساعتين. ولم يتضح على الفور ما أسفر عنه الاجتماع. لكن الانباء عن القمة كانت كافية بحد ذاتها لخلق مناخ ايجابي اعطى دفعة قوية للاسهم اللبنانية. وينظر الى تنافس الدولتين على انه احد الاسباب الرئيسية لعدم الاستقرار السياسي في لبنان خلال السنوات الاخيرة. وعمق عدم الاستقرار في البلاد الانقسامات الطائفية واثار أسوأ عنف داخلي منذ الحرب الاهلية التي دارت من عام 1975 الى عام 1990. وظلت سوريا مهيمنة على لبنان 29 عاما الى ان سحبت قواتها بعد اغتيال الحريري. ولازالت دمشق تتمتع بنفوذ كبير من خلال حلفائها مثل حزب الله المدعوم من ايران. وعقب تكليف الحريري اول مرة بتشكيل الحكومة في يونيو/ حزيران قام مبعوث سعودي بسلسلة رحلات الى دمشق دفعت اللبنانيين نحو الوصول الى صفقة حول توزيع المقاعد الوزارية في الحكومة الجديدة ولكن الخلافات حول تفاصيل الحكومة الجديدة أفشلت مساعي الحريري. كان القادة حضروا افتتاح اول جامعة مختلطة تضم طلبة من الجنسين في ثول بالسعودية.