قدم رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري التشكيلة الوزارية الاثنين إلى رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، وأعلن الحريري أنه قدم لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تشكيلة حكومة وحدة وطنية مؤلفة من 30 وزيراً على أساس صيغة ال 15-10-5 وتضم كل الكتل النيابية الرئيسية. يأتي هذا فيما أعلن النائب المسيحي ميشال عون- أحد اقطاب الاقلية- رفضه التشكيلة المعروضة، وساد الترقب في انتظار قبول سليمان بها او رفضها. وقال عون- بحسب ما نقل عنه بيان صادر عن المكتب الاعلامي للتيار الوطني الحر الذي يرئسه- "إن ما تلقيناه اليوم من اخبار يدل أن السيد سعد الدين الحريري لا يريد تأليف حكومة بل يريد التسلية واللعب بالتركيبة الوزارية وفق مزاجه". وأشار الحريري- إثر لقاء جمعه برئيس الجمهورية ميشال سليمان في المقر الصيفي للقصر الجمهوري في بيت الدين- إلى أن هذه الصيغة تراعي التوازن في البلاد وتحترم نتائج الإنتخابات النيابية وتعتمد مبدأ المداورة في الحقائب وتراعي ضرورة الإنسجام ضمن الفريق الحكومي، مشيراً الى انه بانتظار الرد من رئيس الجمهورية. وكان الحريري قد كلف في يونيو/ حزيران بتشكيل الحكومة بعد إجراء انتخابات نيابية فازت فيها قوى 14 آذار ب 71 مقعدا من بين مقاعد البرلمان البالغ عددها 128 مقعدا. كانت المفاوضات التي دارت بين الحريري والزعيم المسيحي المعارض ميشال عون، وكذلك تلك التي دارت بين الحريري ووزير الاتصالات جبران باسيل، موفدا من الجنرال ميشال عون قد باءت بالفشل. ولم يستطع الفريقان التوصل الى اتفاق حول حجم تمثيل كتلة "الإصلاح والتغيير" النيابية التي يرأسها عون، والحقائب الوزارية التي ستشغلها. وبحسب الدستور اللبناني، فإن التشكيلة الحكومية تصبح نافذة بعد توقيع وموافقة رئيس الجمهورية عليها. وكانت المعارضة اللبنانية قد اعلنت اكثر من مرة انها لا توافق على الدخول في الحكومة دون ان تمثل كتلة عون فيها تمثيلا عادلا، ويخشى المراقبون من تصاعد الازمة السياسية في لبنان اذا ما اصر الحريري على موقفه وتمسكت المعارضة برفض دخول الحكومة.