رفضت ثلاثة تيارات سياسية مسيحية معارضة التشكيلة الوزارية التي قدمها أمس الاثنين رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، كما رفضها الحزب الديمقراطي. جاء ذلك في بيان مشترك لتكتل التغيير والإصلاح الذي يتزعمه ميشال عون، وتيار المردة الذي يتزعمه الوزير الأسبق النائب سليمان فرنجية، وحزب الطاشناق الأرمني والحزب الديمقراطي الذي يتزعمه الوزير طلال أرسلان.
وقال البيان "إن فرض الحقائب والأسماء علينا ضرب للديمقراطية والأصول الدستورية ومبادئ الوحدة". وأضاف "نرفض الأمر شكلا ومضمونا ونؤكد ثقتنا بالرئيس سليمان وحرصه على عدم تعميق الانقسام".
ورأى البيان أن ما قام به النائب المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري من رفع مرسوم تأليف الحكومة إلى رئيس الجمهورية، وفرض الحقائب والأسماء على الحصة العائدة إلى التكتل فيها من دون أخذ موافقته عليها "أمر خارج عن المبادئ الديمقراطية والأصول الدستورية المعتمدة والأعراف المتبعة في تأليف الحكومات ما قبل اتفاق الطائف وما بعده".
كما اعتبر أن ذلك "هو ضرب للديمقراطية اللبنانية ومبادئ الوحدة الوطنية والتوافق والشراكة".
ودعا البيان الشخصيات الواردة أسماؤها في التشكيلة المقترحة والمحسوبة على المعارضة إلى المبادرة، كل بشخصه، برفض المشاركة في الحكومة.
وأبلغ مصدر معارض بارز وكالة يونايتد برس إنترناشونال أن المعارضة ترفض الدخول في حكومة الحريري المقترحة.
وكان الزعيم المعارض ميشال عون هاجم في تصريح له مساء الاثنين الحريري بسبب تقديمه إلى رئيس الجمهورية تشكيلته الوزارية بعد نحو سبعين يوما من تكليفه بتأليف الحكومة.
وكانت المفاوضات بين الحريري وعون وصلت إلى طريق مسدود بسبب خلاف حول توزيع الحقائب الوزارية والوزراء.
وقال عون "إن ما تلقيناه اليوم من أخبار يدل على أن السيد سعد الدين الحريري لا يريد تأليف حكومة بل يريد التسلية واللعب بالتركيبة الوزارية وفق مزاجه".
وينص الدستور اللبناني على أن يوافق رئيس الجمهورية على التشكيلة الوزارية المقترحة حتى تبصر النور. وكان سليمان أعلن أنه لن يوافق إلا على حكومة تجمع مختلف الأطراف. وكانت المعارضة أعلنت أنها لن تشارك في الحكم إذا بقيت كتلة عون النيابية خارج الحكومة.
وقدم الحريري تشكيلته المؤلفة من ثلاثين وزيرا وضمت جميع الكتل، لكن عون رفضها.
وقال عون "لا يجوز لأحد أن يسمي وزراء حزب يشارك في الحكومة، فتسمية الوزراء تعني أن هناك خروجا عن المبادئ الديمقراطية، وإرادة فرض وزرائه عليه".
وأضاف "أما لجهة الناحية الثانية وهي توزيع الوزارات، فلا يمكن القبول بوزارات مرفوضة، وإذا أراد الحريري أن يخلق تقليدا جديدا فليفتش عن غيرنا ليؤلف الحكومة معه".
ورأى أنه "في مطلق الأحوال المطلوب من جميع الوزراء الذين ستتم تسميتهم من حصة تكتل التغيير والإصلاح، المبادرة بالاستقالة الفورية من أي حكومة تصدر بأسمائهم".
وأعرب عن اعتقاده بأن رئيس الجمهورية ميشال سليمان لن يوقع مرسوم التشكيلة الحكومية التي تسلمها من الرئيس المكلف.
وقال عون إن المعارضة متضامنة ولا يمكن أن تكرس الخروج عن المبادئ الأساسية التي تحكم تأليف الحكومة.