منذ عدة سنوات سئل الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة عن رأيه في المسلسلات التي تعرض في رمضان فقال بسخرية كأنه يقرأ المستقبل: إنها إعلانات «متعاصة» دراما. أي مغمسة بالدراما. مقولة عكاشة صحيحة مائة في المائة فما يبث حاليا على شاشة رمضان ليس دراما أبدا، ما يعرض على شاشة رمضان إعلانات طويلة ومملة تتخللها فقرات درامية تسمي حركيا «مسلسلات» كما ذكرت جريدة القبس الكويتية. أعرف تماما أن هذه الإعلانات مصدر دخل رئيس لا غنى عنه للقنوات الفضائية، لكن في الوقت نفسه ما ذنب المشاهد الذي يجلس أمام الشاشة ليشاهد مسلسلا رمضانيا مدته 30 أو 40 دقيقة ليكتشف أنه تسمر أمام الشاشة لأكثر من ساعة وربع الساعة. خلال هذا الوقت الطويل تبث عدة دقائق من المسلسل ليبدأ عرض إعلانات الصابون والبطاطس والمياه الغازية والجبنة وعجينة السمبوسة، ثم تبدأ دقائق أخرى من المسلسل، والنتيجة أن المشاهد يصاب بالتشتت والملل فلا يعرف أين توقف الجزء الذي تمت إذاعته. والغريب أن بعض القنوات الفضائية أو قل كلها تلجأ إلى حيلة سخيفة تحتال بها على المشاهد، فعند نهاية الحلقة لا تقوم بعرض تترات النهاية فيظن المشاهد أن الحلقة لم تنته بعد لتبدأ وصلة جديدة من الإعلانات مدتها تقترب من ربع ساعة، ثم يفاجأ المشاهد المسكين المتسمر بمقعده لمتابعة بقية الحلقة بتترات النهاية وهو ما يعني أنه تعرض لحيلة لإبقائه متسمرا في مقعده لا ليشاهد نهاية المسلسل وإنما ليشاهد الإعلانات. لقد شعرت بالملل من متابعة العديد من المسلسلات خاصة التي تبث بطريقة حصرية بسبب هذا الاحتيال الإعلاني المتواصل، هل عجزت هذه الفضائيات عن وسيلة لعرض هذه الإعلانات بحيث لا تفسد على المشاهد متعة متابعة المسلسل كأن تعرض هذه الإعلانات في بداية العمل أو في منتصفه بدلا من هذا القطع المتكرر من أجل عيون الإعلانات.