مضي 03 عاما علي توقيع اتفاقية السلام مع اسرائيل و63 عاما علي انتهاء آخر حرب نشبت معها.. ورغم هذا فإن السلام مازال يتسم بالبرود وعدم القبول خاصة علي المستوي الشعبي.. لماذا؟ ليس صعبا بأي حال الاجابة عن هذا التساؤل أو تحليل الاسباب التي أدت الي هذا الوضع. كل الوقائع والشواهد والتي يدركها تماما الشارع المصري بحسه الوطني والقومي تؤكد ان المسئولية تقع علي عاتق هذه الدولة المارقة المعتدية، أن سلوكيات ونزعات قادتها العدوانية تتبني استراتيجية التوسع والعدوان وتعمل علي تكريس دور لاسرائيل اكبر من حجمها وامكاناتها اعتمادا علي سطوة ونفوذ الصهيونية العالمية ودعم ومساندة الولاياتالمتحدة. في هذا الاطار تتجسد تصرفاتها المناهضة للسلام بما لا يتيح أي مجال لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط . لقد قامت سياستها علي القبول بالتنازلات من جانب العرب دون أي مقابل ويستثني من ذلك انسحابها الكامل من سيناء المصرية والذي جاء كنتيجة للزلزال الذي تعرضت له. بعد النصر الذي حققته القوات العسكرية المصرية عام 3791. كشف هذا النصر أن هزيمة اسرائيل ممكنة رغم كل الدعم والمساندة التي تحصل عليها وان وجودها في المنطقة مرهون بتحقيق السلام العادل. لابد ان تدرك اسرائيل.. هذا الكيان الذي يري في السلام عدوا لتفعيل استراتيجية العدوان والتوسع. انها ستظل غير مقبولة من كل الشعوب العربية والاسلامية طالما ظلت علي اصرارها باحتلال الأرض العربية والعدوان علي حقوق الشعب الفلسطيني. لابد ان تؤمن بأن هذه السطوة العدوانية لا يمكن ومن واقع التاريخ ان تستمر الي مالا نهاية وان سياسات الدول التي تحتمي بها واقصد الولاياتالمتحدة ونفوذها يمكن ان تتبدل بمضي الوقت وبتأثير مسيرة المصالح القابلة للتغيير أيضا. من ناحية اخري فإنه الي جانب هذا الموقف العدواني المتناقض مع قرارات الشرعية الدولية وكل مباديء القانون الدولي تجاه الحقوق العربية فإن موقفها المضاد للمصالح المصرية الاستراتيجية حتي بعد توقيع معاهدة السلام يثير الدهشة والحيرة ويضع علامات دهشة وتعجب كثيرة حول طبيعة اتفاق السلام الموقع مع مصر. هل يمكن ان يكون مقبولا علي ضوء معاهدة السلام قيام هذه الدولة بالعمل علي إلحاق الضرر بمصر خاصة في مجال العلاقات مع دول حوض النيل . الانباء التي تتناقلها أجهزة الاعلام تتحدث عن تدخلات لدي دول حوض النيل لتحقيق هذا الهدف سواء من خلال الاساءة لعلاقات مصر بهذه الدول أو من خلال مبادراتها باقامة مشروعات تؤثر علي حقوق مصر المائية في نهر النيل . ان احدا لا يمكن ان ينكر ملاعيب اسرائيل بين دول حوض النيل والتي تتمثل في الشبهات المحيطة بعمل ومهام الوفود والبعثات الاسرائيلية والدعوات الموجهة الي بعض المسئولين في هذه الدول. لا جدال ان هذه التحركات رغم ما يصدر من نفي.. لها دور في اثارة وتصاعد هذه الازمة. إن عمليات التحريض الأسرائيلي دفعت بعض الاصوات في هذه الدول الي المساس بحقوق مصر التاريخية دون الاعتداد بالمعلومات المتوافرة بأن مياه هذا النهر العظيم تزيد عن احتياجات كل الدول وتفيض.. بماذا يمكن وصف هذا السلوك الاسرائيلي تجاة مصالح مصر وما هو موقعه من اتفاقية السلام الموقعة عام 9791؟ إنه ولا جدال موقف عدائي يتناقض تماما مع بنود هذه الاتفاقية وهو مبرر قوي يضاف الي باقي المبررات الاخري لإنماء هذا الشعور المتبلد والبارد من جانب كل المصريين تجاه التطبيع والسلام. * الاخبار