«البعثة الدولية» ترصد انتخابات «النواب» ب«29 متابعًا» من 9 جنسيات    تعددت الأسماء والطريقة واحدة.. آن الرفاعي وبسمة بوسيل تواجهن الطلاق ب«البيزنس» (تقرير)    طبقًا لإرشادات الطب الصيني.. إليكِ بعض النصائح لنوم هادئ لطفلك    ستيفن صهيونى يكتب: الفضيحة التي هزت أركان الجيش الإسرائيلي    مقتل شخصين إثر تحطم طائرة إغاثة صغيرة في فلوريدا بعد دقائق من إقلاعها    موعد مباراة السعودية ضد مالي والقنوات الناقلة في كأس العالم للناشئين    انيهار جزئي في عقار بحي وسط المنيا    بصورة "باي باي" ل ترامب، البيت الأبيض يرد على فيديو إلهان عمر بشأن ترحيلها من أمريكا    «متحف تل بسطا» يحتضن الهوية الوطنية و«الحضارة المصرية القديمة»    أبرزها "الست" لمنى زكي، 82 فيلما يتنافسون في مهرجان مراكش السينمائي    ترامب: ناقشت مع الشرع جميع جوانب السلام في الشرق الأوسط    إقامة عزاء إسماعيل الليثي.. غدًا    إصدار تصريح دفن إسماعيل الليثى وبدء إجراءات تغسيل الجثمان    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    سلطنة عمان تشارك في منتدى التجارة والاستثمار المصري الخليجي    الإطار التنسيقي الشيعي يدعو العراقيين إلى المشاركة الواسعة والفاعلة في الانتخابات التشريعية    أسامة الباز.. ثعلب الدبلوماسية المصرية    رسميًا.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي 2025 وخطوات استخراجها مستعجل من المنزل    يمهد الطريق لتغيير نمط العلاج، اكتشاف مذهل ل فيتامين شائع يحد من خطر النوبات القلبية المتكررة    التعليم تعلن خطوات تسجيل الاستمارة الإلكترونية لدخول امتحانات الشهادة الإعدادية    «في مبالغة».. عضو مجلس الأهلي يرد على انتقاد زيزو بسبب تصرفه مع هشام نصر    أسعار العملات العربية والأجنبية أمام الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    استعدادًا للتشغيل.. محافظ مطروح يتابع تأهيل سوق الخضر والفاكهة بمدخل المدينة    أمطار على هذه المناطق.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    الحوت، السرطان، والعذراء.. 3 أبراج تتميز بحساسية ومشاعر عميقة    ريم سامي: الحمد لله ابني سيف بخير وشكرا على دعواتكم    وزارة الداخلية تكشف ملابسات واقعة السير عكس الاتجاه بالجيزة    انهيار جزئي لعقار قديم قرب ميدان بالاس بالمنيا دون إصابات    مع دخول فصل الشتاء.. 6 نصائح لتجهيز الأطفال لارتداء الملابس الثقيلة    أهمهما المشي وشرب الماء.. 5 عادات بسيطة تحسن صحتك النفسية يوميًا    نيسان قاشقاي.. تحتل قمة سيارات الكروس أوفر لعام 2025    التخضم يعود للصعود وسط إنفاق بذخي..تواصل الفشل الاقتصادي للسيسي و ديوان متفاقمة    بسبب خلافات الجيرة.. حبس عاطل لإطلاقه أعيرة نارية وترويع المواطنين بشبرا الخيمة    استغاثة أم مسنّة بكفر الشيخ تُحرّك الداخلية والمحافظة: «رعاية وحماية حتى آخر العمر»    النائب العام يستقبل وزير العدل بمناسبة بدء العام القضائي الجديد| صور    بعد لقاء ترامب والشرع.. واشنطن تعلق «قانون قيصر» ضد سوريا    سعر الطماطم والخيار والخضار بالأسواق اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    تقارير: ليفاندوفسكي ينوي الاعتزال في برشلونة    إصابة الشهري في معسكر منتخب السعودية    صلاة جماعية في البرازيل مع انطلاق قمة المناخ "COP30".. صور    المغرب والسنغال يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية والتحضير لاجتماع اللجنة العليا المشتركة بينهما    مشهد إنساني.. الداخلية تُخصص مأمورية لمساعدة مُسن على الإدلاء بصوته في الانتخابات| صور    زينب شبل: تنظيم دقيق وتسهيلات في انتخابات مجلس النواب 2025    المعهد الفرنسي يعلن تفاصيل الدورة الخامسة من مهرجان "بوبينات سكندرية" السينمائي    اليوم السابع يكرم صناع فيلم السادة الأفاضل.. صور    مروان عطية: جميع اللاعبين يستحقون معي جائزة «الأفضل»    بي بي سي: أخبار مطمئنة عن إصابة سيسكو    اللعنة مستمرة.. إصابة لافيا ومدة غيابه عن تشيلسي    لماذا تكثر الإصابات مع تغيير المدرب؟    خطوة أساسية لسلامة الطعام وصحتك.. خطوات تنظيف الجمبري بطريقة صحيحة    أوكرانيا تحقق في فضيحة جديدة في شركة الطاقة النووية الوطنية    أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    رجال الشرطة يجسدون المواقف الإنسانية فى انتخابات مجلس النواب 2025 بالإسكندرية    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



31عاما علي «معاهدة الصلح».. والعرب عابرون فوق الگلام

أمين هويدي أطلق عليها «اتفاقية مارس» حتي لا يزيف وعي الأجيال
صلاح عيسي: استفادة مصر محدودة لأن السلام لم :يتحقق
ضياء رشوان: السادات فتح «الهويس» للتعامل مع إسرائيل فكان صانع الأحداث
قد نتذكر جميعا معاهدة كامب ديفيد من خلال تفاصيل صغيرة رويت لنا تارة وسمعنا عنها تارة أخري وشاهدناها علي شاشة التليفزيون، لنقف أمام صورة الرئيس الراحل السادات وهو يصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن في 26 مارس 1979، بعد توقيع الاتفاقية، وهي الصورة التي تناقلتها وكالات الأنباء العالمية وقتها بشغف شديد، فحرارة السلام والأحضان المتبادلة طرحت في أذهاننا تساؤلات كثيرة لمستقبل قادم وأحداث خاصة وساخنة، ومع مرور الوقت تبلغ الاتفاقية عامها الواحد والثلاثين ليظل عبدالودود مرابط علي الحدود ومحافظا علي النظام ولينسي نصائح أمل دنقل «لا تصالح» ولو قيل ما قيل من كلمات السلام، ومحمود درويش بأنه لن تنتهي الحرب ما دامت الأرض فينا تدور علي نفسها ومازال العرب عابرين فوق كلام عابر، مارين بين كلمات عابرة، كلمات سميح القاسم «ليغني غيري للسلام» ليغني غيري للصداقة والوئام.
نتذكر معا واحد وثلاثين عاما علي معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، ونطرح تساؤلات حول تأثيرها علي قرارات مصر وعلاقاتها بالعالم العربي وفكرة العزل الأبعد من مجرد عزل مادي بل معنوي وأدبي لتشارك علي استحياء فيما يحدث حولها.. تساؤلات نطرحها علي خبراء سياسيين ونحاول وضع صورة خاصة جدا قد تختلف بالطبع عن صورة السادات مع بيجن لأنها ستكون أكثر صدقا علي الأقل حتي إذا لم يتذكرها التاريخ ويخلدها في دفاتره المختلطة.
نص المعاهدة
نص المعاهدة يبدأ بكلمات هي «إن حكومة جمهورية مصر العربية وحكومة دولة إسرائيل اقتناعا منهما بالضرورة الماسة لإقامة سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط وفقا لقراري مجلس الأمن رقمي 242، 338 تؤكدان التزامهما بإطار السلام في الشرق الأوسط المتفق عليه في كامب ديفيد».
هكذا وقع السادات وبيجن علي معاهدة السلام، وفي البداية يجب إيضاح أن اتفاقية كامب ديفيد قد تمت في 17 سبتمبر 1978 «وهي تخص السلام في الشرق الأوسط» أما معاهدة السلام فتمت في 26 مارس 1979 في إطار الاتفاق بين مصر وإسرائيل.
أما هويدي رئيس المخابرات الأسبق فرفض تسميتها معاهدة السلام وأطلق عليها «اتفاقية مارس» لأننا في رأيه لم نصل إلي السلام حتي الآن بل يري أن إطلاق معاهدة السلام عليها يعتبره ميراثا سياسيا زائفا نتركه للأجيال القادمة تجعلهم يعيشون وهم السلام، لهذا رأي الهويدي أن عدم محاربة مصر علي أرض المعركة لا يعني بالضرورة تحقيق السلام، والاتفاقية كما رآها جعلتنا نتعايش مع تناقضاتنا وخلافاتنا دون محاولة لحلها.
اتفاقية مارس
هكذا نبدأ ب «اتفاقية مارس» كما أسماها أمين الهويدي يقول الكاتب صلاح عيسي إن معاهدة السلام أحدثت ارتباكا واسعا في العالم العربي ومسئولية هذا الارتباك تقع علي الطرفين السادات وبيجن حيث سعيا إلي توقيع اتفاقية الأرض مقابل السلام دون التمهيد لذلك أو الاهتمام بالتوصل إلي توافق عربي وعلي الرغم من أن معظم الأنظمة العربية آنذاك كانت لابديل لديها عما فعله السادات إلا أنها ردت علي خطوته هذه بشن حملة عنيفة جدا ضده ومحاولة إسقاط حكمه ومقاطعة مصر اقتصاديا وكانت النتيجة إضعافها كمفاوض وهو ما أفاد الإسرائيليين لهذا الانشقاق العربي، فضلا عن أن المعاهدة شملت شروطا سيئة منها تقييد عدد القوات في سيناء ووجود محطة مراقبة أمريكية في سيناء وغيرها، استفادة مصر من المعاهدة يراها عيسي استفادة محدودة لأنها في النهاية لم تحقق السلام في المنطقة فالاحتلال لفلسطين مازال قائما، وقد كان من الممكن أن تستفيد مصر بشكل أكبر ولكن استثمار السادات السياسي لانتصارات أكتوبر كانت أقل من حجم النصر العسكري.
في حين رأي أن إسرائيل قد تكون ربحت خروج مصر بالفعل من دائرة القوي الكبري المواجهة لها في الشرق الأوسط ولكنها لم تكسب السلام هي الأخري حتي الآن وهذا أمر يضغط عليها.
ومصر مازالت تحاول تقديم دور لها في المنطقة وإصلاح خطأ قديم وحصول الفلسطينيين علي حقوقهم.
الهويس
ويري ضياء رشوان نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن السادات كان صانعا للأحداث فقد فتح الباب لما يحدث الآن فخرجت مصر كقوي كبري حجما وسكانا ومواجهة عسكرية من حسبة إسرائيل فآخر موقف عربي قبل المعاهدة كان قمة الرباط عام 1974، مؤتمر الخرطوم والذي عكس موقف عربي موحد فقبل ما يقدم عليه السادات لم يكن هناك طرق مشابهة من الدول العربية للتعامل مع إسرائيل إلا من الرئيس بورقيبة والسادات كما يمكن أن نقول «فتح الهويس» للتعامل مع إسرائيل.
عربدة!!
ويلقي الكاتب الصحفي نبيل زكي نظرة علي الواقع العربي الآن لندرك النتائج الحقيقية لمعاهدة السلام وكامب ديفيد فإسرائيل أصبحت «تعربد» في المنطقة وتتحدي العرب وتستخف بهم ولا تخفي احتقارها لهم دون أن يحرك العرب ساكنا أو نسمع عن أي رد فعل جدي عربي لمواجهة هذا التحدي، فالمزاعم التي قيلت أيام الاتفاقية إن عصر السلام قد بدأ والفلسطينيون سيحصلون علي حقوقهم وحرب أكتوبر آخر الحروب هي مزاعم كاذبة والأيام أثبتت هذا، فالقضية الفلسطينية في أسوأ حالاتها فإسرائيل شنت أكثر من حرب علي دول عربية خلال الثلاثين عاما الماضية التي مرت علي الاتفاقية وقتلت الآلاف من الفلسطينيين وأسرت 11 ألف فلسطيني واعتدت أخيرا علي المقدسات.
وهذا كله يراه نبيل زكي نتيجة للاتفاقية أو معاهدة السلام فمصر خرجت من المواجهة مع إسرائيل وتضاعفت الكارثة عندما أعلن العرب في كل مؤتمر لهم أن خيارهم الاستراتيجي الوحيد هو السلام وفرضت إسرائيل حقائق علي العرب وتركتهم يتحدثون ووصلنا لتفاهم مصري - أمريكي علي الاستيطان دون الإعلان عنه.
علي هامش المعاهدة
وقد تعيدنا كلمات نبيل زكي لما قامت به إسرائيل خلال الأعوام الماضية في الدول العربية منها قيامها بمجازر عنيفة ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني بدايتها عام 1982 أي بعد ثلاث سنوات من المعاهدة عندما شنت القوات الإسرائيلية بأمر من بيجن والذي كان رئيسا للوزراء غارات جوية استهدفت بها بيروت أدت لقتلي وجرحي استمرت 88 يوما حتي نالت غرضها وظلت محتلة بيروت لمدة 17 عاما حتي تم إجلاؤها منذ سنوات بجانب مجازرها الشهيرة خلال هذا الاحتلال مثل صابرا وشاتيلا، وقانا مرتين 1996 و2006، أما في فلسطين فحدث ولا حرج فمذابح يومية واعتقالات حتي أن الجنود الإسرائيليين أنفسهم في بعض شهاداتهم بعد حرب إسرائيل علي غزة العام الماضي ذكروا أن قادتهم طالبوا منهم قتل أي مدني والدخول إلي بيوت الفلسطينيين بأي طريقة لقتل من بداخلها «فأصبح كل شيء في غزة ممكنا» وموقف مصر وقتها الجميع يشهده فكان حرجا واكتفت بالإدانة والشجب.
الحساسة!!
أما المهندس أحمد بهاء الدين شعبان أحد قادة الحركة الطلابية في السبعينيات فيقول إن تأثير معاهدة السلام علي أوضاع مصر ودورها الإقليمي سلبي للغاية فالمعاهدة حققت لإسرائيل مكسبا وهو إخراجها من معادلة القوي العظمي في المنطقة والذي يعود إلي موقعها الاستراتيجي كدولة كبري وهو ما يتفق مع مذكرات الرئيس الأمريكي كارتر والذي شهد علي المعاهدة حيث أكد في كتابه عندما أطلق علي المعاهدة «المعاهدة الحساسة» اعتبرها أكثر إنجازات مناحم بيجن في فترة توليه لرئاسة الوزراد حتي وإن كان في رأيه لم يحافظ علي وعوده وتحايل في تنفيذها بالنسبة للفلسطينيين ولكن المعاهدة أدت إلي أن إسرائيل استبعدت مصر كقوة كبري من المعادلة العسكرية للشرق الأوسط وبالتالي أصبح لديها قدر كبير من الحرية في الوصول لأهدافها في الأراضي المحتلة تلك هي شهادة كارتر..!!.
ورقة ضغط
ونعود لكلمات أحمد بهاء الدين شعبان فيري أن المعاهدة أدت إلي توثيق علاقة النظام المصري بالعدو الصهيوني اقتصاديا وسياحيا وهو ما أدي لتدهور الاقتصاد المصري والزراعة، وعن إمكانية أن تصبح هذه الاتفاقية ورقة ضغط في ظل الأحداث الحالية في حال إمكانية إعادة التفكير فيها فيري شعبان عدم إمكانية هذا في ظل هيمنة أمريكا ومحاولات مصر إرضائها، ولكن في نفس الوقت يمكن تجميد التطبيع وكل أشكال التعاون مع إسرائيل وعدم الإعلان عن هذا بشكل مباشر، ويتخيل شعبان في حالة عدم وجود هذه المعاهدة الآن لكان الأمر مختلفا كثيرا وكانت مصر لن تقبل ما يحدث للشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية لرفعت مصر صوتها عاليا ولكنها «مكبلة لإرادة مصر» فالمعادلة أصبحت فقيرة ولهذا لا يمكن استعادة موقف عربي واحد إلا باستعادة حيوية مصر ودورها الذي اختطف منها بهذه الاتفاقية.
تفسيرات
ونجد حسين عبدالرازق - رئيس المجلس الرئاسي لحزب التجمع - يضع تفسيرات شاملة لأسباب وعوامل أدت إلي معاهدة السلام وكامب ديفيد تربط بين الأسباب والنتائج والسياسات التي نعاني منها اليوم منها انقلاب 13 مايو 1971 وطبيعة السلطة الجديدة وموقفها من القضايا الاقتصادية والاجتماعية والوطنية والأوضاع الاقتصادية داخل مصر وانتفاضة 18، 19 يناير 1977 والبيان الأمريكي السوفيتي في أكتوبر 1977 حيث يقول إن كثيرا من المحللين، بمن فيهم القريبون من السادات والعارفون بمواقفه من داخل البيت، أن قراره بالذهاب إلي القدس والوصول إلي تسوية نهائية مع إسرائيل ولو بالاستجابة الكاملة لشروطها كانت رد فعل لأحداث 18 و19 يناير 1977 حيث ما شهده السادات من حالة فزع أدت إلي إمكانية استعداده للهرب ومفاجأته بالأحداث والجماهير، ولهذا فمصر بعد هذه المعاهدة تجسد حقيقة موقفها خاصة في القضية الفلسطينية وعلاقتها التبعية لأمريكا وممارستها المختلفة سواء في حرب الخليج أو غيرها، جميعها تؤكد التزام الرئيس مبارك وإدارته بمنهج واتفاقيات كامب ديفيد مما أدي إلي فقدان الإرادة السياسية الآن علي الساحة الدولية والعربية.
الطموحات الشعبية
ويري د. أحمد كمال أبوالمجد أن محاولة إعادة تقييم معاهدة السلام اليوم بعد واحد وثلاثين عاما يحتاج إلي أمرين الأول وضع ما جري في سياقه الذي كان قائما وقتها والثاني إعادة سحب السياق الحالي من جديد، فيري أن مكاسب معاهدة السلام كانت أقل من الطموحات الشعبية وفي تقديره فكل شيء كان معلنا حسب الاتفاقية ولم تكن هناك بنود سرية ولكن ما حدث هو أن مسار العلاقات العربية - الإسرائيلية والقضية الفلسطينية لم يكن صحيحا وأفاد بتراجع الرغبة الحقيقية للسلام وأدي لشكل «ابتزاز انتهازي» يكشف عن نية لمنع تحقيق السلام.
ويضيف أن عملية السلام ليست شعارا أو أسطورة وهي تحتاج دائما إلي إرادتين وليس إرادة واحدة، وما يحدث الآن أنها تقف علي جانب واحد هو العربي بتأييد مريب من أمريكا لتكشف إسرائيل بهذا عن وجه شديد القبح.
الوقت الراهن
أما الدكتور حسن نافعة فقد تطرق إلي الاتفاقية وعلاقتها بالوقت الراهن بشكل أكبر حيث أكد وجوب اختزال هذه الاتفاقية في علاقات قانونية شكلية دون انتهاكها انتهاكا صريحا من منطلق أن إسرائيل لا تريد السلام وأن مصلحتنا تقضي باختزالها وفي مرحلة من المراحل حاولت مصر هذا عندما خاضت معركتها حول طابا.
لكن الأمر تغير في السنوات الأخيرة بعد اعتبار العلاقات الإسرائيلية مهمة وأن إسرائيل دولة صديقة يجب التعاون معها، ووصل الأمر كما ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية بأن يقوم القصر الرئاسي في مصر بالاتصال بمكتب السفير الإسرائيلي في القاهرة لمعرفة الطريقة التي يفضلها نتانياهو لطهو الطعام له.
وأرجع نافعة السبب في هذا إلي مشروع التوريث الذي يتبناه النظام المصري والذي تقوم فيه إسرائيل بدور فاعل.
ورفض نافعة فكرة تعديل بعض بنود الاتفاقية قائلا أنا لا أؤمن بتعديل البنود في الاتفاقيات لكنك تستطيع جعل الاتفاق حبرا علي ورق وإفراغ الاتفاقية من مضمونها خصوصا فيما يتعلق بموضوع التطبيع، بشرط توافر الإرادة السياسية ورغبة لدي النظام في إعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل وإعادة رسم خريطة الأمن القومي واعتبار إسرائيل عدوا بمعني أنه يجب أن نعتبر كامب ديفيد عبئا يجب التخلص منه وإن لم نستطع فعلينا أن نفرغها من مضمونها، وفي النهاية يتطلب الأمر تغيير النظام السياسي القائم.
وعن المزايا التي يروج لها النظام في الاتفاق قال نافعة إنهم يتحدثون عن تحقيق تنمية سياحية وأن سيناء أصبحت أكثر تنمية من الناحية السياحية، وهذا الكلام غير صحيح لأن الاتفاقية أدت إلي جعل إسرائيل دولة عظمي في مقابل تراجع الدور المصري في المنطقة، كما أنه لولا الاتفاقية لما زاد نفوذ رجال الأعمال في مصر الذين يحصلون علي الحماية والدعم الإسرائيلي.
تبعية مطلقة!!
في حين أكد النائب الدكتور جمال زهران عضو مجلس الشعب أن هذه المعاهدة أدت إلي تراجع دور مصر الإقليمي وتقدمت مصر داخل حدودها وأصبحت غير قادرة علي القيام بالدور القيادي المطلوب منها، ومن ثم أصبحت مصر غير قادرة علي إدارة الصراع العربي - الإسرائيلي فيما تقدمت دول صغري لتحل محلها أو تنافسها مثل قطر، وبالتالي مصر لم تعد قادرة للسيطرة علي الأوضاع في المنطقة العربية إلا من خلال دائرة مصالحها الضيقة، وتحول دورها إلي دور وساطي وليس دور قائد فعال قادر علي حل المشاكل الإقليمية، وأصبحت تابعة تابعية مطلقة إلي أمريكا وحليفا لها وأصبحت منسقا مع إسرائيل.
وأكد زهران أن هناك علاقة وطيدة بين نفوذ رجال الأعمال في مصر وحرصهم علي استمرار العلاقات الطيبة مع إسرائيل، ودلل علي ذلك بالصمت المصري أثناء الاعتداءات علي غزة، وأكد أن وراء هذا الصمت رجال الأعمال خوفا علي مصالحهم مع إسرائيل، وأضاف زهران هم من صدروا الحديد والأسمنت لإسرائيل لبناء الجدار العازل ليكتمل الحصار علي الفلسطينيين.
وردا علي تساؤل حول اتفاقية السلام مع إسرائيل وثمارها في تقوية العلاقات مع الغرب يقول زهران كان من الممكن تقويتها بدون كامب ديفيد التي أدت إلي تراجع الدور الإقليمي، ويقول زهران إن الأهم والأخطر في ذلك مصادرنا للتسليح التي أصبحت معروفة في ظل مسئولية أمريكا عن أمن وحماية إسرائيل، وأكمل زهران يجب علي مصر كي تمارس دورها الصحيح أن تتخلي عن المعونة، واختتم زهران كلماته واصفا الاتفاقية باتفاقية الاستسلام والخضوع والاعتراف بإسرائيل.
خسارة!!
ويري نائب الإخوان الدكتور حمدي حسن أن الرابح الأكبر من تلك الاتفاقية هي إسرائيل والتي نالت أكثر ما كانت تحلم به من اعتراف رسمي من أكبر الدول العربية وبداية علاقات تخدم مصالحها في المنطقة ويقول النائب إن المكاسب التي عادت علي مصر من معاهدة السلام مع إسرائيل لا تساوي الخسائر التي حققتها وبالتالي حساب المكسب والخسارة يصب في صالح الخسارة.
وأكد النائب أنه يجب استخدام الاتفاقية كورقة ضغط علي إسرائيل أو إلغاء الاتفاقية وقال «الحمد لله جيشنا قادر علي صد أي اعتدا» أو نترك الحبل للكيان الصهيوني يتلاعب بنا وبمقدساتنا وبالشعب الفلسطيني دون رد قوي وأعتقد أنها مذلة ومهانة غير مقبولة.
وأكد النائب أن أكبر كذبة يروجها النظام هي كذبة العلاقات مع الغرب والمعونة الأمريكية، والتي تصب في مصالحهم لا لمصلحة الشعب، وكان لها الآثار المدمرة علي الاقتصاد المصري وجعلتنا كالمعاقين في انتظار المساعدة والإعانة، وأكثر هذه المشروعات كانت تصب في مصلحة رجال الأعمال وليس في صالح الوطن وأرجع النائب عدم استخدام الاتفاقية كورقة ضغط علي إسرائيل لعدم وجود إرادة سياسية حقيقية واختتم كلماته قائلا للأسف أصبحنا نقبل بكل الضغوط دون مقاومة.
ضد التيار!!
بينما يسير نائب الحزب الوطني الدكتور فاروق إسماعيل ضد التيار مؤكدا أن مصر هي الرابح الأكبر من كامب ديفيد قائلا: مصر كانت دولة منهارة من حيث المرافق والاتفاقية أتاحت لمصر الفرصة لإعادة بناء مرافقها، وأكد فاروق أن هناك أمورا كثيرة تحسنت في الشأن الداخلي والعلاقات الخارجية.
وقال فاروق نحن مع السلام قلبا وقالبا لأن مصر عانت كثيرا من الحروب وفقدت أكثر من مائة ألف شهيد وفقدت مليارات الجنيهات بالإضافة إلي الخلل الاجتماعي الذي حدث في مصر منذ عام 67 علي مستوي الأخلاق العامة وتقبل الآخر.
وأكد النائب أن صورة مصر عالميا تحسنت بشكل كبير وأرجع الفضل في ذلك إلي معاهدة السلام مع إسرائيل والرئيس الراحل أنور السادات، ويري فاروق الشكل العام للاتفاقية قد أفاد الجانبين برجوع سيناء إلي مصر دون حرب وتحييد مصر عسكريا.
ويري أن هناك حاجة إلي مراجعة النظر في أعداد الجنود في سيناء ويجب زيادة أعدادهم وعدم الاكتفاء ببعض الجنود والضباط لحماية أراضي الوطن وقال إسرائيل تعلم جيدا أن لا نية لمصر لخوض أي حروب ضدها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.