نجاح الصيادون المصريون في التغلب علي القراصنة وتحرير انفسهم سيطر علي الصحافة اليوم فاستعرضت ملابسات العملية والجهود المتضافرة من اجل تحريرهم واصرارهم للتوجه مباشرة الي بلدهم والإستعدادت لإستقبالهم ففي جريدة الجمهورية نقرأ: ان البحارة المصريون الذين تمكنوا من الفرار من خاطفيهم القراصنة الصوماليين قرروا التوجه مباشرة إلي قناة السويس بدلا من ميناء "عدن" جنوب اليمن. صرح بذلك العميد علي محمد راصع مدير إدارة خفر السواحل اليمنية وأوضح أنه بعد أن وصل البحارة إلي المياه الإقليمية اليمنية بعد منتصف الليلة الماضية طلبوا استكمال رحلتهم إلي مصر مباشرة بدلا من التوجه لميناء عدن. وأنهم بدأوا رحلة عودتهم بالفعل عبر الإقليمية اليمنية في المرحلة الأولي من الرحلة. وكان البحارة وعددهم 34 شخصا قد تمكنوا من الفرار من خاطفيهم القراصنة الصوماليين بعد فترة احتجاز بالسواحل الصومالية أكثر من أربعة أشهر. والبحارة من أبناء عزبة البرج بمحافظة دمياط. في الوقت نفسه.. سهرت قرية برج البرلس حتي الصباح.. وعاشت حالة من الترقب والانتظار أمام شاشات التليفزيون.. يديرون مؤشره بين القنوات المختلفة بحثا عن أي أخبار عن موعد وصول أبنائهم الصيادين الناجين من أيدي القراصنة الصوماليين.. والبعض الآخر يضع "الموبايل" علي أذنيه. في انتظار أي اتصال لمعرفة آخر أخبار الصيادين. لم يعرف الأهالي النوم منذ 5 أشهر كاملة. عاشها الأهالي بين الحزن والألم والقلق والترقب والرجاء. في معاناة شديدة.. لم يتركوا بابا إلا وطرقوه.. في القاهرة وكفر الشيخ ودمياطوالسويس.. لم يفقدوا الأمل في عودة أبنائهم. خاصة وأن القرية تعودت علي مثل هذه الأحداث. لكون أبنائها يعملون في الصيد في أعالي البحار. لكن الليلة الماضية كان للسهر طعم مختلف.. في ترقب لعودة الأحباء إلي أحضان القرية.التاريخ يسجل لبرج البرلس أحداثا مؤلمة.. ولم تخل أسرة في القرية من تعرضها لحادث مماثل منذ فترة طويلة.ففي عام 1990 تكرر نفس هذا الحادث عندما اختطفت البحرية الإيرانية 35 صيادا مصريا من أبناء البرلس كانوا يعملون علي سفن صيد كويتية وأسرتهم وقتها بحجة دخولهم المياه الإقليمية عندها وبعد طول انتظار ومفاوضات عاد الصيادون إلي أهاليهم. وفي السنوات الأخيرة تعرضت القرية لحوادث كثيرة منها غرق مراكب صيد في البحر الأحمر وراح ضحيتها أكثر من عشرة صيادين وفي بوغاز البرلس ابتلع البحر أسرة كاملة وفي ليبيا العام الماضي فقدت بعض الأسر ذويهم ومنذ شهرين فقدت بعض الأسر عائلها في حادث للصيادين في الغردقة. ولذلك فجميع أسر البرلس يعتلي وجهها الارتياح والفرحة فور تلقي خبر انتهاء مشكلة الصيادين الذين قضوا 5 أشهر كاملة في غيابات الأسر لدي قراصنة الصومال. يقول الحاج عبدربه الجزايرلي شيخ الصيادين بالبرلس والذي تحول مكتبه إلي خلية نحل تزدحم بالمترقبين لكونه علي اتصال دائم بكافة الأجهزة وبصاحبي مركبي الصيد الذين كان علي متنها الصيادون المختطفون. يقول إن الأهالي وخاصة السيدات من الأمهات والزوجات يقمن حاليا بتجهيز السيارات للانتقال بها إلي القاهرة أو السويس في حالة تحديد مكان الوصول وذلك لاستقبال العائدين لا ينتظرون وصولهم إلي القرية ولكنهم سيهبون إلي لقائهم في أول وصولهم إلي أرض الوطن. ويضيف أن الأهالي يجلسون أمام شاشات التليفزيون لمتابعة أي خبر ينشر عن متابعة خط سير الصيادين اما في مطار القاهرة أو ميناء السويس.